باحثون يحددون المنطقة المسؤولة عن تكوين الذكريات بالمخ

يُعد المخ من أكثر أعضاء الجسم غموضاً حتى الآن، حيث تعد عملية تكوين الذاكرة وحفظ المعلومات السريعة من أبرز خباياه التي لطالما حيرت العلماء.

لكن تمكن الباحثون من تحديد المنطقة المسؤولة عن تمكين المخ من تكوين الذكريات في القشرة الدماغية.

والذاكرة إحدى أهم وظائف الدماغ، حيث تسمح للإنسان بالتعلم من التجارب وتذكر الماضي، وهي عناصر أساسية في تكوين هوية الإنسان.

كما يمكن التوصل لفهم أفضل لآلية عمل الذاكرة البشرية والمساعدة على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وأقراص الذاكرة والبرمجيات وعلاج اضطرابات وأمراض الذاكرة.

وتمكنت مجموعة من باحثي معهد "ماكس بلانك" لأبحاث الدماغ وكلية الطب بجامعة فرايبورغ الألمانية من تحديد المنطقة المسؤولة عن تكوين الذاكرة في القشرة الدماغية، وهي منطقة تعرف باسم "المنطقة غير المعروفة أو الوالجة" (The zona incerta)، والتي كما يوحي اسمها كانت وظيفتها حتى الآن لغزًا محيرًا.

ولتكوين الذكريات يحتاج الدماغ إلى تكوين علاقات بين الإشارات الحسية التي تأتي من داخل أو خارج الجسم، ولتحديد موقع حدوث هذه العملية الحساسة في المخ، ركز العلماء على الإشارات الحسية في القشرة المخية.

وعمل الفريق، الذي تقوده الدكتورة آنا شرودر، على تحفيز وتثبيط الإشارات في المنطقة الوالجة في الدماغ، قبل قياس قدرة الإنسان على التعلم وتكوين ذكريات جديدة.

ووجد الباحثون أن هذه المنطقة تحدد أي مدخلات حسية يجب حفظها وأيها يجب تجاهلها ونسيانها، وبالتالي عمل تثبيطها على إعاقة عملية تكوين الذاكرة، بينما ساهم تحفيزها في تكوين ذكريات قوية.

وقالت الدكتورة شرودر: "كانت النتائج مذهلة، فأثناء عملية التعلم كانت المنطقة الوالجة تحفز نصف نقاط الاشتباك العصبي وتثبط النصف الآخر حسب الحاجة"، مشيرة إلى أن هذا يعتبر أول دليل على الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المنطقة في تكوين الذكريات.

وقال الفريق إنهم يأملون أن تلهم هذه الدراسة باحثين آخرين لمواصلة استكشاف دور القشرة المخية والمنطقة الوالجة لتعزيز معرفتنا بوظائفها وآليات عملها.