امرأة تقوم بوخز إصبعها لأخذ عينة دم لقياس نسبة السكر في الدم
امرأة تقوم بوخز إصبعها لأخذ عينة دم لقياس نسبة السكر في الدمأ ف ب

أطباء يشككون في الحقيقة العلمية للنظام الغذائي بحسب سكر الدم

أثار أطباء مخاوف بشأن الصحة العلمية والمخاطر المحتملة المرتبطة بالنظام الغذائي الشائع بحسب سكر الدم، محذرين من أن هذا النظام قد لا يكون مناسبًا للجميع، ويمكن أن يفاقم اضطرابات الأكل في الحالات القصوى.

وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يتضمن هذا النظام استخدام أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم، التي يستخدمها عادة الأفراد المصابون بداء السكري، ويتم تسويقها على مواقع التواصل الاجتماعي لأولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة كجزء من نظام غذائي شخصي.

وحظي هذا الاتجاه بالاهتمام لقدرته المزعومة على تحسين الخيارات الغذائية بناءً على استجابات السكر في الدم الفردية للأطعمة المختلفة.

ومع ذلك، أعرب متخصصون طبيون بارزون، بمن في ذلك مستشار مرض السكري الوطني التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، البروفيسور بارثا كار، عن شكوكهم حول فعالية وسلامة هذا النهج.

وشدد البروفيسور كار على عدم وجود أدلة جوهرية تدعم استخدام أجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم لدى الأفراد غير المصابين بالسكري، محذرًا من المخاطر المحتملة، مثل تطور اضطرابات الأكل، خاصة في الحالات التي يوجد فيها تركيز شديد على أرقام المراقبة.

أخبار ذات صلة
النظام الغذائي الصحي قد يضيف 10 سنوات لعمرك

وقدمت شركة "ZOE"، وهي لاعب رئيس في انتشار هذا النهج، برنامجًا شاملًا يتضمن مراقبة نسبة السكر في الدم إلى جانب تحليل النظام الغذائي والميكروبيوم.

ورغم الادعاءات بأنها في طليعة الأبحاث، يرى النقاد أن فهم تقلبات نسبة السكر في الدم وآثارها على الصحة لدى الأفراد غير المصابين بالسكري لا يزال محدودًا.

وقال الباحث في مرض السكري في جامعة أكسفورد، الدكتور نيكولا جيس، إن الكثير من الأدلة التي تربط تغيرات نسبة السكر في الدم بالقضايا الصحية مستمدة من الدراسات التي تشمل أفرادًا مصابين بالسكري، أو في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري.

وشدد على أن ارتفاع مستويات السكر في الدم هو أحد أعراض مرض السكري، وليس سببًا مباشرًا، ما يسلط الضوء على تعقيد تفسير بيانات نسبة السكر في الدم في سياقات غير مصابة بالسكري.

وبينما تستشهد "ZOE" بأبحاث أولية تشير إلى وجود ارتباطات بين تقلبات نسبة السكر في الدم والنتائج الصحية الضارة، يحذر الخبراء من أن مجال تحليل الميكروبيوم، الذي يشكل جزءًا مهمًا من النظام، لا يزال في بداياته.

وتحفّظ خبير ميكروبيوم الأمعاء، الدكتور جيمس كينروس، بشأن موثوقية اختبار الميكروبيوم المباشر للمستهلك بسبب الأسئلة التي لم يتم حلها بعد، والتي تحيط بتأثيره على الصحة.

من جانبها، دافعت كبيرة الباحثين في "ZOE"، الدكتورة سارة بيري، عن الدقة العلمية للبرنامج، لكنها اعترفت بالثغرات الموجودة في الأدلة.

وشددت على الحاجة الملحة إلى معالجة المخاطر الغذائية رغم عدم اكتمال المعرفة، مرددة المخاوف بشأن الانتظار لعقود من الزمن للحصول على بيانات شاملة عن النتائج طويلة الأجل.

وفي حين أن بعض المتخصصين يعترفون بالفائدة المحتملة لأجهزة مراقبة نسبة السكر في الدم كأدوات تحفيزية لتغيير النظام الغذائي، إلا أنهم يؤكدون على الحاجة إلى الحذر وإجراء المزيد من الأبحاث، وفق تقرير "بي بي سي".

نظام غذائي
نظام غذائيغيتي

بدوره، أشاد الطبيب العام، الدكتور ران كروك، بالجهود المبذولة لجمع الأدلة، مؤكدًا أهمية الابتكار المسؤول في مواجهة التحديات المستمرة في تعزيز العادات الغذائية الصحية.

ويثير منتقدو النظام الغذائي لسكر الدم مخاوف بشأن عواقبه المحتملة، بما في ذلك خطر قيام الأفراد بالتخلص من الأطعمة المغذية بناءً على ارتفاع نسبة السكر في الدم.

وقال التقرير إن هذا يمكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن الغذائي ومضاعفات صحية، مما يقوض الفوائد المزعومة للبرنامج.

وفي حين أن اتجاه النظام الغذائي لسكر الدم اكتسب شعبية، فإن الخبراء الطبيين يحثون على الحذر، ويؤكدون على الحاجة إلى التحقق العلمي الصارم لضمان فعاليته وسلامته للأفراد غير المصابين بالسكري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com