كشف باحثون في كلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكونسن الأمريكية، عن وجود علاقة محتملة بين التهاب الأمعاء والتدهور المعرفي ووظيفة المخ، في سياق الشيخوخة ومرض الزهايمر.
وركز البحث، الذي نشر في مجلة Nature Journal Scientific Reports بحسب موقع الجامعة، على فحص وجود الكالبروتكتين؛ وهو علامة التهابية، في عينات البراز للمشاركين في الدراسة.
ومع زيادة مستويات الكالبروتكتين، لاحظ الباحثون ارتفاعًا مماثلًا في تراكم لويحات الأميلويد في أدمغة الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر، وهي تجمعات غير طبيعية من بروتين الأميلويد الذي يمكن أن يتسبب في تلف الأنسجة المحيطة به.
وفي الوقت نفسه، أظهرت مستويات المؤشرات الحيوية لمرض الزهايمر في السائل النخاعي زيادة أيضًا، مصحوبة بانخفاض في درجات وظائف الذاكرة اللفظية بين المشاركين.
وأثبتت النتائج أنه حتى المشاركون الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بمرض الزهايمر أظهروا درجات أقل في اختبارات الذاكرة، عندما ارتبطوا بمستويات أعلى من الكالبروتكتين.
كما حدد البحث ارتفاعًا ثابتًا في مستويات الكالبروتكتين مع تقدم العمر؛ ما يشير إلى وجود صلة محتملة بين التهاب الأمعاء وعملية الشيخوخة. ومع ذلك، أكد الباحثون على أهمية توخي الحذر في استنتاج العلاقة بين السبب والنتيجة، مؤكدين أن إجراء المزيد من الأبحاث، وخاصة على الحيوانات، مهم لفهم أكثر شمولاً.
ووفقا لدراسات وأبحاث سابقة أجراها فريق الجامعة نفسه عام 2017، فإن هناك اختلافات كبيرة في ميكروبيوم الأمعاء لدى الأفراد المصابين بخرف الزهايمر مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من هذا المرض. وافترض الفريق أن تغيرات الأمعاء قد تساهم في حدوث التهاب جهازي، وتعطيل حاجز الدم في الدماغ، وربما تؤدي إلى التهاب عصبي، وإصابة عصبية، وتنكس عصبي.
ويتعاون الباحثون حاليًا مع المشاركين لاستخدام "اختبار المعيار الذهبي" لتسرب الأمعاء، وقياس إفراز سكريات معينة في البول. بالإضافة إلى ذلك، ستبحث دراسة سريرية في مركز أبحاث مرض الزهايمر في جامعة ويسكونسن، فيما إذا كان من الممكن للبروبيوتيك أن يخفف من التهاب الأمعاء، وربما يمنع التدهور المعرفي والخرف المرتبطين بمرض الزهايمر.