رواد تيك توك يربطون"الكورتيزول" بتراكم دهون البطن.. ما رأي الخبراء؟
يلقي رواد تطبيق تيك توك اللوم على هرمون الكورتيزول، مشددين على أنه المسؤول الأول عن تراكم دهون البطن المزعجة، والمتسبب في زيادة الرغبة في تناول الطعام، وخفض الطاقة، وسوء النوم والصداع، وعشرات الاضطرابات الصحية الأخرى.
وظهرت مئات آلاف المنشورات التي حققت ملايين المشاهدات خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي شارك فيها المستخدمون مقاطع فيديو حول أسباب وتأثيرات ارتفاع هرمون الكورتيزول في الجسم؛ إذ وثق البعض تجاربهم، فيما قدم آخرون نصائح للمساعدة على تنظيم مستويات الهرمون في الجسم.
ما هو الكورتيزول؟
يقول أخصائي الغدد الصماء الدكتور كينجيني لصحيفة "ذا ناشونال" أن الكورتيزول هو هرمون تنتجه الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلية، ويتم التحكم به بواسطة هرمون آخر يتم إفرازه من الغدة النخامية، ويشار إلى الكورتيزول غالبا على أنه "هرمون التوتر"، لأن مستوياته ترتفع عند استجابة الجسم للتوتر.
ما الدور الذي يلعبه الكورتيزول في الجسم؟
يلعب الكورتيزول عدة أدوار أساسية في الجسم؛ فهو يساعد على عملية التمثيل الغذائي عن طريق المساعدة في تنظيم مستويات السكر في الدم، ويساعد على استقلاب الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، ويؤثر على كيفية استجابة الجسم للأنسولين، كما أنه يزيد من مستويات الجلوكوز في الدم لتوليد طاقة "القتال أو الهروب".
وتقول ربا الحوراني، أخصائية التغذية السريرية "كالعديد من الهرمونات في الجسم، يقوم الكورتيزول بتنسيق وظائف مختلفة مثل قمع الالتهابات، والتحكم في استخدام الجسم للكربوهيدرات والبروتينات والدهون، وهو ضروري لعملية التمثيل الغذائي".
وأضافت "ينظم الكورتيزول ضغط الدم ومستويات السكر في الدم، وينسق دورة النوم، وينظم استجابة الجسم للضغط النفسي."
هل يؤثر الكورتيزول فعلا على الوزن؟
بحسب الأطباء، فأنه يمكن أن تلعب مستويات الكورتيزول دورًا في مجموعة من المشكلات الصحية المختلفة، خاصة فيما يتعلق بالوزن والنوم ومستويات الطاقة.
ويمكن أن يؤثر الكورتيزول على الوزن من خلال التأثير على الشهية وتعزيز تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن. وفي الوقت نفسه، فإن انخفاض قدرة الغدد الكظرية على إنتاج الكورتيزول يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن.
ويؤثر الكورتيزول أيضا على جودة النوم ومع ذلك، عادة ما يكون ذلك بسبب التوتر الذي يرفع الهرمون؛ ما يؤدي إلى الأرق أو اضطرابات في النوم.
ويجمع الأطباء على أن الكورتيزول يمكن أن يؤثر على الرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والكربوهيدرات العالية، خاصة خلال الفترات العصيبة أو في وقت متأخر من الليل.
وعندما يتعلق الأمر بالبشرة، فإن زيادة مستويات الكورتيزول بسبب الإجهاد، يمكن أن تساهم في مشاكل جلدية مختلفة، مثل حب الشباب، أو الأكزيما، أو تسريع الشيخوخة؛ لأنها تحفز الغدد الدهنية في الجلد على إنتاج المزيد من الزهم؛ ما يؤدي إلى انسداد المسام وظهور الالتهابات بسبب البكتيريا.
كيفية الحفاظ على مستويات الكورتيزول صحية
ينصح الخبراء بالابتعاد عن المنتجات التي تدعي أنها قادرة على خفض الهرمون؛ لأن المكملات لا ولن تنظم مستويات الكورتيزول في الجسم.
وفي حال لم تكن مستويات الكورتيزول المرتفعة ناجمة عن مشاكل صحية أساسية، فإن التغييرات في نمط الحياة هي الطريقة الوحيدة لتنظيم الهرمون، بما في ذلك إدارة التوتر بشكل أكثر فعالية، وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن.
