أثار تزايد حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين البالغين الأصغر سنا في الولايات المتحدة بشكل مطرد، منذ تسعينات القرن الماضي، مخاوف بين الباحثين وخبراء الصحة.
ففي حين أن بعض الحالات قد تكون مرتبطة بالاستعداد الوراثي، إلا أن ازدياد الإصابات بالمرض يعزى بدرجة كبيرة إلى عوامل خارجية، مثل النظام الغذائي، وخيارات نمط الحياة، والتأثيرات البيئية، بحسب تقرير لموقع "إنسايدر" الأمريكي.
وأشار الخبراء، وفقا للموقع، إلى أنهم لم يحددوا بشكل دقيق سبب الازدياد المطرد في عدد الحالات التي تم تشخيص إصابتها بالسرطان بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.
وفي حين أن الظروف الوراثية يمكن أن تهيئ الأفراد للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إلا أن الزيادة الملحوظة في الحالات بين البالغين الأصغر سنا من المرجح أنها تعود إلى عوامل خارجية، إذ تشمل هذه العوامل اتباع نظام غذائي سيئ، والسمنة، والإفراط في استهلاك الكحول، والتدخين، والإصابة بمرض التهاب الأمعاء، وكلها تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وفقا لما قاله الدكتور "بيل داهوت"، كبير المسؤولين العلميين في جمعية السرطان الأمريكية، للموقع.
واقترح الدكتور "داهوت" إدخال بعض التعديلات على نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
صنّفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان اللحوم الحمراء على أنها "من المحتمل أن تكون مسرطنة" للإنسان، واعتمدت في تصنيفها على أدلة موثوقة تشير إلى أن تناول اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهناك أدلة "ناشئة" تربط استهلاك اللحوم الحمراء بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستاتا.
بناءً على ذلك، توصي جمعية السرطان الأمريكية الأشخاص بالحد من استهلاك اللحوم الحمراء، وتناول البروتينات الأخرى، مثل الأسماك والدواجن والفاصوليا.
في حين أن السكر لا يغذي نمو السرطان بشكل مباشر لدى الأفراد الذين يعانون من المرض بالفعل، إلا أنه يُعتقد أن تقليل تناوله مفيد لمنع تطور السرطان، وفقا للدكتور "سونيل كاماث" المختص بأورام الجهاز الهضمي في كليفلاند كلينك، الذي أشار أيضا إلى وجود تصور شائع بأن تقليل استهلاك السكر يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
والسبب وراء هذا التصور أن السمنة عامل خطر معروف للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتناول الكثير من السكر هو أحد العوامل المسببة للسمنة.
وكان موقع "انسايدر" أشار سابقًا إلى طرق أخرى لتقليل السكر في نظامك الغذائي، ويمكن أن يكون الاستغناء عن المشروبات السكرية نقطة البداية.
علاوة على ذلك، وجدت إحدى الدراسات، التي أجريت عام 2022، وجود صلة بين شرب المزيد من المشروبات المحلاة بالسكر وارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون.
تناول المزيد من الألياف له فوائد كثيرة، بما في ذلك تحسين صحة الأمعاء والقلب، وتنظيم ارتفاع نسبة السكر في الدم، والحد من حدوث الإمساك.
ويمكن لتناول الألياف أن يقلل أيضًا من خطر الإصابة بسرطان القولون، إذ وجدت مراجعة للدراسات التي أجريت عام 2018 أن الألياف الغذائية تلعب "عدة أدوار مهمة في الوقاية من سرطان القولون"، بما في ذلك تحسين حركات الأمعاء، وتقليل كمية المواد المسرطنة التي تنتج أثناء عملية الهضم.
يؤدي شرب الكحول إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بما في ذلك سرطان الفم والحنجرة والقولون والمستقيم والكبد والثدي.
وحتى استهلاك الكحول بكمية معتدلة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، فعندما يتم تناول الكحول، فإنه يتحلل إلى مادة كيميائية تسمى (الأسيتالدهيد)، يمكنها أن تؤدي إلى إتلاف الحمض النووي للخلايا، وبالتالي حدوث النمو غير المنضبط للخلايا، وهي سمة من سمات الأورام السرطانية، وفقا للمعهد الوطني للسرطان.