العديد من مدن العالم تواجه تحديات تلوث الهواء
العديد من مدن العالم تواجه تحديات تلوث الهواءأ ف ب

هل يُمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مواجهة تلوث الهواء؟

يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه بارقة أمل واعدة في معالجة مشاكل التلوث الملحة حول العالم، لا سيما أنه في العديد من مدن العالم الصاخبة، يحجب غطاء مستمر من الضباب الدخاني الأفق، ما أدى لبروز الحاجة الملحة إلى حلول مبتكرة لمكافحة التحديات البيئية، وفق ما جاء في تقرير لموقع "Irish Tech News"، اليوم الثلاثاء.   

وبحسب التقرير، يكمن أحد التطورات الملحوظة في قدرة الذكاء الاصطناعي لمواجهة تعقيدات التدهور البيئي على التنبؤ بديناميكيات جودة الهواء، وهو إنجاز يؤثر، بشكل كبير، على دول أوروبا وآسيا، مضيفًا أنه من خلال الاستفادة من الخوارزميات المعقدة، ونماذج التعلم الآلي، يعالج الذكاء الاصطناعي مجموعة بيانات واسعة تشمل الظروف الجوية والانبعاثات، مما يوفر دقة غير مسبوقة في التنبؤ بأنماط جودة الهواء، وبالتالي وضع إستراتيجيات فعّالة لمكافحة تغير المناخ.

وبينما يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين قدراته التنبؤية، يقول موقع "Irish Tech News" في تقريره، إنه لا يظهر كأعجوبة تكنولوجية فحسب، بل كلاعب إستراتيجي في المعركة العالمية ضد التدهور البيئي، إذ يقوم بتوليد أفكار لتمكين صناع القرار، وتوجيه الخطوات الاستباقية في مواجهة التحديات المتنوعة التي يفرضها تغير المناخ.

وأضاف: "بعيدًا عن التوقعات، يعمل الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل المشهد الصناعي، ويقدم حلولاً للحد من تلوث الهواء. فمن خلال توفير تحليلات البيانات المتقدمة، يسد الذكاء الاصطناعي الفجوات التي خلّفتها أجهزة الاستشعار التقليدية في الصناعات. ويعمل هذا النهج المبتكر على تقليل استهلاك الطاقة، وتقليل الانبعاثات، وتحسين العمليات الصناعية، وإدخال ممارسات صديقة للبيئة في بيئات المصانع".

أخبار ذات صلة
دراسة تكشف العلاقة بين ارتفاع تلوث الهواء وانخفاض أوزان المواليد

ثورة في أنظمة المراقبة الصناعية

أما أجهزة الاستشعار الناعمة، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، فقد أحدثت، وفقًا للموقع، ثورة في أنظمة المراقبة الصناعية، حيث تعمل على توفير تنبؤات دقيقة حتى مع وجود بيانات غير كاملة. كما تلعب دورًا حاسمًا في مراقبة العمليات الصناعية، وتحسين استخدام المواد الكيميائية، والتحكم في الانبعاثات في مختلف القطاعات، من المصافي إلى صناعات اللب والورق.

وأشار إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي يمتد إلى تحسين عمليات التصنيع، حيث يقلل من الأخطاء، ويعزز كفاءة استخدام المواد الخام. ويتماشى هذا التحول في الصناعات مع مبادئ التصنيع الذكي، والإنتاج المستدام.

وفي السياق الأوسع للإدارة البيئية، تطرق الموقع إلى أن دور الذكاء الاصطناعي يمتد إلى ما هو أبعد من آسيا، ويتردد صداه بشكل كبير في أوروبا، لافتًا إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصممة خصيصًا لأوروبا، والتي تتراوح بين التنبؤات المتعلقة بالغابات إلى الكفاءة الصناعية المحسنة، تؤكد مساهمتها في الاستدامة البيئية.

وبالمثل، في آسيا، يبرز الذكاء الاصطناعي باعتباره أساسيًا في صياغة حلول مستدامة لتحديات المناخ وجودة الهواء. وتُظهر تطبيقاته المتنوعة، بدءًا من النمذجة التنبؤية وحتى تحسين العمليات الصناعية، قدرته على معالجة القضايا البيئية المعقدة في المنطقة، بحسب ما جاء في تقرير الموقع.

وأضاف: "بينما يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في أنظمة مراقبة جودة الهواء في جميع أنحاء العالم، فإن دمجه في نمذجة تغير المناخ يمثل تحديات وفرصًا، إذ يبقى التغلب على عقبات مثل المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات والاستخدام الأخلاقي أمرًا ضروريًا لتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي الكاملة في الاستدامة البيئية".

المصدر: موقع "Irish Tech News".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com