دراسة: "كوب 28".. نقطة تحوُّل حاسمة في مكافحة تغيّر المناخ
أكدت دراسة أجراها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن مؤتمر الأطراف كوب 28 الذي استضافته دبي، حقق إنجازات كبيرة، على رأسها الاتفاق التاريخي بشأن التَّحَوُّل عن الوقود الأحفوري، كما شَكَّل نقطة تَحَوُّل حاسمة في مكافحة تغيّر المناخ.
وقالت الدراسة التي أعدها د. محمد أبوغزله ورهف الخزرجي، إن "رئاسة المؤتمر والدولة المستضيفة بذلت جهودًا جبارة من أجل تحقيق توافقات حاسمة، والتوصل إلى نتائج عملية قابلة للتنفيذ، ومن هنا فقد نجح المؤتمر في تحقيق إنجازات بعضها غير مسبوق بالفعل".
واعتبرت الدراسة أن الاتفاق بشأن التَّحَوُّل عن الوقود الأحفوري، "يشبه الإعجاز"، بعد أن توصلت إليه القمة أملاً بتحقيق صافي صفر انبعاثات على مستوى العالم بحلول عام 2050، كما تناولت اتفاقية صندوق الخسائر والأضرار، وهي تعد أيضًا اتفاقًا تاريخيًّا غير مسبوق، وهو الصندوق المخصص لمساعدة البلدان النامية التي تواجه أشد آثار تغيُّر المناخ.
وأكد الباحثان أن موضوع تعبئة الموارد المالية لدعم العمل المناخي، شكل محور التركيز الرئيس في مؤتمر الأطراف إلى جانب العديد من التطورات والاتفاقيات الرئيسة التي تهدف إلى سد الفجوة المالية، وتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس.
كما بحثت أجندة التخفيف في كوب 28، وفق الدراسة، تعزيز الطموح وتسريع العمل، بهدف الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، بعد أن وافقت البلدان على مراجعة وتعزيز إسهاماتها المحددة وطنيًا، والتي تحددها خططها الوطنية في مجال الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
وبينت الدراسة أن المؤتمر ركز على مساعدة المجتمعات والنُّظُم البيئية على التعامل مع آثار تغيُّر المناخ التي لا يمكن تجنبها، من منطلق إدراك الواقع القاسي لتغيُّر المناخ، الذي أصبح محسوسًا بالفعل في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى التكنولوجيا والابتكار وقيادة الحلول من أجل مستقبل مستدام.
وأشاد الباحثان بالدور "المحوري" الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة، في استضافة وصياغة نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعنيّ بتغيُّر المناخ كوب 28 في دبي، الذي لم يقتصر على توفير منصة للتعاون الدولي فحسب، بل عرضت مبادراتها المناخية الطموحة وقيادتها على بضع جبهات رئيسة، عبر مساع للريادة في مجال الطاقة المتجددة، ومناصرة صندوق الخسائر والأضرار، بالإضافة لتطوير حلول التكيُّف وتعزيز التمويل الأخضر.
كما اضطلعت دولة الإمارات بتنفيذ العديد من المبادرات لتعزيز كفاءة الطاقة والحفاظ عليها في مختلف القطاعات، من خلال تعزيز كفاءة الطاقة، فضلًا عن التركيز على إشراك الشباب والمجتمع المدني، واستغلالها المؤتمر كمنصة لإظهار التزامها بالابتكار والتقدم التكنولوجي في مكافحة تغيُّر المناخ، والتعاون العالمي، بحسب الدراسة.
وخلصت الدراسة إلى أن المؤتمر يبعث برسالة قوية، مفادها أن العالم جاد في معالجة تغيُّر المناخ، وأن الاعتماد على الوقود الأحفوري لم يَعُدْ أمرًا مستدامًا، كما شدد على الحاجة إلى تجاوز تحديد الأهداف، والتركيز على الإجراءات الفعلية الملموسة وخطط التنفيذ.
