الجفاف في تونس
الجفاف في تونسرويترز

جفاف وحرائق وفيضانات.. التغيرات المناخية تضرب المغرب العربي بقسوة

تبدو عواقب التغيرات المناخية محسوسة بقسوة في المغرب العربي، حيث واجه سكان المنطقة الصيف الماضي واحدا من أسوأ الفصول وأشدها حرارة، مع اندلاع كثير من الحرائق التي أدّت إلى تجفيف النباتات المتضررة أصلا من الجفاف الطويل وحرائق الغابات الضخمة فضلا عن نقص المياه.

وتؤكد دراسات حديثة أنّه منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، تتحمّل منطقة المغرب العربي العبء الأكبر من آثار تغير المناخ مع فصول شتاء معتدلة وجافة، وموجات حارة متكررة في الصيف، وحرائق مميتة، وفيضانات، وارتفاع قياسي في درجات الحرارة، وجفاف طويل الأمد، وتقشف التربة، وتصحر المناظر الطبيعية، وهذه هي العواقب الأكثر وضوحا، إضافة إلى عواقب أخرى قد تظهر في السنوات القادمة.

وحذّر أحدث تقرير صادر عن الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ نُشر في 20 آذار مارس 2023، من أن شمال وغرب أفريقيا سيعانيان من الوطأة الكاملة لتغير المناخ وسيتعرضان للتهديد بسبب الحرارة الشديدة ونقص المياه والغذاء.

واعتبر التقرير أنّه بالنسبة إلى دول مثل تونس والمغرب، فإن مثل هذه الظروف المناخية قد تؤدي أيضًا إلى انهيار السياحة، حيث يقول الخبراء إنّ السياح عادة يُعرضون عن الذهاب إلى بلدان تتجاوز درجات الحرارة فيها 40 درجة.

شمال أفريقيا وغرب أفريقيا سيعانيان من الوطأة الكاملة لتغير المناخ
الهيئة الدولية لتغير المناخ

ومن بين استنتاجات هذا التقرير أن هذه العوامل المناخية، مقترنة بالاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ستمارس في نهاية المطاف ضغوطًا إضافية على اقتصادات البلدان الأفريقية.

من جهتها، تؤكد الوكالة الفرنسية للتنمية أيضا أن البلدان الأفريقية هي من بين الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ بسبب نقص الأمطار والجفاف الشديد ومخاطر الفيضانات، وبالتالي، فإن هذه البلدان تواجه بالفعل العديد من التحديات الكبرى التي تمثل جميعها عواقب لارتفاع درجات الحرارة المتوقع منذ فترة طويلة.

ومن التهديدات الأكثر إلحاحا ندرة المياه في منطقة شمال أفريقيا. وفي أحدث تقاريرها في هذا المجال أكدت الوكالة الفرنسية للتنمية أن "موارد المياه المتجددة، السطحية والجوفية، باتت قريبة من عتبة النقص المطلق، المحددة بـ 500 متر مكعب للشخص الواحد. ووفقاً للأمم المتحدة، تبلغ توقعات النمو السكاني زيادة بـ 22% في المغرب، و40% في الجزائر، و16% في تونس بحلول عام 2050، وهو ما يهدد بتفاقم الوضع.

وفي السياق ذاته حذّر تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم نقص المياه في معظم مناطق المنطقة، ويتوقع انخفاضًا يصل إلى 45% في مستوى البحيرات والخزانات على مدار القرن، وانخفاضًا يصل إلى 55% في توفر المياه السطحية في شمال أفريقيا.

شح المياه في المغرب
شح المياه في المغربرويترز

وإضافة إلى معضلة نقص المياه أدّت التغيرات المناخية إلى ظاهرة لافتة في السنوات الثلاث الماضية ولا سيما في الجزائر وهي الحرائق القاتلة التي تجتاح مساحات واسعة من الغابات كما خلفت مئات القتلى.

ويؤكّد خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أنّ جميع النماذج والسيناريوهات المناخية تظهر زيادة حادة في موجات الحر وانخفاضا في هطول الأمطار في أجزاء كبيرة من شمال أفريقيا، فضلا عن زيادة في ظروف الجفاف الشديد حول البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة
خبراء: "صحة البشر تواجه خطرا كبيرا بسبب التغير المناخي"

وتشير توقعات النماذج المناخية إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري في شمال أفريقيا أكبر بكثير خلال فصل الصيف الحار والجاف بالفعل، وتؤكّد أنّه إذا وصل الاحتباس الحراري إلى 4 درجات، فإن مناطق معينة، مثل الجزائر، يمكن أن تشهد ارتفاع متوسط درجة الحرارة في أشهر الصيف بمقدار 8 درجات بحلول نهاية القرن.

وفي ظل هذه التوقعات المتشائمة، يصبح من المُلحّ أن تضع الحكومات إستراتيجيات حول كيفية توقع مخاطر الكوارث الطبيعية بشكل أفضل وإدارة التغيرات المناخية المتطرفة مثل موجات الحر والحرائق والفيضانات بشكل أفضل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com