جانب من الدمار الذي خلفته السيول في مدينة درنة في سبتمبر 2023
جانب من الدمار الذي خلفته السيول في مدينة درنة في سبتمبر 2023أ ف ب

ظاهرة غريبة تهدّد بـ"ابتلاع" خامس أكبر مدينة ليبية

تعيش خامس أكبر المدن الليبية ظاهرة غريبة، بعدما تشكلت كتلة مائية ضخمة على سطح الأرض وباتت تهدد بكارثة بيئية، وسط تخوف من السكان الذين لم ينسوا ما حدث في مدينة درنة قبل أشهر، وغضب من السلطات في بنغازي وطرابلس لعدم تقديم حلول مناسبة.

ويتخوف السكان والسلطات في مدينة زليتن (160 كيلومترًا شرق طرابلس) من غرق منازلهم بعد ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ما تسبب في أضرار كارثية لمئات المنازل التي هجرها أصحابها إثر سقوط بعضها، فيما تم إجلاء آخرين إلى مناطق أكثر أمانًا.

وتعود ظاهرة انبعاث المياه الجوفية بشكل كبير من أسفل منازل سكان المدينة البالغ عددهم 350 ألف نسمة، وفي ساحات عديدة، إلى نهاية العام الماضي، وقالت السلطات إن ألفي منزل تضرر من الظاهرة.

وانتقد رئيس لجنة الأزمة في مدينة زليتن مصطفى البحباح "ضعف الإمكانيات لمواجهة الكارثة".

وأشار البحباح إلى أن "طفلا غرق في بركة مياه أمام منزله، لا يزال بالعناية المركزة في المستشفى".

مياه تخرج من تحت سطح الأرض وتتسبب بأضرار بيئية كبيرة في زليتن
مياه تخرج من تحت سطح الأرض وتتسبب بأضرار بيئية كبيرة في زليتن متداول

ووصف رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة، ما يحدث في زليتن بـ"الأمر الخطير" الذي أدى إلى تشكيل مسطحات مائية وتسجيل أضرار بالمزارع والمنازل؛ جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية فوق مستوى سطح الأرض.

ولفت حمزة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إلى أن تشكل البرك المائية والمستنقعات الملوثة والمختلطة مع مياه الصرف الصحي عقب ارتفاع منسوب المياه ينذر بكارثة بيئية من أوبئة وأمراض للسكان.

وتسبب ذلك بتضرر الأشجار المثمرة والنخيل، واختفاء كامل لأشجار الزيتون التي كانت موجودة في تلك المناطق.

وحسب مخرجات الندوة العلمية التي نظمها مركز البحوث والدراسات العلمية بالجامعة الأسمرية في ليبيا، فإن هذه الظاهرة نتج عنها ارتفاع منسوب الخزان السطحي فوق مستوى سطح الأرض، داعيا إلى تقديم حلول مناسبة تجنبا لوقوع كارثة.

تسببت الظاهرة بأضرار لأكثر من ألفي منزل في المدينة بحسب إحصاء حكومي
تسببت الظاهرة بأضرار لأكثر من ألفي منزل في المدينة بحسب إحصاء حكوميمتداول

ووسط تضارب التفسيرات، يقول المختص الليبي في البيئة المجدوب عمار إن الظاهرة ليست بحجم ما يتم الحديث عنه، بل يعود أصلها إلى ما قبل خمس سنوات، وقتها تشكلت بعض البؤر حول أشجار الزيتون والنخيل في اجدابيا أيضا، أما اليوم فقد توسع ارتفاع مستوى منسوب المياه.

وأضاف المجدوب، لـ"إرم نيوز"، أن هناك تصدعات وقعت في طبقات الأرض السفلى نتيجة ارتفاع منسوب الأمطار، ما أدى إلى دفع المياه الجوفية لسطح الأرض.

في غضون ذلك، استعانت الحكومة المؤقتة في طرابلس بخدمات مكتب استشاري دولي سيصل بلدية زليتن الجمعة المقبلة، ليباشر عمله مع فريق الخبراء بالتعاون مع المجلس البلدي.

كما شكلّت لجنة مركزية برئاسة وزير الحكم المحلي لمتابعة أوضاع المدينة، ومعالجة الآثار المترتبة ومساعدة المواطنين لمواجهتها.

أخبار ذات صلة
بعد أشهر من كارثة درنة.. الناجون يواجهون "الموت البطيء"

وشكا ممثلو أهالي زليتن، في بيان لهم، ما تتعرض له المدينة المنكوبة، مشيرين إلى أن الكارثة تزداد من دون أن تتحرك الحكومة لتقديم حلول جذرية للمشكلة.

وأعلن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، أسامة حماد، حالة الطوارئ، ووافق على مخصصات مالية لبلدية المنطقة.

كما قرر حماد، خلال لقائه أعضاء مجلس النواب الليبي عن مدينة زليتن، توفير 10 آليات لمواجهة الأزمة، ووجه وزير الصحة لتوفير جميع الأدوية الخاصة بداء اللشمانيا والحساسية الجلدية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com