القناة 12 الإسرائيلية: سقوط صواريخ في مناطق مفتوحة من الجليل الأعلى
أكّد إعلاميون عرب قدرة الإعلام التقليدي على مواصلة حضوره وتأثيره القوي على الساحة الإعلامية، رغم ما يواجهه من تحديات ومخاطر، في ظل انتشار منصات التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل إحدى أدوات التأثير في صناعة الرأي العام وتشكيله وما أحدثته من تغيرات عميقة في معايير العمل الإعلامي التقليدي.
وأجمع المتحدثون في جلسة "الإعلام التلفزيوني وفرص التوسع في ظل هيمنة منصات التواصل الاجتماعي"، ضمن فعاليات اليوم الثاني للدورة الثانية من الكونغرس الإعلامي التي نظمها "إرم نيوز"، على أن الإعلام التقليدي بإمكانه الصمود والتكيف مع المتغيرات المتسارعة، رغم خسارته نسبة ملحوظة من المهتمين بمتابعة برامجه خاصة الإخبارية، لصالح وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل اليوم مكتبة ضخمة محمولة في أجهزة الهواتف المتحركة ويمكن الوصول إليها واستخدامها في أي وقت ومكان.
وشارك في الجلسة نخبة من الإعلاميين العرب، على رأسهم الإعلامية اللبناية ما تيلدا فرج الله والإعلامية السعودية هناء سميح الركابي.
وفي بداية الجلسة استعرض المشاركون أهمية الإعلام التقليدي والتحديات الكبيرة التي يعيشها "الإعلام الأصيل" أمام الإعلام الجديد، مشيرين إلى تراجع مستويات متابعة الجمهور للأخبار على الشاشات الإعلامية، مقابل زيادة في المنصات الرقمية، ما دفع المؤسسات الإعلامية إلى ابتكار البرامج الإخبارية ذات الصبغة الترفيهية أو الوثائقية أو التحليلية، واستخدام الأدوات التي يمكن أن تترك تأثيرا على المشاهد عبر كافة الوسائل، وليس فقط على التلفزيون، وهذا كان له أثر على كل المستويات، خاصة التجارية ما جعل المؤسسات الإعلامية تعيد التفكير في نموذجها التشغيلي وتغيير طريقتها لإنتاج المحتوى.
وأكد المشاركون أن المؤسسات الإعلامية التي لا تبادر بتبني المنصات الرقمية بأن تكون جزءًا من هيكلها التشغيلي، سيكون مصيرها إلى زوال.
وأشار المشاركون إلى تخوف أصحاب القرار في المؤسسات الإعلامية التقليدية في البداية من ظهور المنصات الرقمية وتوسع وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مع مرور الوقت اكتشف الجميع أنها طريقة لإيصال المحتوى بشكل مختلف، وأتاحت فرصًا أكثر للمشاهد لمتابعة العديد من الأحداث من أي مكان وفي أي زمان، لافتين إلى أنها باتت جزءًا من الإعلام مجبرين على التعامل معها رغم ما تحتوي عليه من تدني المحتوى في بعض الأحيان.
وأجمعوا المشاركون أن "الإعلام الأصيل" سيظل قويًا مهما تعددت الوسائل والمنصات لأنه الأصل، مشيرين إلى أن الوسائل الإعلامية في عصر التكنولوجيا تتعدد وتتنوع بطريقة أسرع وأكبر، لكن سيظل المحتوى سيد الموقف.
وأوضحوا أن منصات التواصل الاجتماعي جاءت لتبقى وعلينا التعايش معها، مشيرين إلى تحكم شركات التكنولوجيا العالمية في مداخيل الإعلانات على المنصات الرقمية، وتأثير ذلك على دخل المؤسسات الإعلامية التقليدية.
ورأى المشاركون أن المنصات التي ظهرت في الفترة الأخيرة، كانت تقوم بتوفير محتوى فقط دون إعلانات بهدف الحصول على أعداد متزايدة من المتابعين، بخلاف وسائل الإعلام التقليدية التي تعتمد على الدخل الثابت من الإعلانات، ولذا بدأت في خلق أدواتها الخاصة التي تمكنها من جلب إيرادات أخرى للوسائل التقليدية للتعايش بشكل أطول.
وشددوا على أن الإعلام التقليدي سيشهد تغيرات كبيرة خلال السنوات العشر المقبلة وإعادة التفكير في المنافسة مع المنصات الجديدة.