أكياس النيكوتين "Zyn" تثير الجدل بين المشرعين وخبراء الصحة
تعد زين "Zyn"، أكبر علامة تجارية أمريكية لأكياس النيكوتين خالية من التبغ، وتقدم مجموعة من النكهات، وتوفر مستويات مختلفة من النيكوتين.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فهذه المنتجات هي أحد البدائل الشائعة حديثًا للسجائر العادية، التي تغير الطريقة التي يستهلك بها العديد من الأمريكيين النيكوتين، لكنها باتت "نقطة اشتعال" سياسية.
والمنتَج عبارة عن كيس نيكوتين، يشبه كيس شاي صغير ويأتي بنكهات مثل النعناع، والقهوة، والتوت، والمانجو، ويُوضع بشكل خفي في الخد، ولا يتطلب من المستخدم البصق.
وأفادت الصحيفة أن شركة "Zyn" تتواجد في السوق الأمريكية منذ عام 2014، لكن مبيعاتها ارتفعت بشكل كبير العام الماضي.
وشحنت الشركة نحو 116 مليون علبة من هذا المنتج في الولايات المتحدة في الربع الرابع بزيادة قدرها 78%، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وفقًا للشركة المصنعة لها.
وتقول المجلة الأمريكية، إن مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم اسم "مؤثرو زين Zynfluencers" روّجوا للعلامة التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما خلق صداعًا لشركة فيليب موريس Philip Morris الأمريكية التي تقول إنها لا تنضم إلى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن منتجاتها مخصصة للبالغين الذين يستخدمون النيكوتين بالفعل.
المنتجات الخالية من التدخين
وفي عام 2022، اشترى فيليب موريس شركة سويديش ماتش، الشركة المصنعة لشركة Zyn، لمساعدة الشركة على الاستثمار في المزيد من "المنتجات الخالية من التدخين".
وفي ذات السياق، يتزايد الجدل حول "زين" بين خبراء الصحة والمستهلكين والمشرعين، وخصوصا بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وتؤكد الصحيفة، أن الموضوع المطروح الآن داخل الولايات المتحدة، هو ما إذا كانت أكياس النيكوتين هذه بمثابة نعمة للصحة العامة، أم أنها تشكل تهديدًا حقيقيا للأطفال.
وقال جاسيك أولتشاك، الرئيس التنفيذي لشركة فيليب موريس: "إذا لم يكن عمرك 21 عامًا، فهذا ليس منتجًا لك"، مبينا "أن الشركة تواصلت مع مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وطلبت منهم عدم الترويج لـZyn في أي منتدى يضم الجمهور أشخاصًا تقل أعمارهم عن 21 عامًا".
ونقلت الصحيفة عن راي نياورا، الأستاذ في كلية الصحة العامة العالمية بجامعة نيويورك، قوله: "إن مخاطر منتجات "زين" مماثلة للمنتجات الصيدلانية مثل علكة أو لصقات النيكوتين".
في المقابل، يقول نياورا وغيره من خبراء الصحة العامة، إن أكياس النيكوتين مثل زين يمكن أن تنقذ الأرواح من خلال مساعدة مدخني السجائر البالغين على التحول إلى بديل أكثر أمانًا.
وأوضحت الصحيفة أن المدافعين عن مكافحة التبغ أعربوا عن قلقهم بشأن جاذبية المنتجات المحتملة للأطفال والمراهقين دون السن القانونية، ناهيك عن عدم وجود قيود تسويقية فيدرالية حولها.
وتابعت: "على عكس العلامات التجارية للسجائر، يُسمح للعلامات التجارية لأكياس النيكوتين بالإعلان على اللوحات الإعلانية والتلفزيون. وعلى عكس بعض السجائر الإلكترونية فإنها لا تزال تباع بنكهات الفواكه في المتاجر ومحطات الوقود".
ونقلت الصحيفة عن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السناتور تشاك شومر قوله: "يبدو أن أكياس النيكوتين هذه تسلط تركيزها على الأطفال الصغار والمراهقين، وحتى من هم أقل من ذلك، ثم تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لجذبهم".
وطالب شومر الهيئات التنظيمية الفيدرالية داخل الولايات المتحدة للتحقيق في ذلك.
وفي دراسة استقصائية فيدرالية، قال 7.7% من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة إنهم استخدموا السجائر الإلكترونية في الثلاثين يومًا الماضية، فيما قال 1.6% من المستطلعة آراؤهم أنهم استخدموا السجائر التقليدية، بينما قال 1.5% أنهم استخدموا أكياس النيكوتين.
مراجعة إدارة الأغذية والعقاقير
وأشارت الصحيفة أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التي تنظم منتجات التبغ الأمريكية تنظر في الطلبات المقدمة من شركة Zyn وغيرها من العلامات التجارية لأكياس النيكوتين، لموازنة فائدتها المحتملة في مساعدة المدخنين البالغين على التحول من السجائر مقابل مخاطرها المحتملة على الأطفال.
وأضافت الصحيفة أن الوكالة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستسمح ببقاء أي أكياس نيكوتين في السوق الأمريكية.
وتقول الصحيفة إنه إذا سمحت الوكالة بأكياس النيكوتين هذه فقد يأتي التصريح مصحوبًا بقيود على عمليات التسويق والنكهة.
واتخذ المنظمون الفيدراليون إجراءات صارمة ضد السجائر الإلكترونية بنكهة المنثول والفواكه؛ بسبب المخاوف من أن هذه النكهات تجذب المستخدمين دون السن القانونية.
ونقلت الصحيفة عن بريان كينج، مدير مركز منتجات التبغ التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، قوله: "لا تزال إدارة الغذاء والدواء تشعر بالقلق إزاء أي منتج تبغ قد يجذب الشباب".
كما اتخذت الوكالة إجراءات ضد المصنعين وتجار التجزئة لبيع منتجات التبغ المصممة لتشجيع استخدام الشباب.
