فيلم "بارثينوب" للإيطالي باولو سورينتينو.. ملحمة أنثوية تُغازل نابولي

لم يخرج الإيطالي باولو سورينتينو، عن إطار أفلامه المليئة بالشاعرية والملحمية واللُّطف والأثيرية، التي تتجلى في فيلم "الجمال العظيم"، وذلك في فيلمه الجديد "بارثينوب"، الذي يُعتبر ملحمة أنثوية تُغازل نابولي.

وعاد المخرج الإيطالي سورينتينو، بعد إنجازه أكثر من عمل تلفزيوني، إلى الشاشة الكبيرة من خلال "بارثينوب"، الذي يُشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان بدورته الـ77.

ويُعتبر "بارثينوب" ملحمة أنثوية، تبدأ في الخمسينيات من القرن الماضي وحتى الوقت الراهن، يُضيء خلاله المخرج على حياة "بارثينوب" وعلى مدينته "نابولي" ضمن توأمة سينمائية مشغولة بالحرفية والحب، من دون بطولات خارقة.

وقال مدير مهرجان "كان" تييري فريمو، إن "بارثينوب" يروي قصة فتاة مشكلتها في الحياة أنها شابة وجميلة، تريد أن تُرى لأكثر من مجرد جمالها.

وبين في مؤتمر صحفي أن الفيلم أيضًا طريقة لزيارة المجتمعات المختلفة التي تتواجد جنبًا إلى جنب في مدينة نابولي، مدينة الجمال البصري الرائع، المجتمع الراقي، مجتمع الأساتذة والمثقفين، وأيضاً مجتمع القاع.

وقال مخرج الفيلم ومؤلفه الإيطالي سورينتينو، في حوار صحفي، إن "بارثينوب" تحمل اسم مدينتها، ولكنها ليست حورية ولا أسطورة.

وبين "أنه في الأساطير اليونانية، بارثينوب، هو اسم حورية البحر التي فشلت في إغراء أوديسيوس بأغانيها، وألقت بنفسها في البحر وغرقت، ثم تم غسل جسدها على صخرة حيث تقع نابولي، لدرجة أن النابوليتانيين يُعرفون في إيطاليا باسم البارثينوبيين".

وأضاف سورينتينو: "تجسد حياتها الطويلة الذخيرة الكاملة للوجود الإنساني: خفة الشباب وزواله، الجمال الكلاسيكي وتبدُلاته العنيدة، الحب الذي لا معنى له والمستحيل، والغزل والعاطفة المذهلة، القبلات الليلية في كابري، ومضات من الفرح والمعاناة المستمرة".

ولفت إلى أن "كل ذلك سيكون جنبًا إلى جنب مع مجموعة من الشخصيات الأخرى: رجال ونساء لاحظوا موجات الكآبة وخيبات الأمل، نفاد الصبر واليأس، معاناتهم من عدم الضحك أبدًا مرة أخرى على رجل أنيق يتعثر ويسقط في أحد شوارع المدينة. كل هذا يرافقه مرور الوقت، وهو أكثر الأصدقاء إخلاصاً".

ويتناول الفيلم بمسارين متوازيين حكاية بارثينوب وحكاية نابولي، لنتابعهما في انجرافاتهما الكئيبة ومفارقاتهما التراجيدية ولحظات الإحباط التي يعيشانها، وكما يشتغل المخرج الإيطالي دائماً فإن مرور الزمن سيشكل ذخيرة كاملة من المشاعر.

ويتألف طاقم الممثلين من "لويزا رانييري"، التي لعبت دور العمة باتريسيا المضطربة عاطفياً في فيلم "يد الله"، و"سيلفيو أورلاندو" الذي جسد شخصية الكاردينال فويلو في فيلم "البابا الشاب"، و"ستيفانيا ساندريلي"، التي كانت ملهمة المخرج الإيطالي برناردو بيرتولوتشي، وشاركت في بطولة عدد كبير من الأفلام الإيطالية المهمة، إيزابيلا فيراري، بيبي لانزيتا، ألفونسو سانتاجاتا، لورنزو جليجيسيس، سيلفيا ديغراندي، وسيليست دالا بورتا.