لم تعد القنوات التلفزيونية المغربية حريصة على إدراج عروض مسرحية مغربية ضمن شبكة برامجها، كما كان الأمر في السنوات الماضية من نهاية التسعينات وبداية الألفية، عندما كان التلفزيون الرسمي يبث أكبر المسرحيات المغربية.
واستطاع التلفزيون المغربي آنذاك أن يُعرّف المشاهدين المغاربة بمجموعة من الأعمال المسرحية التي كانت تُعرض بشكل أساسي في مدن المركز غالبا.
ويبقى المسرح المغربي، اليوم، شبه مجهول داخل التلفزيون الرسمي، مقارنة بسنوات خلت ظل فيها مُتربعا على عرش الشاشة المغربية، إذ كان الفرصة الوحيدة لبعض المواطنين لمشاهدة أعمال المسرح المغربي.
وأعادت قناة mbc 5 في السنتين الأخيرتين بعض الألق للمسرح المغربي بنقل عروض "مسرح المغرب" على الشاشة الصغيرة، إلى جانب المشروع الطموح "المسرح يتحرك" الذي أطلقته وزارة الثقافة بشراكة مع التلفزيون العمومي؛ بهدف خلق علاقة جديدة بين الجمهور والمسرح.
وأكد مدير فرقة "ثيفسوين" للمسرح، فؤاد البنوضي، أنه "فعلا في السابق كان كل أسبوع تقريبا يبرمج التلفزيون مسرحية عرضتها على الخشبة إحدى الفرق المسرحية الوطنية".
وأضاف البنوضي، لـ"إرم نيوز"، أنه "في الفترة الاخيرة لم يغيّب المسرح بشكل كامل على القنوات التلفزيونية المغربية، ولكن توقيت بثها لا يلائم تماما المشاهد المغربي؛ لأن القنوات التلفزيونية المغربية تُبرمج عرض المسرحيات خلال مواقيت جد متأخرة من الليل".
وقال البنوضي إن "هناك تكرارا في بث العروض المسرحية نفسها؛ لأن القنوات المغربية تتوفر على أرشيف محدود جدا من الأعمال المسرحية المغربية، وهناك نقص حاد على مستوى المسجلة منها للبث التلفزيوني".
وتابع مدير فرقة "ثيفسوين" المسرحية: "استبشرنا خيرا مع إطلاق مشروع المسرح يتحرك الذي أعلن عن تصوير 60 عملا مسرحيا مغربيا خلال عام 2022، لكنه مشروع تعثر منذ البداية؛ إذ لم يُبث سوى 10 أعمال فيما البقية لا أثر لها حتى الآن".