قصة لاجئ عراقي "مرفوض" عاد إلى هولندا بشاحنة ‎‎

قصة لاجئ عراقي "مرفوض" عاد إلى هولندا بشاحنة ‎‎

أجبرت الإجراءات الأوروبية المشددة حيال المهاجرين لاجئا عراقيا على العودة إلى بلاده بعد تصنيفها كبلد آمن، لكن تمسكه بحلم اللجوء قاده للحصول على الإقامة الدائمة والجنسية خلال رحلة لجوء ثانية إلى هولندا.

ولم يسمح أيوب، وهو من أصل عراقي-تركماني، أن يتبدد به اليأس بعد أن سحبت منه هولندا سنة 2010 الحماية وحق اللجوء كحال الكثير من العراقيين، بل تحدى الصعوبات في رحلة عودة شاقة وأكثر خطورة من سابقتها.

ويروي أيوب لقناة "black box"على موقع يوتيوب، تجربته والأيام الصعبة التي كان يعيشها وهو دون أوراق رسمية ولا يمتلك حق البقاء داخل الأراضي الهولندية، إلى أن قرر العودة إلى العراق، لكنه لم يقبل أن ينهي صفحة اللجوء بسهولة، حيث عاد في مرة ثانية إلى هولندا مجازفًا بنفسه عبر التهريب في شاحنة.

ويقول أيوب، الذي ينتمي لمدينة كركوك العراقية "أنا من الأشخاص الذين تمت إعادتهم من هولندا إلى العراق بعد أن سحبت الإقامة مني قسرًا سنة 2010".

وقرر أيوب، وهو مهندس معماري، مغادرة وطنه سنة 2005 بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية نحو تركيا، ومنها توجه إلى السواحل اليونانية بعد أن قرر الهجرة نحو أوروبا عن طريق البحر، غير أن محاولاته حينها باءت بالفشل.

أنا من الذين تمت إعادتهم من هولندا إلى العراق بعد أن سُحبت الإقامة مني قسرا عام 2010

وبعد فشله في دخول اليونان، استقر أيوب لمدة وجيزة بمدينة إسطنبول بعد أن وجد عملاً، غير أنه قرر في تلك الفترة تغيير وجهة الهجرة من تركيا إلى إيطاليا.

ويسرد "كنا مجموعة من المهاجرين التي يبلغ عددها 250 شخصا، حيث قررت دخول أوروبا عن طريق إيطاليا، وفعلا في إيطاليا تمَّ تقسيمنا إلى مجموعات، وكنا من المفروزين نحو هولندا رغم رغبتي في الذهاب إلى السويد".

ويشير أيوب إلى أنه "بعد تبصيمه جنائيا وقع ترحيله إلى هولندا، ورغم ذلك تحصَّل على إقامة وهوية حماية بعد مرور أربعة أشهر".

ويتابع "وجدت حينذاك مكانا للتدريب على اللغة والعمل، إلا أن هولندا قررت في تلك الفترة إعادة فتح ملفات اللاجئين العراقيين".

ويستدرك "لم يكن الترحيل قسريا إلى حدود سنة 2010، لذلك رفضوا طلبي الإقامة في مرتين وجردوني من كل حقوقي؛ ما جعلني أعمل في تنظيف السفن والسوق السوداء".

أخبار ذات صلة
لاجئ عراقي يسرد قصة هروبه من "الدرون" في غابات أوروبا

وشعر أيوب حينها أن كل الطرق قد أغلقت في وجهه، ليقرر العودة إلى بلده سنة 2014.

ويكشف أنه "بقي في العراق لعدة أشهر ينتقل من منزل إلى آخر بسبب ما يتعرض له من تهديدات أمنية"، ثم قرر العودة مرة أخرى لأوروبا، حيث رتب له أقرباؤه العودة مهربا عن طريق شاحنة، وقدَّم ملفه لجوئه من جديد.

ويقول "طلبوا مني أن أنسى الملف السابق، لأبدأ رحلة اللجوء مرة أخرى من الصفر". 

صحيح أن التجربة كانت صعبة، إلا أنني أشعر بالأمان في هولندا

ومع تقديمه لملف جديد، استعان أيوب بمحامين لقبوله كلاجئ، مُقرا أنه كان للعائدين فرص أفضل مقارنة بتجربته الأولى، كما وقع الأخذ بالاعتبار كونه ينتمي للأقليات في العراق؛ ما سهل نجاح القضية التي رفعها وحصوله على إقامة ثم أخيرا على الجنسية الهولندية.

وتحصل على إثرها أيوب على منزل بمدينة روتردام، ثم نجح في تطوير لغته بموازاة نجاحه في مسابقة معمارية لتصميم ملعب كرة قدم، حيث وقع اختيار تصميمه كأفضل تصميم ما سهل له العمل في شركة عالمية.

ويختم أيوب حديثه بالقول "صحيح أن التجربة كانت صعبة، إلا أنني أشعر بالأمان في هولندا". 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com