لاجئ عراقي يسرد قصة هروبه من "الدرون" في غابات أوروبا

لاجئ عراقي يسرد قصة هروبه من "الدرون" في غابات أوروبا

خاض شاب عراقي رحلة لجوء محفوفة بالمخاطر، حيث ضل الطريق في غابات أوروبا وعاش لحظات رعب وخوف حقيقية بسبب مراقبة طائرات دون طيار "الدرون"، لكنه تمكن في النهاية من النجاة والوصول أخيرا إلى ما وصفه بـ"جسر الأحلام" في ألمانيا.

ووصل علي إلى ألمانيا في أغسطس الماضي، قادما من مدينة بابل العراقية التي غادرها تاركا وراءه آمالاً ضائعة؛ بسبب ما خلفته الصراعات السياسية من عنف وطائفية وفساد، وفقا لقوله.

وتحدث علي، وهو لاعب كرم قدم ويعمل في مجالات عدة، لقناة"black box "على موقع يوتيوب، عن تفاصيل رحلة الموت والضياع التي عاشها في غابات أوروبا وسط استهتار المهربين بحياتهم.

ويقول علي: "الوضع لا يُطاق في العراق، لذلك قررت أن أجمع الأموال ثم أهاجر عبر طريق الهجرة الجديد بين روسيا وبيلاروسيا".

الوضع لا يُطاق في العراق، لذلك قررت أن أجمع الأموال ثم أهاجر عبر طريق الهجرة الجديد بين روسيا وبيلاروسيا
علي.. لاجئ عراقي في ألمانيا

ويتابع: "بعد التحدث مع أصدقاء بواسطة غروب على تيليغرام، تمكنت من الحصول على فيزا وسافرت مباشرة نحو روسيا".

ورغم التشديد الأمني في روسيا، تمكن علي رفقة مجموعة من المهاجرين وبواسطة المهربين عبور الحدود نحو بيلاروسيا.

ويسرد قائلا: "ظللنا في السيارة ننتظر إشارة العبور من المهرب.. كنا مجموعة من المهربين ومن جنسيات مختلفة، وسلكنا قرابة 4 كيلومترات دون التعرض لمخاطر".

لكن مع حالة عطب أصابت السيارة، اضطرت المجموعة للبقاء في الغابة ثم عادوا بعد ذلك إلى إتمام طريقهم ليصلوا إلى مدينة مينسك، ليمكثوا في شقة لفترة وجيزة من الزمن.

ويشير علي إلى أن المهرب بمجرد وصولهم طلب منهم المغادرة بسرعة نحو الحدود، كما طلب منهم إخلاء السيارة والتوجه ركضا إلى الغابة توقيا من الشرطة.

أخبار ذات صلة
قصة لاجئ سوري أكل أوراق الشجر ليبقى حيا ويعبر أوروبا
علي.. لاجئ عراقي في ألمانيا
علي.. لاجئ عراقي في ألمانيا

ويلفت: "بقينا نمشي في الغابة بضع الوقت، لكن اكتشفنا أننا تهنا في الطريق حيث شبكة الإنترنت لدينا ضعيفة ويصعب علينا الاستعانة بجي بي إس".

وحاول علي استجماع شجاعته وعبور المكان، وبالفعل عبره بسلام إلى أن وصل السياج الحدودي.

ويكشف أن الدرون كانت تراقب تلك المنطقة، لذلك قرروا التوقف ومغادرتها مع حلول الصباح، لذلك تفطنت إليهم شرطة بيلاروسيا وأعادتهم نحو السياج الحدودي، وقد تعرض الكثير منهم للعنف وسوء المعاملة.

وكحال المحاولة السابقة، ضل مرة أخرى علي ورفاقه الطريق وقد رفض أحد المهربين إيصالهم ونجدتهم، إلى أن اعترضتهم عائلة وواصلوا المشي جماعيا.

وأوضح علي: "تواصلنا حينها مع المهرب الذي كان في انتظارنا، وأثناء ذلك نمنا في الغابات وقد انتابنا الجوع والعطش.. لم تنجح محاولاتنا للتسلل نحو بولندا، أمسكتنا الشرطة وقالت لنا عودوا إلى بيلاروسيا".

وبعد تردد وخوف وحيرة، قرر علي عبور السياج الحدودي مرة أخرى، ونجح هذه المرة رفقة البعض من رفاقه في عبور الحدود، بينما فشلت العائلة التي كانت تصطحب طفلة في ذلك.

بقينا نمشي في الغابة بعض الوقت لكن اكتشفنا أننا تهنا في الطريق، حيث شبكة الإنترنت لدينا ضعيفة ويصعب علينا الاستعانة بجي بي إس.. كان الموت أقرب
علي.. لاجئ عراقي في ألمانيا

وتمكن علي من الوصول إلى نقطة التحميل المتفق عليها مع المهرب رغم مراقبة الدرون ودوريات الشرطة وما شعروا به من تعب وإنهاك شديدين، وحملتهم السيارة نحو الجسر الحدودي بين بولندا وألمانيا.

ويقول علي، الذي يمكث حاليا في كامب لمقابلة اللجوء: "حين وصلت إلى الجسر لم أصدق ذلك، لقد ركضت إليه بسرعة، ووثقت لحظات دخولي إلى ألمانيا بفيديو.. أخيرا وصلت إلى جسر الأحلام".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com