لهذه الأسباب لا يثق الأمريكيون بوسائل إعلامهم
لهذه الأسباب لا يثق الأمريكيون بوسائل إعلامهملهذه الأسباب لا يثق الأمريكيون بوسائل إعلامهم

لهذه الأسباب لا يثق الأمريكيون بوسائل إعلامهم

تشبه وسائل الإعلام في أمريكا مجرة كبيرة من وسائط المعلومات، ليست صادقة كلياً ولا كاذبة، فلكل منها عيوبها ونقاط عماها وحتى تحيزاتها السياسية، الأمر الذي يضع مصداقيتها موضع شك لدى الجمهور الذي يتلقى معلوماته حصراً منها.

ومؤخرا كشف تقرير صادر عن مكتب الإحصاءات الوطني وجود نحو 200 ألف موظف يعملون في وسائل الإعلام المرئية و 197 ألف في الإعلام الإلكتروني و 183 ألف في الجرائد و99 ألف موظف في المجلات و 86 ألف في الراديو و64 ألف في تحرير ونشر الكتب.

وكشفت دراسة أجراتها مؤسسة "غالوب" أن ثقة الأمريكيين بالمليون العاملين في قطاع الإعلام انخفضت كثيرًا في السنوات الماضية. ولوحظ انهيارالثقة تحديدًا لدى الشباب ومتوسطي العمر.

أما الأسباب خلف هذا التراجع المؤرق فكانت كالتالي:

1- غلطة الإعلام:

رغم أن الإعلام الأمريكي يقدم تحقيقات عالمية وممتازة، لكن تراجع الاهتمام بالسياسة أثّر على ثقة المتلقين. وينتقد المستفتون أن الإعلام لا يركز إلا على القضايا التي يتشاجر عليها أقطاب السياسة وليس القضايا ذات الأهمية الفعلية.

2- غلطة الانتخابات:

ولاحظت الدراسة أيضا تراجع ثقة الجمهور في وسائل الإعلام في مرحلة الانتخابات، وهو ما حصل عام 2004 و 2008 ومجددا 2012، أما في 2016، فسجل سهم الثقة تراجعًا كارثيًا.

ويبدو أن اختلاف وجهات نطر المرشحين حول قضية معينة يجعل وسائل الإعلام تنشق إلى وجهتي نظر، يرى الجمهور أنها لا تنصف أيًا منهما.

وتعتبر الحملة الانتخابية الحالية استثنائية ومميزة بسبب اتهام المرشح الجمهوري دونالد ترامب الصريح لوسائل الإعلام بعدم إنصافه، وهو ما يذبذب ثقة مناصريه بالإعلام أيضا.

3- غلطة العصر:

لا يقتصر الأمر على تردي ثقة الأمريكيين بوسائل إعلامهم، إذ تراجعت أيضا ثقتهم بالكنيسة والنظام الصحي والرئاسة والمحكمة العليا والمدارس الحكومية والمصارف والنقابات والنظام القضائي والشركات الكبيرة والكونغرس. إذ شهد العقد الماضي تراجعًا حادًا في ثقة الشعب بكل هذه المؤسسات الحيوية والسيادية.

ويرجع محللون هذا الأسباب إلى فشل الرؤية الصائبة بشأن قطاعات الحياة من الجيش إلى التجارة والأعمال وصولا إلى الإعلام.

ووفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن هذا اعتلال ثقة الناس بالمؤسسات الرسمية بدأ منذ ستينات القرن الماضي في أكثر من دولة ديمقراطية، وما زال التراجع مستمرًا حتى يومنا هذا.

4- غلطة التعصب:

رغم أن المنافسة بين وسائل الإعلام أمر صحي، إلا أن السباق للحصول على أكبر عدد من المتابعين يحمل معه خطر خسارة الثقة لأن العديد من هذه الوسائط تصنّف نفسها على أنها أفضل من غيرها، أو جزء من "التيار الأساسي".

يستطيع الصحافيون حاليا التعبير عن وجهة نطرهم بحرية أكبر من السابق والوقوف في جانب معين من الحوار، الأمر الذي يوسع هوة الانحياز بينهم وبالتالي تتضاءل مساحة الحيادية التي يتلقاها الجمهور. وبات من السهل اتهام وسيلة دون أخرى بالانحياز لأنها لا تتفق مع هذا المرشح أو ذاك.

أما دور مواقع التواصل الاجتماعي فتكمن خطورته في اختيار المتلقي ما يريد من المعلومات دونًا عن الأخرى، فيرى ما يتفق مع آرائه ويحجب ما غير ذلك.

أما خاصية المشارك أو "share" فتدور في فلك الأنباء التي تثير الغضب والغرابة، وهو ما يعني كلما ركزت مواقع التواصل الاجتماعي على الجانب السلبي من الأخبار فهذا يعني خلق حالة من ردة فعل سلبي تجاه الوسيلة نفسها.

وبما أن الوسط الإلكتروني يعيش منافسة حامية بين شتى وسائل الإعلام، ينشأ شعور بكره المؤسسة الإعلامية ككل وحب وسيلة معينة دونا عن غيرها. وعندما تؤكد هذه الوسائل صحة انحياز المتلقي، يخلق عندها انطباع خطير بأن معظم وسائل الإعلام على خطأ.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com