لماذا الدنماركيون أسعد شعوب العالم؟
لماذا الدنماركيون أسعد شعوب العالم؟لماذا الدنماركيون أسعد شعوب العالم؟

لماذا الدنماركيون أسعد شعوب العالم؟

سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الضوء على كتاب "الطريقة الدنماركية في تربية الأطفال"، "The Danish Way of Parenting"، الذي يشرح سبب كون شعب الدنمارك أسعد شعوب العالم بسبب أسلوب التربية في تحقيق سعادة ونجاح الأطفال.

وأشارت كاتبة المقال في "الغارديان"، إلى أنها تعلق آمالاً كبيرة على هذا الكتاب في "مساعدة الآباء والأمهات على زيادة مستوى سعادة وتأقلم الأطفال في جميع أنحاء العالم".

وقالت، إن الحجة التي يعرضها هذا الكتاب تعتبر مقنعة، حيث وُجد أن شعب الدنمارك هو أسعد شعوب العالم في كل عام تقريبًا منذ العام 1973، ولكن لم يكن هناك اتفاق واضح في الآراء بشأن سبب هذه الظاهرة.

ويدعي مؤلفا الكتاب، وهما كاتبة أمريكية وزوجها الدنماركي، الذي يعمل طبيبًا للأمراض النفسية، أنهما اكتشفا سر هذه الظاهرة، ويقولون إن الدنماركيين سعداء بسبب أسلوب تربيتهم.

يذكر، أنه تم بيع أكثر من 10 آلاف نسخة خلال سنة من هذا الكتاب، الذي يشرح فلسفة التربية الدنماركية.

وقالت كاتبة المقال: "إنه من الأشياء المهمة أنني أشعر بالسعادة لأنني لن أكون والدًا أمريكيًا؛ حيث يرسم هذا الكتاب صورة سيئة عن تربية الأطفال في الولايات المتحدة، على الرغم من أنني متأكدة من أن الحقيقة هي أكثر تعقيدًا من ذلك، حيث تعتبر الفردية والمنافسة من المبادئ المتجذرة، فهناك مع دفع الأطفال بلا هوادة للنجاح في المجالات الأكاديمية والألعاب الرياضية، وعرضهم للعلاج في حالة عدم تحقيق ذلك".

وفي العام 2010 كان هناك 5.2 مليون طفل أمريكي يتناولون عقاقير "ريتالين" التي تعالج صعوبات التعلم، وأدت السمنة إلى ظهور مرض البلوغ المبكر، والذي غالبًا ما يعالج باستخدام بعض الهرمونات.

وتابعت كاتبة المقال، أنه لم يكن لديها أية فكرة بأن العقاب الجسدي – مثل ضرب الطلبة بالعصا لسوء سلوكهم - لا يزال أمرًا قانونيًا بالمدارس الحكومية في 19 ولاية أمريكية، ويُسمح به كذلك في المدارس الخاصة في جميع أنحاء البلاد.

وتشير الدراسات، إلى أن ما يصل إلى 90٪ من الأمريكيين لا يزالون يستخدمون الضرب كأحد أشكال التأديب لأطفالهم.

وفي المقابل، يتم التركيز في الدنمارك على الرفاهية من خلال الاعتماد المتبادل، ويبدأ الأطفال دخول المدارس من عمر 6 سنوات وحتى سن 10 سنوات، وينتهي اليوم الدراسي في الثانية مساءً، مع تخصيص فترة بعد الظهر لممارسة اللعب، والمنهج المفضل هو العمل الجماعي والمشاركة بدلاً من الإنجاز الفردي، وليس هذا في التعليم فقط، حيث نجد أن النظام الصحي يفعل أشياء بسيطة ولكنها فعالة مثل ربط الأمهات الجدد مع الآخرين في المنطقة لتقديم الدعم في الأشهر القليلة الأولى الحاسمة.

لذلك، عندما يقول المؤلفان إن "أسلوب التربية" هو مفتاح السعادة في الدنمارك، فهما لا يتحدثان فقط عن الحديث عن التربية الأبوية، ولكنهم يتحدثون عن مجتمع إنساني ومتماسك مع توفر نظم لدعم الجميع، ما يحتاجه القراء الأمريكيون، أو بالأحرى البريطانيون، لتحقيق مثل هذه الحالة ليس قراءة كتاب عن التربية الأبوية للأطفال، ولكن إحداث تحولات سياسية.

وينصح الكتاب بالإجابة على أسئلة الأطفال بشكل واضح وصادق، والتواصل مع الأطفال وتخفيف المواقف باستخدام النكتة والدعابة.

على سبيل المثال، في فصل بعنوان "إعادة الصياغة"، ينصحنا المؤلف بإبراز الجوانب الإيجابية للتجارب السلبية، فعندما يقول الطفل لقد لعبوا كرة القدم بشكل سيئ عليك أن تقول لهم إنهم سيلعبون بشكل أفضل في المرة القادمة.

وينبغي أن نتجنب وسم الأطفال بصفات سلبية عن طريق الفصل بين السلوك والطفل، وذلك بدلاً من نداء الطفل الصغير والتر بـ "والتر الكسول" من المفترض أن نخبره بأنه مصاب ببعض الكسل.

ويجب التعامل دائماً مع الأطفال بطريقة هادئة وجادة دون اللجوء إلى الصراخ أو الضرب، ومن خلال "العمل الجماعي" أيضًا يستطيع أفراد الأسرة عمل أشياء لطيفة مع بعضهم مثل إضاءة الشموع واللعب والغناء. وهذا الأمر يتناقض تمامًا مع الجلوس في غرف منفصلة مع أجهزة اللاب توب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com