بالصور .. الطبالون في تركيا يتمسكون بعاداتهم القديمة ويجوبون الشوارع

يُصر طبّالو مدينة اسطنبول التركية على حماية عادة متوارثة من أجدادهم العثمانيين، والمُتمثلة بالتجوال في المدن وقرع الطبول وقت الثلث الأخير من الليل وذلك طوال شهر رمضان، لإيقاظ السكان لتناول السحور، فبينما يعم الهدوء والظلام فلا شيء يُسمع سوى قرقعات الطبول في المدينة الأكثر ازدهاراً في تركيا.

الخمسيني علي بالدو اعتاد منذ أكثر من عشرين عاماً على التجول وقت السحور طوال شهر رمضان، حيث ينطلق بطبلته وعصاه، ويجوب أحياء إسطنبول مرتدياً الزي العثماني التقليدي، ويقول في حديثه لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية والتي قضت وقت السحور معه اليوم أنه يشعر بالفخر لممارسته هذه العادة المورثة عن أجداده.

في جولة هذا العام انطلق بالدو بصحبة ابن أخيه العشريني إمارة حيث اتجه كل منهما في اتجاه مختلف، مُعتمدان على كرم السكان لكسب رزقهما طوال هذا الشهر الكريم، حيث يتوقفان عن مهنتهما في إحياء حفلات الزفاف خلال شهر رمضان، ويقول الرجل الخمسيني أنه يتمنى من الله أن يُبارك في سكان الحي ويقدمون له منحة جيدة.

وأوضح أن قرع الطبول لا تُجني الكثير من المال لديهم، وما يحصلون عليه بمثابة "بقشيش"، ومكافآت صغيرة تتراوح ما بين 1- 20 دولارا أمريكيا، في حين عقّب ابن شقيقه بأنه يخالف رأي عمه إذ تأتي جولته للحفاظ على العادات والتقاليد لديهم، كي تبقى معاصرة، مضيفاً "هذه أفضل مكافأة لي، وأن يشعر الناس بالسعادة".

التقط بالدو الكبير عصي الطبلة وتابع في حديثه للوكالة العالمية أن عمه كان يعمل في هذه المهمة، وكانت مخاوفه أن تنتهي وتُستبدل بالمنبهات الآلية، مبيناً أن تقديم حكومة بلاده لدعم طبالي رمضان، من أزياء عثمانية، وبطاقات عضوية قبل خمس سنوات أزالت تلك الهواجس، ما جعلهم يمارسونها بفخر.

بدوره أكد سلامي أيكوت مسؤول أحد أحياء منطقة باهسيليفير في اسطنبول أن هذه العادة مُرحّب بها من قبل السكان، باستثناء أقلية صغيرة تزعجها دقات الطبل كالمرضى وكبار السن والأمهات والأطفال الصغار، إذ تُعد مهمة كي يعرف الناس أن رمضان قد حان من صوت الطبل.

ويتراوح أعمار قارعي الطبول في اسطنبول ما بين الأربعين أو الخمسين، ولا يهتم جيل الشباب بأخذ هذه المهمة على عاتقهم، وبعد تقديم الحكومية التركية الدعم لهذه الفئة ازداد عددهم في السنوات الثلاث الماضية من 900 إلى 2000 في مدينة اسطنبول وحدها.