رمضان في ليبيا.. غلاء وفقر وانقطاع الكهرباء
رمضان في ليبيا.. غلاء وفقر وانقطاع الكهرباءرمضان في ليبيا.. غلاء وفقر وانقطاع الكهرباء

رمضان في ليبيا.. غلاء وفقر وانقطاع الكهرباء

استقبل الليبيون شهر رمضان المبارك على وقع نقص الأموال وغلاء المعيشة غير المسبوق وانقطاع الكهرباء، وتشهد هذه الأيام ازدحاماً أمام المصارف التجارية، في محاولة يائسة من المواطنين لسحب جزء من مدخراتهم ، وبعض من ابتسم له الحظ في سحب أمواله، جعله محسودا من قبل البعض الآخر، الذي وجد أبواب مصرفه موصدة، الأمر الذي جعل اليأس والحسرة تدب في غالبية الليبيين.

باتت شريحة عريضة من الليبين في حيرة من أمرهم، فمعاناتهم لم يروها من قبل حتى في عهد القذافي، خاصة مع غلاء السلع الأساسية وغير الأساسية، والقفزات التي يشهدها السوق الليبي، ما جعل عائلات كثيرة، تعتبر شراء الفواكه على سبيل المثال لا الحصر، رفاهية غير مسموح بها خلال الشهر الفضيل، بعد زيادة أسعارها 100% .

الأموال عملة نادرة

محمد الدوكالي موظف حكومي تحدث مع إرم نيوز، ويعتقد أن رمضان استقبله معظم الليبيين، وجيوبهم فارغة الذي جعلهم يدخلون في استدانة الأموال واقتراضها من بعض ميسوري الحال، ما ضاعف حالة الضيق المستمرة منذ قرابة العام، وطوابير الزبائن أمام المصارف تشعرنا بأن المخرج ليس بالقريب .

وأشار الدوكالي، بأن هذه الأوضاع كنا قد توقعنا نهايتها مع قدوم حكومة الوفاق إلى طرابلس، لكن الحال تفاقمت للأسوأ، ما جعل كل ليبي يشعر بالخذلان، جراء الصراع السياسي الذي يدفع ثمنه المواطنون دون سواهم .

أما ابتسام الحظيري (22) عاماً وهي طالبة جامعية، فتؤكد أنها أجبرت على ترك الدراسة للفصلين الماضيين، لعدم قدرة والدها من دفع مصاريف الدراسة، نظراً لعدم تمكنه من سحب أمواله من المصرف، الأمر الذي أدى إلى مشاكل عائلية جراء هذه الحالة .

وتضيف، بأنها تشعر بأن الوضع في البلاد لا يحتمل، وأن العديد من أبناء العائلات، باتوا يفكرون بالتسوّل، لأن الوضع المادي في تدهور مستمر، وتشير متسائلة " كيف يمكن لعائلة من 7 أو خماس أشخاص، أن تستقبل رمضان مع هذا الغلاء الفاحش، ومع عدم الحصول على مدخراتهم من المصارف ؟ " .

انقطاع الكهرباء

انقطاع الكهرباء تسبب في أزمة إضافية إلى جانب نقص السيولة النقدية والغلاء في الأسعار بحسب إبراهيم التاجوري موظف في القطاع الخاص، حيث تجد العاصمة ومعظم مدن البلاد، تعيش على وقع صوت المولدات، الأمر الذي لم يعتاده الليبيون من قبل، بعد إن كانوا يصدرون فائض الكهرباء إلى دول الجوار .

وتابع التاجوري " عندما تتجول في العاصمة طرابلس، لا يجذب انتباهك سوى صوت مولد الكهرباء، تجده امامك في الأحياء وفي الأسواق وفي المؤسسات الحكومية، صورة أقل مايقال عنها إنها مأساة وفوضى، وكل عام شركة الكهرباء تعد بحل المشكلة، لكن المشكلة تزداد أكثر، ويلجأ المئات كل عام لاقتناء مولدات، لحل المشكلة بانفسهم " .

لكن تهاني محمد ربة بيت ، تؤكد أن المواطن يتحمل جزءا كبيرا من المشكلة، حيث لا يوجد إلا القليل من يبادر إلى سداد فواتير الاستهلاك، كما أن الاستهلاك الكبير وعدم الحرص على الطاقة، والإهمال في استخدام الأجهزة المنزلية، جعلنا في حالة ظلام شبه مستمرة، ولم يدفعنا الانقطاع المستمر إلى ترشيد الاستهلاك .

وتشهد غالبية المدن الليبية مع دخول فصل الصيف موسمه، انقطاعا مستمرا للكهرباء يصل في بعض المدن الكبرى خاصة طرابلس، إلى معدل انقطاع بين 10 – 12 ساعة يومياً، ما دفع الشركة العامة للكهرباء إلى قطع مبرمج لتخفيف الأحمال على الشبكة العامة للطاقة .

وعزت شركة الكهرباء أسباب الانقطاع، إلى عجزها عن التوليد يفوق قدرة الشبكة، التي تحتاج إلى صيانة وبميزانية ضخمة لرفع قدرتها الإنتاجية، الأمر الذي يجعل الأمر صعباً وغير متوافر حالياً، مع الأزمة المالية التي تعصف بليبيا، بجانب هشاشة الوضع الأمني الذي يثني الشركات الأجنبية العودة لاستكمال مشاريع الصيانة والإنشاء في البلاد .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com