التسول بالعاصمة بغداد.. مهنة يمارسها أصحاب السوابق
التسول بالعاصمة بغداد.. مهنة يمارسها أصحاب السوابقالتسول بالعاصمة بغداد.. مهنة يمارسها أصحاب السوابق

التسول بالعاصمة بغداد.. مهنة يمارسها أصحاب السوابق

تحولت العديد من مناطق العاصمة بغداد، التي تضم مراكز التسوق والمحال التجارية والمؤسسات الحكومية، لمصدر جذب للكثير من الأشخاص الذين يمارسون التسول، فيما كشفت الداخلية العراقية عن اعتقال عدد من أصحاب السوابق يمارسون التسول والاستجداء.

وقالت محكمة تحقيق الكرادة وسط بغداد، في بيان، اليوم الجمعة، إنّ "ظاهرة التسول والاستجداء تحولت إلى تجمعات وعوائل يمتهنون هذه العمل ونادرا ما يكون المتسول منفرداً"، مبينا أنّ "العديد من المتسولين يحملون السلاح ويستجدون للتغطية على جرائمهم".

وأوضح البيان أنّ "العديد من المتسولين يقطنون في عمارات متروكة في منطقة البتاويين في شارع السعدون بمركز العاصمة بغداد"، مبينة أن "بعضهم يحمل أسلحة بيضاء ونارية لغرض السلب وألقي القبض على العديد منهم مخمورين".

وأشار إلى أنّ "القضاء عندما يتخذ إجراءات هو بحاجة إلى مساعدة ومساندة من قبل الجهات الأخرى المعنية بالأمر للقضاء على الظاهرة"، التي وصفتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بـ"الخطيرة".

بالمقابل، يبرّر أحد المعاقين "تسوله" بالقول: إنه ضحية لإحدى التفجيرات التي تركته معوّقا لا يستطيع تأمين قوته إلا بالوقوف أمام باب أحد المطاعم لضمان الحصول على المساعدة من رواده بعد أن عجز عن مراجعة الدوائر الحكومية طلباً للمساعدة الاجتماعية.

وأضاف (ن، ع) لإرم نيوز، أنّ "الكثير من الأصحاء والموظفين وحتى المسؤولين الحكوميين يتقاضون رواتب الرعاية الاجتماعية في وقت يترك الفقراء والمعوزين وتهملهم المؤسسات المعنية ما يضطرنا للتسول".

إلى ذلك، حذر أخصائيون وباحثون اجتماعيون من تنامي ظاهرة التسول في العاصمة بغداد التي يرون أنها نتاج الأزمات والحروب التي مر بها المجتمع في العقود الماضية، وذهب ضحيتها الكثير من معيلي العائلات، إضافة إلى ما خلفه العنف من أثار سلبية أجبرت كثيرين على التسول للبحث عن لقمة العيش، وسط غياب حكومي عن رعايتهم.

وأوضح أستاذ الاجتماع عبد المنعم الشمري لإرم نيوز، أنّ "ظاهرة التسول في العراق بعد الاحتلال تحوّلت إلى مهنة يديرها متعهدون محترفون تدرّ عليهم أرباحاً كبيرة، كما يعتاش عليها مئات من الأطفال والشيوخ والنساء، ويستخدم متعهدو شبكات التسول تجمعات مختارة من النساء وكبار السن والأطفال خصوصاً المعاقين بسبب الحروب والتفجيرات".

وتنتشر ظاهرة التسول بشكل كبير في شوارع العاصمة بغداد وبقية المحافظات، مع لجوء المتسولين إلى مختلف الطرق لاستدرار عواطف الناس، بما في ذلك لجوئهم لاستخدام الأطفال وعرض حالات خاصة من قطع الأطراف في سبيل الحصول على الأموال، مع اتهامات للأطراف الحكومية بالإهمال في معالجة هذه الحالة المتفاقمة، التي بدأت تضاف إليها أعداد من السوريين الذين بدأوا بالتسول إلى جانب العراقيين في بعض المحافظات العراقية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com