كاتب سعودي يثير جدلًا واسعًا.. السماح للنساء بقيادة السيارات تسبب بزيادة حالات الطلاق
كاتب سعودي يثير جدلًا واسعًا.. السماح للنساء بقيادة السيارات تسبب بزيادة حالات الطلاقكاتب سعودي يثير جدلًا واسعًا.. السماح للنساء بقيادة السيارات تسبب بزيادة حالات الطلاق

كاتب سعودي يثير جدلًا واسعًا.. السماح للنساء بقيادة السيارات تسبب بزيادة حالات الطلاق

تسبب كاتب سعودي بجدل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بعد أن عزا تزايد حالات الطلاق في السعودية، إلى منح السعوديات كثيرًا من الحقوق كن محرومات منها في الماضي، ومن بينها السماح لهن بقيادة السيارات.

ونشر الكاتب السعودي، أحمد عجب، مقالًا في صحيفة "عكاظ" المحلية، تحت عنوان "طوفان الطلاق"، قال فيه إن حالات الطلاق الكثيرة التي تشهدها المملكة، تعود لنيل المرأة في الفترة الماضية كثيرًا من الحقوق التي منحتها القوة في وجه زوجها.

وقال عجب وهو محام أيضًا، "أرى أن تفشي الطلاق.. يعود لثلاثة أسباب؛ أولها: الحقوق التي حصلت عليها المرأة مؤخرًا من قيادة وعمل وسرعة إنجاز بقضايا الأحوال الشخصية كانت لها ضريبة حين شعرت بالقوة واستأسدت على الزوج".

وأضاف أن السببين الآخرين للطلاق هما، "البطالة التي أرهقت الرجال وانعكست على قصورهم في أداء واجباتهم المنزلية، بالإضافة إلى الزواج الجماعي الذي يقذف بعشرات الشباب في معترك الحياة الزوجية دون جهد أو خبرة في تحمل التكاليف، ما يجعلهم يستهينون بالزوجة ويرونها لا تتعدى قيمة (جوال) يسهل هجره واستبداله!".

وقوبل المقال بسيل من الردود التي انقسم أصحابها، وبينهم كتاب ومحامون وفنانون ومدونون من مختلف شرائح المجتمع السعودي، حيث يتفق فريق منهم مع رأي كاتب المقال، ويعارضه فريق آخر بشدة، ويتهمه البعض منهم بالعنصرية.

وقال المحامي السعودي البارز، عبدالرحمن اللاحم، في رد على المقال "أعتقد أن نشر هذا المقال؛ خطأ قانوني جسيم من الزملاء في عكاظ، إذ إن محتواه فيه تمييز عنصري ضد المرأة بالمخالفة لأحكام القانون، ولا يمكن أن يدخل في نطاق حرية الرأي والتعبير، لأن مسائل التمييز على أساس اللون أو الجنس أو الطائفة، جريمة".

وأضاف في تغريدة أخرى: "والله تبون الصراحة؛ الدولة مالها حق تعطي المرأة حقوقها في العمل وقيادتها لسيارتها بدل السائق الأجنبي وتمكينها في المراكز القيادية وإن شاء الله حقها بالسفر بلا إذن قريباً.. لأن ذلك زَعّل سي سيد اللي متعود أن المرأة مجرد قطعة من أثاث المنزل مثل الثلاجة والغسالة وقلاية الزيت!!".

ورد مدون يدعى مصلح الشمراني، على انتقادات المحامي اللاحم، وقال: "مقال رائع وشجاع يضع النقاط على الحروف، والغريب أنه نُشر بصحيفة عكاظ والتي تعارض أحيانًا مثل هذه الآراء المتعقلة! وأعتقد الكاتب لا يعارض أن تنال المرأة حقوقها، ولكنه ينتقد استخدام المرأة هذه الحقوق بشكل سلبي يضرها، وينتقد عدم استفادة الشباب لمبادرات الزواج الجماعي، لا تأخذك العزة بالإثم".

وانضم الفنان السعودي عبدالله السدحان، للجدل الدائر حول المقال، حيث قال في تغريدة: "وجهة نظر كاتب متابع للأحداث أو يراها من منظور مُشاهد، وردك أخي (المحامي عبدالرحمن اللاحم) نحترمه، لكن تشبيه المقالة بالعنصرية لا أوافقك الرأي، نحنُ كذلك متابعين لما يدور في الآونة الأخيرة من أحداث، وتمرد من ضعاف النفوس من خلال ما يرسل لنا من قصص وأفكار كل تجديد له ضريبة وعلينا القبول".

وانتقد أحد المغردين المقال، معتبرًا أنه يحرض على سلب حقوق النساء، وقال في تغريدته: "الذي فهمته من المقال أنه لن تتراجع نسب الطلاق إلا بسلب حقوق المرأة وعدم تمكينها وإرضاخها للرجل وتطويعها له حتى تعود هيبة الرجل وتحصل الهيمنة الكاملة عندها لن ترفع رأسها وستنقاد له، ولن يشعر بالنقص!! صححوا لي إذا كان فهمي خطأ؟!".

ودافع كاتب المقال، عن نفسه، وقال في أحد ردوده على منتقديه: "أنا أكثر من دافع عن حقوق المرأة حين كنت أراها مظلومة ومقصوصة الجناح، أما اليوم؛ فمضطر لكشف حقيقة استأسادها على حساب الرجل المغلوب على أمره، لقد فرحنا بحصول المرأة على حقوقها المشروعة لتصل للحياة الكريمة بعش الزوجية، لكنها اليوم نالت أكثر من حقها، مما أسهم بدلالها وتفاقم نسب الطلاق!".

ووفقاً لإحصائيات رسمية عن حياة الأسر في السعودية، تقع حالة طلاق بين زوجين كل 10 دقائق، مقارنة مع نحو 16 حالة زواج في الساعة الواحدة بمختلف مناطق المملكة، التي يفوق عدد سكانها من مواطنين ومقيمين الـ 33 مليون نسمة.

وتعد نسب الطلاق في السعودية مرتفعة مقارنة بالمعدلات العالمية، وتطالب نخب المملكة الثقافية والدينية على الدوام بالعمل على خفض تلك النسب، وتقدم نصائح للأزواج وتدعوهم للأخذ بها.

وتتعدد أسباب الطلاق في المجتمع السعودي المحافظ، لكن عدة دراسات مختصة تتفق على مجموعة أسباب تقود للطلاق بينها، اختلاف الطباع بين الزوجين، وإهانة الزوج لزوجته، وتسلطه وهيمنته داخل الأسرة، وعدم مراعاة جانب الزوجة وضربها، والغيرة الزائدة عن حدها وصولًا إلى مرحلة الشك والتأويلات المتعسفة.

وبدأت النساء في السعودية بقيادة السيارات منذ منتصف العام الماضي لأول مرة في تاريخ المملكة، التي سنت في السنوات الثلاث الماضية الكثير من التشريعات التي أزالت القيود من أمام مشاركة النساء في الحياة العامة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com