سلوك مريب لحاج قطري يثير المخاوف من مخطط لإثارة بلبلة في الحرم المكي
سلوك مريب لحاج قطري يثير المخاوف من مخطط لإثارة بلبلة في الحرم المكيسلوك مريب لحاج قطري يثير المخاوف من مخطط لإثارة بلبلة في الحرم المكي

سلوك مريب لحاج قطري يثير المخاوف من مخطط لإثارة بلبلة في الحرم المكي

أثار سلوك مريب لأحد الحجاج القطريين الذين وصلوا إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الفريضة الخامسة، مخاوف من أنّ يكون الشخص مجهول الهوية، مكلفًا من قبل بلاده التي تقاطعها الرياض وتتهما بدعم الإرهاب، بهدف الإساءة إلى المملكة من خلال إثارة بلبلة أو فوضى في المشاعر المقدسة.

ولفت الحاج القطري الأنظار إليه عندما وثق طوافه حول الكعبة المشرفة بين مئات آلاف الحجاج، رغم القيود التي تفرضها بلاده على مواطنيها الراغبين بأداء مناسك الحج، وتردد أنها وصلت حد إلزام المسافرين لخارج قطر بتوقيع تعهد خطي بعدم السفر إلى السعودية وأداء مناسك الحج أو العمرة.

ويظهر في الفيديو، رجل في مقتبل العمر، بملابس الإحرام البيضاء، قائلًا إنه "يؤدي مناسك العمرة عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني"، مرددًا "أدعية القبول والغفران لأميره".

وأثار الحاج القطري شكوكًا حوله أكثر من الشكوك التي دارت بعد تصوير نفسه بشكل واضح، إذ قال في آخر الفيديو ما معناه إن العمرة التي يؤديها ستغفر ذنوب الشيخ تميم على حد قوله "ذنبك نغفره طال عمرك وأنت في محلك".

ويقول مدونون سعوديون شاهدوا الفيديو وتداولوه بشكل لافت في مواقع التواصل الاجتماعي، إن سلوك الحاج القطري يثير الشكوك بدءًا من تصويره نفسَه بشكل واضح دون القلق من ملاحقته من قبل سلطات بلاده عند العودة، وانتهاءً بجزمه القاطع بمغفرة ذنوب أمير قطر بعد العمرة التي أداها عنه.

وذهب آخرون لأبعد من الشكوك بالحاج القطري، وأبدوا قلقًا من أن يكون مكلفًا بمفرده أو برفقة حجاج قطريين آخرين بإثارة بلبلة في موسم الحج، تستهدف الإساءة للسعودية ودورها في خدمة زوار الحرمين الشريفين.

وأصبحت قطر محل اتهام رئيسي بجانب إيران، بالوقوف خلف الإساءات المتكررة للسعودية ودورها في خدمة الحجاج والمعتمرين، وإثارة البلبلة في المشاعر المقدسة، منذ أن قطعت الرياض علاقتها بالدوحة العام الماضي وأغلقت حدودها معها.

وانضمت قطر عبر مسؤوليها ووسائل إعلامها منذ مقاطعتها خليجيًا في حزيران/يونيو من العام الماضي، إلى إيران التي تتهم السعودية بالتقصير وعدم القدرة على إدارة موسم الحج والحشود الكبيرة فيه، وتدعو لوضع الحرمين الشريفين تحت إدارة مشكلة من الدول الإسلامية.

ويؤكد الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه، تعاون طهران والدوحة بهدف الإساءة للدور السعودي في إدارة الحرمين الشريفين ومواسم الحج والعمرة، وقال في تصريحات تلفزيونية قبل أيام إن "هناك مجلس تعاون بين نظام قطر وإيران لاستهداف أمن الحج إعلاميًا".

ويخشى كثير من السعوديين، أن لا تقف الإساءة للدور السعودي في خدمة الحجاج على الفبركات الإعلامية والإساءات في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تنتقل الخطوات القطرية أو الإيرانية إلى الواقع، ما يهدد سلامة وأمن الحجاج، مستشهدين بالعدد الكبير من الضحايا الذين لقوا حتفهم في فوضى ومواجهات حجاج إيرانيين مع رجال أمن الحج في العام 1987.

ووجه الأمير السعودي الشاب، خالد بن عبدالله آل سعود، تحذيرًا لأمير قطر، بتحميله المسؤولية عن "أي أحداث شغب أو فوضى أو إرهاب في الحج"، في سياق تبناه كثير من السعوديين في تدويناتهم بمواقع التواصل الاجتماعي بعد أن كانت تلك الاتهامات تتجه فقط نحو إيران.

وتستند طهران وقطر لعدد من الحوادث التي شهدتها المشاعر المقدسة، لاسيما في الأعوام القليلة الماضية، مثل حوادث تدافع وسقوط رافعة عملاقة على الحجاج، فيما ترد الرياض على تلك المطالب بالرفض التام وتقول إن البلدين ينقلان خلافهما معها إلى المشاعر المقدسة في تسييس واضح للحج.

وتقول الرياض على الدوام، إن أداء فريضة الحج لأي مسلم لا يرتبط بأي موقف سياسي للمملكة من بلاده، وإن الشروط التي تضعها على الحجاج القادمين إليها تختلف من دولة لأخرى وترتبط بترتيبات تستهدف سلامة وأمن الحج بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى.

وسمحت السعودية هذا العام للقطريين الراغبين بأداء مناسك الحج، بالوصول إلى أراضيها والتسجيل من هناك لأداء المناسك، لتجنب عراقيل قطرية تمثلت بحجب موقع إلكتروني أطلقته الرياض؛ لتسجيل الحجاج القطريين بهدف إجبار السعودية على كسر المقاطعة المفروضة عليها من خلال استغلال المشاعر الدينية وفق التوصيف السعودي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com