ممثلو الدراما السورية الأطفال.. هل يصبحون نجومًا؟

قدمت الدراما السورية خلال تاريخها الطويل، عددًا كبيرًا من الممثلين الأطفال، ونجح معظمهم منذ دورهم الأول، رغم أن أعمارهم لم تكن تتجاوز 6 سنوات.

وفي كل موسم درامي، يبشّر النقاد، بمجموعة من الممثلين الأطفال الجدد، متوقعين أن يكونوا نجوم المستقبل، لكن الكثيرين منهم يغيبون في السنوات اللاحقة، فيترك بعضهم التمثيل من أجل الدراسة، وبعضهم يكمل طريقه في الفن ويتمكن من ترك بصمة مختلفة.

وضمّت قائمة المسلسلات السورية لموسم 2024، أطفالًا من الوجوه الجديدة، الذين ظهروا على الشاشة للمرة الأولى، فنال مسلسل "ولاد بديعة" الحصة الكبرى منهم، وقدم بعضهم أدوارًا رئيسة، في مسلسلات أخرى، مثل: زيد البيروتي في "أغمض عينيك".

ورغم أن النقاد، يعتبرون إسناد دور رئيس للطفل، مجازفةً في العمل الدرامي، فإن الدراما السورية، لم تشهد فشل طفلٍ في أداء دوره، ويعود الفضل في ذلك إلى معاهد التمثيل، وعناية المخرج الذي يبذل مجهودًا كبيرًا في تنمية مهارات الممثل الطفل.

هروب من التلفزيون

وتعتبر روعة السعدي مواليد 1988، من أشهر الممثلين الأطفال، فقد ظهرت للمرة الأولى بسن السابعة في "أبو البنات"، ثم في جزئي "الفصول الأربعة"، ولم يكن يتجاوز عمرها 11 عامًا، وتوقع لها الكثيرون مستقبلًا باهرًا في التمثيل.

واضطرت روعة، للاعتزال، بعد دورها في مسلسل "أشواك ناعمة" عام 2005، لكنها تراجعت وشاركت "فتت لعبت" عام 2013، وأكملت طريقها إلى اليوم.

ورغم حماسة أهالي الأطفال لعمل أبنائهم في التمثيل وهم صغار، فإنهم يخشون عليهم من أجواء الوسط الفني لاحقًا، خاصة فئة البنات منهم، فيضطرون إلى دفعهن للاهتمام بالتعليم، أو الالتفات لاختصاصات أخرى.

مسلسلات احتشدت بالأطفال

ويعتبر مسلسل "باب الحارة"، من الأعمال المزدحمة بالممثلين الأطفال، مثل: عمر المصري ابن سامر المصري، وماسة الجمال، وأدهم بسام الملا، وتاج حيدر، ومرح زيتون، وناديا جلعوط وغيرهم، لكن القليل منهم استمر بالتمثيل.

وأثرت الحرب على متابعة الأطفال للتمثيل بعد عام 2011، بسبب الأحداث وتراجع عدد المسلسلات السورية المنتجة، وقلة الفرص، واضطرار المخرجين إلى التصوير خارج البلاد، لكنهم عادوا بقوة في السنوات الماضية بعد استقرار الوضع.

وخلال العام الماضي، قدّمَ الأطفال: سيزار عبد القادر دور "منّاع"، والطفل جاد شمسو دور "فارس"، والطفل محمد الشيخ رجب دور "زين" في مسلسل "مربى العز"، كما ظهر ربيع جان في مسلسل "الزند"، ويارا ادريس في "مقابلة مع السيد آدم"، وساندي ضحية ابنة جيني إسبر في "صبايا".

أطفال استمروا وآخرون توقفوا

وأكمل الكثير من الممثلين الصغار مسيرتهم في العمل، وحجزوا مكانًا متقدمًا في الدراما السورية، منهم ربا وروعة السعدي، وجفرا يونس، وأدهم الملا، وماسة الجمال، وسليمان رزق، ومؤيد الخراط، وفادي الشامي، ومؤيد الخراط، وغيرهم.

ويعود ظهور مواهب الممثلين الأطفال في الدراما السورية، إلى شعبية الدراما وتميزها وتعلق الأطفال بها، إضافة إلى دخول الكثيرين منهم دورات تدريب في المعاهد الخاصة، قبل أن ينتقلوا إلى المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.

ورغم أن بعض الممثلين الأطفال، ساعدهم عمل الأب أو الأم في التمثيل، فإن الكثير من أقرباء الممثلين لم يكملوا المسيرة، مثل: جودي المصري، وأحمد اللبابيدي، ويمنى الحلبي، وطيف إبراهيم.

كما تُذكر ضمن قائمة المغادرين، نور الخراط، بطلة مسلسل "الطير"، و"ليالي الصالحية" عام 2004، فقد تخلت عن التمثيل عندما كبرت.

دفعة جديدة من الممثلين الأطفال

وحفِل موسم 2024، بمجموعة من الأطفال المتميزين، فضمّ "ولاد بديعة" كلًّا من جاد حمصي، بدور "مختار"، ومريم علي، بدور "بنت بديعة"، وكريستينا حداد، بدور "سكر"، وجاد شمسو بدور "شاهين"، وزيد البيروتي الذي شارك في "أغمض عينيك" إلى جانب "ولاد بديعة".

ورغم غنى المشهد الدرامي السوري بمواهب الممثلين الأطفال، فإن المشكلة في عدم تمكّن بعضهم من إكمال الطريق، بسبب عوائق متعددة، مثل: موقف الأهل، والتفرغ للدراسة الجامعية، والزواج، وتغيير مكان السكن.. أو عدم تكرار الفرصة المناسبة.