بعيدًا عن الأناقة.. مي عمر تراهن على الموهبة في "نعمة الأفوكاتو"
ظهرت الفنانة مي عمر في مسلسل "نعمة الأفوكاتو" بأداء تمثيلي مختلف، وإطلالة جديدة غير مسبوقة، راهنت فيه على الموهبة بدلًا من الأناقة.
وحملت الفنانة المصرية في المسلسل شحنة عاطفية من الصدق والانفعال الحقيقيين أثناء تجسيدها مأساة زوجة شابة، دون أن يكون همها الأساس أناقتها ومساحيقها وطريقة تصفيف شعرها، بحسب الاتهام الشهير الذي طالما وجهه إليها النقاد في مواسم درامية سابقة.
ويتناول العمل قصة المحامية "نعمة" التي تعيش في حي شعبي، إذ تتسم بطيبة القلب والتعاطف مع البسطاء، لكنها متزوجة من رجل فاشل يفتقد للشرف والمروءة، يمعن في استغلالها والتربح من وراء القضايا الكبرى التي تربحها في المحاكم.
ورغم حب "نعمة" لزوجها، وإنفاقها على البيت بدلًا منه عن طيب خاطر، فإنه يتزوج عليها ولا يتورع في النهاية عن قتلها ودفنها بمشاركة زوجته الجديدة، غير أن الأقدار تكتب لها عمرًا جديدًا، وتعود من الموت لتواجه العالم بقلب محطم وروح تطفح بالمرارة.
لا مساحيق صارخة
و"نعمة الأفوكاتو"، من بطولة أحمد زاهر وأروى جودة وكمال أبو رية وسلوى عثمان، وهو من إخراج محمد سامي، زوج الفنانة مي عمر.
وانصاعت الممثلة الشابة لمتطلبات الدراما وجوهر الشخصية، بدلًا من متطلبات النجومية، فتخلصت من مشكلة المساحيق الصارخة والمكياج المبالغ فيه، وظهرت بملامح هادئة تشعر من يقف أمامها بالراحة والألفة.
كما جاءت ملابس مي عمر في المسلسل بسيطة تعبر عن الطبقة الاجتماعية التي تمثلها، وهي الطبقة المتوسطة أو البسيطة، رغم اعتياد المشاهدين على ظهورها بملابس تحمل أشهر "البراندات" العالمية، بصرف النظر عن مدى ملاءمتها للسياق الدارمي من عدمه.
وبدلًا من السيارات الفارهة، ظهرت مي عمر بسيارة متواضعة صغيرة تميز البسطاء، اعتادت عند قيادتها خلع حذائها، في إشارة إلى عادة يفعلها بعض أبناء الطبقة الفقيرة في مصر بحثًا عن الحرية وسهولة التحكم في المكابح.
كوميديا سوداء
وبسبب ما ينطوي عليه العمل من مصداقية، نال دور"نعمة" إشادة كبيرة، وحظي المسلسل بنسب مشاهدة عالية لاحتوائه على "خلطة درامية" مميزة للمخرج محمد سامي.
وتتكون هذه الخلطة من قصة مؤثرة إنسانيًّا، وصراع مدو بين الخير والشر في أقوى صورهما.
ورغم أن تلك "الخلطة" تتعرض لانتقاد متكرر من أنها تحمل مبالغة زاعقة، وتدور في أجواء من الـ"ميلودراما"، فإنها تجذب المشاهدين بصورة لافتة.
ولفت كثيرون إلى إجادة مي عمر للمرة الأولى في تقديم اللون الكوميدي، رغم مأساوية الأحداث على طريقة "الكوميديا السوداء" أو "شر البلية ما يضحك".
وبدت مي عمر مقنعة إلى حد ما في تقديم ثنائية "الابتسامة والدموع"، بعيدًا عن الأدوار الخفيفة التي يستعين فيها المخرجون بصاحبات الوجوه الجميلة من الفنانات، ليصبحن مجرد "وردة تزين جاكيت البطل"، وفق التعبير الرائج.
وكان آخر عمل ظهرت فيه الفنانة مي عمر، مسلسل "نسل الأغراب" من إخراج زوجها محمد سامي، وذلك في شهر رمضان قبل الماضي، والذي تعرضت فيه لاتهامات قوية بتلقي محاباة من زوجها، الذي جعلها تظهر بمساحيق صارخة طوال الوقت، حتى وهي مستيقظة من النوم، أو في لحظة بكاء، كما أعطاها مساحة أكبر من بطلي العمل أحمد السقا وأمير كرارة.
