طفل فلسطيني يلهو مع قطة في مخيم خان يونس للاجئين
طفل فلسطيني يلهو مع قطة في مخيم خان يونس للاجئينرويترز

غزة مثالًا.. تحذيرات من بطء الاستجابة المناخية في مناطق النزاع

خلص تقرير جديد صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول الأثر المزدوج لتغير المناخ، والنزاعات القائمة في مناطق مثل غزة وموزمبيق والنيجر، إلى الحاجة الملحّة في مواءمة استجابات خاصة لمعالجة التحديات المتزايدة التي تواجهها الفئات السكانية الهشة.

السير بحذر

ويُسلط تقرير اللجنة الذي نشره موقع "Climate Centre" الضوء على التعقيدات التي تواجه عملية تقديم المساعدات الإنسانية بشكل يضمن عدم التسبّب في تفاقم التحديات القائمة. قائلًا: "يتعين السير بحذر شديد على الحدّ الفاصل بين التكيف وسوء التكيف، إذ قد تؤدي المبادرات حسنة النية إلى تفاقم التحديات لدى المجتمعات المهمشة عن غير قصد".

وأضاف التقرير: "على سبيل المثال، قد تحمي الجدران البحرية بعض المجتمعات من الفيضانات، ولكنها قد تزيد من مخاطر الفيضانات بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون خارج حدود الجدار، أو تقطع سبل عيش الصيادين".

أخبار ذات صلة
الأمم المتحدة تسلم أكبر شحنة مساعدات للفلسطينيين في شمال غزة

وفي المناطق التي تمزّقها الصراعات، أشار التقرير إلى أنه قد تؤدّي نُدرة البيانات طويلة المدى، والسياق الاجتماعي والسياسي المتقلّب إلى تفاقم هذه التحديات. وزاد: "لذلك تؤكد اللجنة الدولية على الحاجة الماسة إلى استجابات تكيفية تراعي ظروف النزاع، وتأخذ في الاعتبار السياقات التاريخية والحقائق المحلية لمنع تفاقم التوترات أو إطالة أمد التحديات".

قيود مفروضة

علاوة على ذلك، ذكر التقرير القيود المفروضة على التكيف التدريجي في مناطق الصراع.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن العمل الإنساني يمكن أن يشكل أساسًا قيمًا للتكيف مع المناخ من خلال تدابير لمساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة على المدى القصير، مثل تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، إلا أنه لا يمكنه جعل أنظمة الزراعة والغذاء والطاقة قادرة على الصمود أمام تغير المناخ، أو ضمان الوصول المستدام إلى المياه في المستقبل المنظور.

واسترسل التقرير ليشير إلى أنه قد يؤدّي الحفر بشكل أعمق للحصول على المياه إلى تلبية الاحتياجات الفورية، ولكنه قد يضر بإمكانية الوصول إلى المياه الجوفية في المستقبل.

معضلة الأولويات

ويدور جدال بالغ الأهمية حول عملية تخصيص الدعم، فيما إذا كان من المناسب إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفًا، أم الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل إمكانية تحقيق أثر مستدام في المناطق التي تعاني من صراعات عنيفة.

ويبرز هذا التحدي بحسب التقرير إلى معضلة الموازنة بين الاحتياجات الفورية، ومبادرات بناء القدرة على الصمود للمدى الطويل في البيئات المتقلبة. وتساءل التقرير: "هل ينبغي الاستثمار في الخدمات الأساسية، أم في البنية التحتية الأكثر استدامة التي قد تُدمَّر أثناء الصراع؟".

توصيات

ودعت اللجنة الدولية إلى اتباع نهج متوازن في المجتمعات التي تعاني من الصراعات، مع الاعتراف بالقيود التي تفرضها أماكن النزاع، لكن دون تهميشها تمامًا. كما تُشدد على أهمية الوصول إلى الأماكن غير الآمنة، وفي الوقت نفسه تنفيذ تدخلات طويلة المدى لتعزيز المنعة في المناطق الأكثر أمانًا.

علاوة على ذلك، دعت اللجنة الدولية إلى اتباع نهج متكامل في العمل المناخي والتنمية في مناطق النزاع، بحيث تُصبح معالجة العجز التنموي الحاد جزءًا لا يتجزأ من التكيف الفعّال مع تغير المناخ، الأمر الذي يستلزم بذل جهود متزامنة لتعزيز القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية والتعليم والفرص الاقتصادية.

COP28

وعلى الرغم من هذه التحديات، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها شهدت التقدم الذي تم إحرازه في حشد التأييد للعمل المناخي في أماكن النزاع. مسترسلة: "ففي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، ستُعلن العديد من الدول والمنظمات التزامها بتعزيز العمل المناخي في المناطق الهشة والمتأثرة بالنزاعات".

ومع ذلك، أكدت اللجنة على ضرورة ترجمة الإرادة السياسية إلى إجراءات ملموسة للتصدي بفعالية لهذه التحديات المترابطة.

المصدر: موقع Climate Centre

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com