التعليم المنزلي.. خيار الأسر الأمريكية لإبعاد أبنائها عن العنصرية والتنمر

قال تقرير لموقع أكسيوس الأمريكي إن أسرا أمريكية وجدت في التحول نحو التعلم المنزلي خيارها الوحيد لإبعاد أبنائها عن أجواء تسودها العنصرية والتنمر، خاصة الأطفال من ذوي البشرة الداكنة.

ووصف التقرير التحول الملحوظ في مشهد التعليم في الولايات المتحدة، مع ظهور التعليم المنزلي كنموذج هو الأسرع نموًّا في البلاد. 

ووفقًا للموقع فقد شهد التعليم المنزلي تزايدًا في نسبة الإقبال عليه، تمثلت في نحو 1.9 إلى 2.7 مليون طالب في العام الحالي فضلوا الدراسة من البيت.

ومع أن التعليم بالبيت لا يزال يشكل أقلية مقارنة بالتعليم النظامي، إلا أن الأمر المثير للاهتمام هو الأسباب التي تدفع أولياء الأمور إلى اختيار هذا النوع من التعليم لأبنائهم.

ووفق الموقع فإن هناك أكثر من سبب يدفع الأهالي لاعتماد هذا النموذج التعليمي، أولها عدم الرضا عن التعليم الافتراضي خلال فترة جائحة كورونا، إذ وجد العديد من العائلات أن التعليم المنزلي يوفر نهجًا فرديًّا مخصصًا للتعليم، يلبي الاحتياجات الخاصة لكل طفل بحسب وتيرة التعلم.

وطرحت جين جاريسون ستوبر، رئيسة منظمة واشنطن للتعليم المنزلي الدوافع المتعددة التي قد تدفع الأسر نحو التعليم المنزلي، من بينها: المخاوف المتعلقة بالسلامة، وحماية الأطفال من التنمر، والعنصرية، مثل الأطفال ذوي البشرة الداكنة، وبالتالي توفير بيئة أكثر ملاءَمة، خاصة لأطفال الأقليات.

في المقابل لا يخلو هذا النموذج التعليمي من المساوئ، إذ يشير الخبراء إلى القيود المفروضة على التعليم المنزلي من جِهة التعرض لخلفيات وتجارب متنوعة، وغياب الإجراءات الموحدة لتقييم الطالب والتقارير المطلوبة.

كما تواجه العائلات خلال تدريس أطفالها بالبيت تحيات عديدة، خاصة الأسر التي لديها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تحتاج إلى خدمات متخصصة، تشكل عقبات كبيرة.

وختم التقرير بالتأكيد أنه بالنسبة للعديد من العائلات، تعد القدرة على تخصيص أسلوب التعلم الفريد لكل طفل واحتياجاته هو الجانب الأكثر إلحاحًا في التعليم المنزلي. لكن مع تطور المشهد التعليمي، يبقى تحقيق التوازن بين التعليم الفردي والخبرات الاجتماعية والمعايير الأكاديمية الأوسع، مصدر قلق ملح لمستقبل التعليم في الولايات المتحدة بشكل عام.