النوم مع طفلك من وقت لآخر.. ما هو العمر الأقصى المناسب؟

النوم مع طفلك من وقت لآخر.. ما هو العمر الأقصى المناسب؟

كشف العديد من المشاهير أنهم ينامون مع أطفالهم، ومن بينهم نجد على وجه الخصوص المُمثّلتين أليسيا سيلفرستون وكريستينا ريتشي.

من الواضح أن هذا الاعتراف ما لبث أن أثار ضجة وجدلا لدى الآباء، فالغالبية لا يستسيغون النوم المشترك مع الطفل، وبشكل أكثر تحديدا النوم المشترك في نفس السرير. لكن يبقى السؤال: هل هي فكرة جيدة أم سيئة؟

"النوم المشترك"، المعروف أيضا باسم " co-sleeping" باللغة الإنجليزية، هو ممارسة تشجع الآباء على النوم مع أطفالهم. يمكن القيام بذلك إما في نفس الغرفة ولكن في سريرين مختلفين، أو في نفس السرير، وهو ما يسمى بـ "النوم المشترك" في هذه الحالة بالذات.

ومثل العديد من الأسئلة المتعلقة بتربية الأطفال، من الواضح أنّ النوم المشترك لا يلقى الإجماع الكامل بين الآباء. بشكل عام يتفق الجميع على أنّ النوم مع طفلك من وقت لآخر ممكن ... فقط إذا كنت تلتزم ببعض الشروط.

وبهذا المعنى  فإن بعض الظروف "المخففة" التي تتطلب مراقبة وإشرافا متزايدا من قبل الأم والأب تبرر نوم الطفل في سرير الزوجية، بعضٌ منها الكوابيس، والأمراض، والخوف من الظلام أو الليل. سيتيح نوم الطفل مع والديه الشعور بالطمأنينة والأمان في الأوقات التي يشعر فيها "بالتهديد"، وسيساهم هذا في النهاية في بناء أسلوب ارتباط صحيّ.

بالإضافة إلى هذه الميزة السيكولوجية، يشير المتخصصون إلى فوائد عملية أخرى. إنّ النوم المشترك مع الطفل يسهل على الأم إرضاع الأطفال، ولكنه يضمن أيضا نوما أفضل للوالدين.

في الواقع لا يتعين عليهم بالضرورة النهوض من السرير لتهدئة الطفل؛ لأنه قريب. ومع ذلك فإن هذا النوم المشترك، حتى في موعد محدد فكرة جيدة لكن فقط إذا تم القيام به خلال فئة عمرية معيّنة.

النوم مع ابنك البالغ من العمر 10 سنوات أمرٌ لا ينصح به الأطباء النفسيون، فهو عمر أساسي في بناء شخصية الطفل "الاستقلالية، والهُوية"

النوم معًا في سرير الوالدين.. فكرة جيدة ولكن ليس عام الطفل الأول

وفقا لأخصائيي الطفولة، حسب التقرير الذي نشره موقع  aufeminin، لا ينبغي أن يتم النوم المشترك في سرير الزوجية قبل أن يبلغ الطفل سنة واحدة. تنطوي هذه الممارسة على العديد من المخاطر على صحته، ويمكن أن تؤدي إلى وفاته. السبب ؟ متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS) - وتسمى أيضًا "متلازمة موت الرضيع غير المتوقع" (MIN) عندما يتم تحديد الأسباب بوضوح.

في الواقع، بعد النوم المشترك مع والديهم يموت العديد من الأطفال حديثي الولادة كل عام، على الرغم من عدم وجود مشكلة صحية لديهم. في فرنسا يقدر أن ما يصل إلى 350 شخصا يموتون "موتا غير متوقع" MIN *. يشار بشكل خاص إلى مخاطر اختناق الطفل (ظروف النوم المشترك السيئة، وإمكانيات سحقه). في ضوء المخاطر التي ينطوي عليها ذلك ينبغي تجنب النوم المشترك عند ولادة الرضيع.

النوم المشترك.. نعم ولكن قبل سنّ البلوغ

إذاً، ماذا عن الحد الأقصى للعمر؟ حتى أيّ سن يمكنك النوم مع طفلك؟ يوضح أطباء أطفال أنّ هذه الممارسة، حتى في بعض الأحيان يجب أن تتوقف بمجرد وصول الطفل سنّ البلوغ. إذا كانت هذه الفترة تبدأ في أعمار مختلفة وفقا للأطفال فإننا عموما نحدد بدايتها من 10 إلى 11 عاما.

وهكذا فإن النوم مع ابنك البالغ من العمر 10 سنوات أمر لا ينصح به الأطباء النفسيون، فهو عمر أساسي في بناء شخصة الطفل "الاستقلالية، والهُوية"، وفي هذا الوقت يبدأ جسده في التطور واعتماد الخصائص الجنسية.

بالإضافة إلى ذلك، يزعم منتقدو هذه الممارسة أنّ النوم مع الطفل قبل وصوله إلى سنّ البلوغ لا يسمح له ببناء استقلاليته بطريقة صحيّة.

في الوقت نفسه يعتقد أطباء آخرون أمثال ميشيل سايمز أن الحد العمري للنوم المشترك يأتي قبل ذلك بكثير. إذا صدّقنا أقواله فبعد سنّ الخامسة تصبح الممارسة مفرطة ويمكن أن تخلق اضطرابات نفسية لدى الأطفال. إنه يتحدث بشكل خاص عن التبعية العاطفية. كما يدعم حججَه العديد من الأطباء النفسيين وعلماء نفس الأطفال وأطباء الأطفال.

إذا كان طفلك يشاطرك السرير فمن الضروري تجنب القيام بذلك قبل أن يبلغ الرضيع عاما من عمره، مع تفضيل النوم على سرير بدلا من أريكة
أخبار ذات صلة
ماذا تفعل عندما تشك في نفسك؟

لكن كيف يصبح النوم المشترك أرضية خصبة لظهور مثل هذه الحالات النفسية؟ من خلال سحب قدرته على النوم بمفرده قد نسحب منه في نفس الوقت ثقته بنفسه. ناهيك عن أن هذا قد يغذي عنده الشعور بالقلق عند أدنى خطر للانفصال.

النوم مع طفلك من وقت لآخر.. كل هذا يتوقف على الوالدين

ومع ذلك يريد المتخصصون الآخرون أن يكونوا أكثر تساهلا ولطفا، فهم يؤكدون أن كل شيء يعتمد حقا على العائلات والآباء وخاصة الثقافات المرجعية. ففي أعمدة صحيفة الجارديان أوضح شاهد أن هذه الممارسة شائعة في الهند، وأنها طبيعية، وبالتالي فهي ليست موضوع أي نقاش.

من الممكن إذا أن تنام مع طفلك، مع إتاحة رفاهه الصحي واستقلاله. ومع ذلك لا بد من مراعاة شروط معيّنة حتى يتم هذا النوم المشترك (الجزئي) بشكل جيد.

- الشرط الأوّل هو تفضيل النوم في نفس الغرفة، من دون الحاجة إلى النوم في نفس السرير، بالنسبة لحديثي الولادة ستكون بعض أسرة النوم المشترك مناسبة بشكل خاص.

- إذا كان طفلك يشاطرك السرير فمن الضروري تجنب القيام بذلك قبل أن يبلغ الرضيع عاما من عمره، مع تفضيل النوم على سرير بدلا من أريكة، كما يجب تجنب الشرب أو التدخين قبل النوم.

- أخيرا يجب أن تكون الممارسة عرضية وليست يومية لتجنب إحداث اضطرابات في نفسية الطفل المعني.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com