ماذا تفعل عندما تشك في نفسك؟

ماذا تفعل عندما تشك في نفسك؟

 من منا لم ينفق طاقة هائلة في معركة نفسية تغذيها شكوكنا، الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المحتال، على سبيل المثال، يعرفون ذلك عن خبرة. ماذا تفعل عندما يكون كل شيء شكًا وعدم يقين؟.

هل تراودك الكثير من الأسئلة؟ هل أنت واحد من أولئك الذين عندما يكون لديهم مشروع تحفيزي تشلهم الشكوك؟ الحقيقة أنه لا شيء يثير في نفوسنا الملل والإحباط من العيش مع هذا الصوت الداخلي الذي يكرر الجمل مثل: وماذا لو أخطأت؟"، "ماذا لو سخرت من نفسك في النهاية؟"، "ما الذي سيحدث لو كنت غير مؤهل بما يكفي لهذه المهمة؟".

لن تختفي الشكوك تمامًا أبدًا من عالمنا الذهني. ستكون دائمًا حاضرة ومؤثرة، وكامنة، تدعونا إلى توخي الحذر وكثيراً ما تقطع فتيل نبضاتنا. الآن تنشأ المشكلة عندما تكون المخاوف ثقيلة بشكل مفرط وتختفي الثقة التي لدينا في أنفسنا.

إن العيش مع الشك المفرط يقوّض إمكاناتنا ويجعل الشخص المشرق غير كفء، الذين يواجهون متلازمة المحتال يعرفون ذلك يوميًا، على سبيل المثال. عندما نقلل من شأن أنفسنا ويمتلئ العالم كله بالشكوك نصبح الشخص الذي لا نحبه، ماذا تفعل في هذه الحالات؟ هل هناك استراتيجية يمكن أن تساعدنا؟

يقول الفنان الشهير فنسنت فان جوخ: "إذا سمعت صوتًا بداخلك يقول إنه لا يمكنك الرسم، بادِر بالطلاء، وهكذا سيتم إسكات هذا الصوت".

من المحفزات الرئيسية للشك في الذات، البيئة التي نشأنا فيها، إنّ الأسرة المفرطة في الانتقاد والاستبداد والملحة في أوامرها وشروطها تقلل من مفهومنا الذاتي وتقاطعه
أخبار ذات صلة
قوة الشخصية حسب علم النفس الإيجابي

ما هو أصل هذه الشكوك التي تحدنا كثيراً؟

الشك هو ظِلُّ عدم اليقين الذي يحوم حول حقيقتنا. الأمر أشبه بالبقاء في نقطة وسيطة لا يتقدم منها أي شيء، وحيث كل شيء يبدو كأنه يرتجف تحت أقدامنا. إنّ الشك في النفس هو التشكيك في كل شيء، من مهاراتنا إلى أفكارنا ومعتقداتنا وانفعالاتنا.

ووفقًا للتقرير الذي نشره موقع nospensees، تشير دراسة أجراها الدكتور ماثيو براسلو إلى أنّ الأمر يتعلق هنا بموضوع أهمله المجال العلمي منذ فترة طويلة. إنّ فهم جذور هذه الشكوك سيتيح لنا تحسين قدرتنا على النجاح، وحتى رفاهنا النفسي. لهذا السبب من المهم تناول ودراسة الطريقة التي يجري بها هذا الإدراك المُوهِن المُثبِط.

الأسباب التي تفسر هذا الواقع النفسي

من المحفزات الرئيسية للشك في الذات، البيئة التي نشأنا فيها، إنّ الأسرة المفرطة في الانتقاد والاستبداد والملحة في أوامرها وشروطها تقلل من مفهومنا الذاتي وتقاطعه. لذلك من الصعب جدًا أن نثق بقدراتنا إذا كانت التربية التي تلقيناها جعلتنا نشعر بالضعف.

• القلق عامل آخر يغذي الشك المستمر والمخاوف وانعدام الشعور بالأمان.

• تدني احترام الذات هو الركيزة التي تغذي هذا التصور بشكل دائم (الذي يُشعرنا أننا سنفشل، ويقلل من شأننا أو أن عدم كفاءتنا المفترضة – سيتم كشفها وفضحها إذا جرّبنا أي شيء). على سبيل المثال تعتمد متلازمة المحتال على هذا التقدير المحبِط للذات.

• وبالمثل، فإنّ الأشخاص غير الواثقين بأنفسهم، الذين يظهرون دائمًا نمطًا منخفضاً من الثقة بالنفس، ومن الخجل والخوف من أن يُخيبوا آمال الآخرين، لديهم هذه الخاصية.

تجدر الإشارة إلى اضطراب آخر غير معروف، مرتبط بهذا الواقع، هو فقدان الإرادة، وهو حالة تؤثر على قدرات الشخص الإرادية، مما يضعه في حالة مستمرة من عدم القدرة على اتخاذ القرارات.

عليك أن تدرك أنّ الشك جزء من الإنسان. الشعور به في وقت محدد لا يجعلك بالضرورة أضعف أو أكثر عرضة للخطأ

الأشخاص الوحيدون الذين نادرًا ما يشككون في أنفسهم هم أولئك الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية.

شُك في أفكارك السلبية عندما تريد أن تفعل شيئًا، قم بترشيد وعقلنة هذا الحوار الداخلي الذي يغذيك بمخاوف مستمرة.

كيف تتصرف عندما تشك في نفسك

لا أحد منا محصّن أو معصوم ضد الشك، ضد هذه المقاطعة التي تقلل من القوى، والتي تذيب القدرات والفضائل. إنها تجارب غير مريحة تفرض حدودًا تتجاوز قدرتنا على تحقيق أهدافنا. كما أنها تساعد على خلق رؤية مظلمة وموهنة تجاه أنفسنا. مثل سمكة تعض ذيلها.

ماذا تفعل عندما تشك في نفسك ؟ هناك سلسلة من الإرشادات التي يجب أن نفكر فيها. دعونا نحللها هنا.

1. كن متعاطفًا مع نفسك

عليك أن تدرك أنّ الشك جزء من الإنسان. الشعور به في وقت محدد لا يجعلك بالضرورة أضعف أو أكثر عرضة للخطأ. عليك أن تفهم أنّ هذا الشعور بعدم تأكدك من شيء ما هو آلية دفاع. بفضل هذا الشعور نطبق نظرة أكثر رزانة وتمعنًّا وتحليلاً في كل موقف من المواقف.

عندما يهاجمك هذا الشعور، عندما يحشدك الشعور بانعدام الأمان ولا يسمح لك بالمضي قدمًا عليك أن تشك في أفكارك هذه وأن تمررها عبر مرشح التحليل والنقد الرحيم

لذا بدلاً من أن تصدر حكمًا على نفسك والشعور بالضيق حيال الشك في نفسك يمكنك التحدث برأفة على النحو التالي: "لا بأس في عدم الشعور بالأمان، لا حرج في الخوف. لكن ثق بقدراتك، ثق بنفسك وإذا فشلت في واحدة من هذه تذكر أنّ الأمر ليس خطيرًا. يمكنك دائمًا المحاولة مرة أخرى".

2. طوِّر احترامًا غير مشروط لذاتك عندما تشك في نفسك

في أوقات الشك، حاول أن تدرك تأثير هذا النهج العقلي السلبي عليك. بعد ذلك ستحتاج إلى تنشيط القيمة الذاتية غير المشروطة. هذه المهارة تتكوّن من شيء أساسي للغاية. لا تعتمد قيمتك كشخص على عوامل خارجية، أو على ما إذا كنت تنجح أو تفشل أو على أنّ يعاملك شخص ما بشكل جيد أو سيئ.

أبعد مما يمكن أن يحدث، هناك عامل واحد يجب أن يكون دائمًا غير مشروط: احترامك لذاتك وثقتك بنفسك.

3. شُكَّ في شكوكك، وقُم بعقلَنَتِها

ما هو الشك؟ إنه ليس أكثر من فكرة يهيمن عليها الخوف غير العقلاني في كثير من الأحيان. عندما يهاجمك هذا الشعور، عندما يحشدك الشعور بانعدام الأمان ولا يسمح لك بالمضي قدمًا عليك أن تشك في أفكارك هذه وأن تمررها عبر مرشح التحليل والنقد الرحيم.

مثال: "لا يوجد أي سبب لأن أفشل في هذا العمل. في الماضي فعلت أشياء مماثلة ونجحت. علاوة على ذلك، فإذا لم أجرؤ على القيام بهذا العمل فسيكون حالي أَدهى وأَمَرُّ".

4. تذكر إنجازاتك بالأمس

إذا نظرت في مرآة الرؤية الخلفية لحياتك فسوف تكتشف جوانب مذهلة. لقد أنجزت الكثير، لقد وصلت إلى أكثر من قمة واحدة وفتحتْ لك قدراتُك العديد من الأبواب.

ضع في اعتبارك إنجازاتك بالأمس لأنها المِقفز الذي سيقذفك إلى الأمام في الأيام التي تلقي فيها الشكوك بثقلها عليك.

أخبار ذات صلة
الحلمُ بالطيران.. دلالات عميقة يسبر علم النفس أغوارها

5. تجنب مقارنة نفسك بالآخرين

إذا كنت تتساءل عما يجب عليك فِعله عندما تشك في نفسك، استخدم وردد التعويذة: "سأبذل قصارى جهدي وهذا يكفي". قد يعطي هذا الانطباع أن هذه الجملة ساذجة إلى حد ما، ولكنها فعالة بالفعل.

غالبًا ما ينجرف الناس في المقارنة الاجتماعية. نحن نخاف من القيام بأشياء معيّنة لأن شخصًا ما خبير، لأنّ الآخرين يبدون أكثر فعالية، لأننا نخشى أن يحكم علينا الآخرون أو يحرجوننا.

الكثير من شكوكنا نتاج الضغط الاجتماعي والتنافسية. تذكر أنك الشخص الوحيد الذي يجب أن تثبت له (أي لنفسك) أي شيء، إذاً مهما حدث سيكون كل شيء على ما يرام، وأينما ذهبت سيكون ذلك كافياً. ستكون قد فعلت أفضل ما لديك. قلل صوتَ المتطلبات الذاتية واستمتع بالعملية، وامضِ قدمًا دون خوف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com