زلزال الحوز وفيضانات درنة.. هل هناك علاقة بين الكارثتين؟
رسمت مواقع وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي سيناريوهات عدة وروت حكايات ربطت بين آخر الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم وكانت في بلدين عربيين متجاورين، هما المغرب وليبيا.
لكن خبير البيئة والمناخ رشيد فاسح نفى ما تناقله بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن العلاقة بين الزلازل والظواهر السطحية المناخية، في إشارة إلى الكوارث التي ضربت المغرب وليبيا في الوقت عينه تقريبًا.
ظواهر سطحية
وعلل فاسح ذلك بأن "الزلازل كظواهر طبيعية تنتج عن حركة الصفائح التكتونية الباطنية على مستوى الفوالق الأرضية، بينما الفيضانات هي ظواهر سطحية تنتج عن مجموعة من العوامل المناخية"، وقال "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون بين الظاهرتين أي علاقة تذكر".
ونقل موقع "هسبريس" المغربي عن الخبير قوله إن "الأعاصير المتوسطية تنتج عن التقاء التيارات الهوائية الباردة مع نظيرتها الساخنة، وليس عن الهزات الأرضية التي تحدثها الزلازل أيًّا كانت قوتها".
ضعف البنية التحتية
وقال فاسح إن "الظواهر الزلزالية يمكن أن تكون لها علاقة بالظواهر البركانية، على اعتبار أن كلتا الظاهرتين منبعهما باطن الأرض"، كاشفًا أن "الأعداد الكبيرة من الضحايا التي خلفتها فيضانات درنة راجعة بالأساس إلى ضعف البُنى التحتية في الدولة الليبية، خاصة السدود، إضافة إلى ضعف أنظمة الإنذار المبكر والرصد الجوي لدى السلطات الليبية".
بدوره كشف الخبير في علم المناخ سعيد قروق أن "الفيضانات التي هزت مدينة درنة بليبيا ناتجة عن العاصفة دانيال التي تكونت في ظروف جوية خاصة، بحيث كان هناك مرتفع جوي مستقر فوق أوروبا الغربية جعل بعض الكتل الهوائية الباردة تنسل وتندفع إلى جنوب وشرق هذا المرتفع، وصولًا إلى ليبيا".
وبيَّن قروق أن هذا النوع من الأعاصير المتوسطية لا يصل إلى السواحل المغربية، في حين أن بعض الأعاصير المماثلة أو ربما أعنف منها يمكن أن تصل إلى المغرب عبر المحيط الأطلسي، حيث سبق أن كانت المغرب عرضة لتهديدات مجموعة منها، التي مرت بجانبها، على غرار الإعصار أوفيليا سنة 2017 وإعصار نادين سنة 2012.