من فيلم الرماد
من فيلم الرماد نتفليكس

"الرماد".. الخيانة الزوجية في فيلم تركي لا يخلو من الافتعال

ما الذي يجعل زوجة جميلة وثرية تعيش حياة الرفاهية والوجاهة الاجتماعية تقدم على فعل الخيانة الزوجية، رغم أنها متزوجة من شخص ناجح ووسيم؟ شكلّ هذا التساؤل هاجسا في رواية " آنا كارنينا" ذات الشهرة العالمية للأديب العالمي ليو تولستوى. ويعيد الفيلم التركي "الرماد" الذي طرحته شبكة "نتفليكس" أخيرا علامة الاستفهام نفسها، ولكن بالطبع من منظور عصري يلائم حداثة القرن الحادي والعشرين.

الرواية التي صدرت طبعتها الأولى منذ ما يقرب من 150 عاما تتم الإشارة إليها مرتين ضمن أحداث الفيلم، وكأننا بإزاء إعلان صريح من صناع العمل أنهم يقدمون "النسخة التركية" من قصة الكونتيسة الثرية " آنا" التي تورطت في علاقة غرامية مع الكونت "فرونسكي" وانتهى بها المطاف إلى الانتحار بإلقاء نفسها أمام القطار.

وتجسد النجمة التركية "فوندا إيريغيت" شخصية "غوكتشيه"، زوجة رجل أعمال يعمل في مجال النشر اعتاد أن يعطي زوجته مسودات الروايات التي تصل مؤسسته لتقرأها أولا بأول وتمنحه رأيها، معللا ذلك بأنه "يثق بحدسها". وتنبهر الزوجة بمسودة رواية غير مألوفة تجمع العشق والدم في معادلة مشوقة تحمل اسم "الرماد" وتلتقط إشارات في النص تشير إلى أماكن وشخصيات بعينها في حي "بلاط" بمدينة إسطنبول.

فيلم "الرماد"
فيلم "الرماد"نتفليكس

وتطارد الزوجة شخصية بطل الرواية ـ وهو نجار تقع في حبه ـ وتستدرجه إلى عالمها بأن تطلب منه صنع مرآة كبيرة الحجم بإطار خشبي لتضعها في استديو تمتلكه خاص بتصميم الأزياء. تحتدم المواجهة بين الزوج الذي يكتشف خيانة زوجته وبين " العشيق"، وينتهى المطاف بالزوج مقتولا في حمام السباحة بفيلته، ومن ثم تنتحر الزوجة.

من السهل أن نستنتج أن البحث عن الشغف وافتقاد الدفء هما الدافع وراء فعل الخيانة الزوجية ضمن ملابسات كهذه سواء في الفيلم أو في الحياة عموما، لكن مؤلف العمل "إردي إيشيك" ومخرجه "إردم تيبيغوز" لم يقدما المبررات القوية لفعل صارخ بهذا الحجم، إلا إذا كانا يعتبران أن زيارة الزوجة لزوجها في مكتبه وانشغاله عنها يصلح مبررا أو أن مرورها بنوبة ملل عابرة يمكن تسويغه كدافع.

وجاءت النهاية محبطة، وكأن صناع الشريط السينمائي حاروا في البحث عن "قفلة" درامية مناسبة فتفتق ذهنهم عن تصور أن كل ما جرى من أحداث هو ما يرويه مؤلف تركي يحكى للجمهور في حفل توقيع روايته الجديدة التي تحمل عنوان " الرماد". نهاية بدت مفتعلة في إطار حل جاهز، لكنها لم تكن الافتعال الوحيد.

أخبار ذات صلة
فيلم "الهاوية".. كارثة طبيعية تنقذ عائلة من شبح التفكك

يُفترض في أي دار نشر كبرى أن يكون لديها " لجان قراءة" تفحص مسودات الأعمال التي يرسلها المؤلفون، وبناء على التقارير المعمقة الموضوعية يتم اتخاذ قرار النشر من عدمه، و ليس بناء على " حدس" زوجة لا علاقة لها بصناعة الكتب.

ويتساءل المتفرج حقا، ما الذي يوقع زوجة من المفترض أنها رقيقة وحساسة، تبحث عن الاحتواء، في غرام شخص يتسم بغلظة الطبع والسلوك العدواني والعنف لفظيا وجسديا؟ وما المبهر في سطوح بناية تحمل لافتة إعلانية قبيحة حتى تركض الزوجة فوقها وتطلق ساقيها للريح وكأنها ولدت من جديد بصحبة العشيق السري؟

ورغم أن الشخصية الرئيسة وهي الزوجة تعاني من التمزق والحيرة والصراع النفسي، أو هكذا يُفترض، إلا أنها تظهر طوال الوقت كنجمة في جلسة تصوير أوعلى غلاف إحدى مجلات الموضة بسبب الإسراف في الفساتين الأنيقة وطرق تصفيف الشعر، حتى داخل منزلها بدت الكاميرا مفتونة بها وتصورها في إطلالات مميزة بحد ذاتها بعيدا عن متطلبات السياق الدرامي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com