الحلمُ بالطيران.. دلالات عميقة يسبر علم النفس أغوارها
هل سبق لك أن حلمت بأنك تطير في السماء مثل الطيور وشعرت برفاه نفسي عميق؟، في حال تكرار هذا الحلم، يمكن تفسيره بسهولة على أنه شعور أو حاجة للحرية، بحسب تقرير فرنسي.
وبحسب التقرير الذي نشره موقع "passeportsante"، "ينشأ الحلم من اللاشعور الذي اكتشفه فرويد وأثبت وجوده علميًّا، وأكده من بعده علماء نفسانيون آخرون وعلى رأسهم يونغ وأدلر".
واعتبر التقرير، أن "كل حُلم هو عبارة عن مواجهة مع ذواتنا. وهذه المواجهة قد تَكشِف عن جوانبَ عديدة، إيجابية كانت أم سلبية، من شخصيتِنا العميقة التي كثيرًا ما تتعارض مع شخصيتنا الواعية".
وذلك يعني، أنّ وظيفة الحلم وظيفة تشخيصية لحالتنا النفسية المكبوتة وليست وظيفة تنبّؤية إلا نادرًا جدًا.
حلم الطيران.. ماذا يعني؟
يحلم الكثيرون، بالطيران مثل بطل فيلم الرسوم المتحركة "بيتر بان"، لكن ربما تتعرف على نفسك في أحد السيناريوهات التالية:
السيناريو الأول: حلمتَ بأنّ لديك أجنحة تسمح لك بالطيران، أما السيناريو الثاني: حلمتَ بأنك تحلق فوق منزلك أو في سماء بلدتك، والسيناريو الثالث: حلمتَ بأنك تطير وتذهب بعيدًا جدًا إلى وجهات فردوسية، وحتى غير واقعية، فيما قد يكون السيناريو الرابع: الحلم بأنك وجدت تقنية للطيران بعيدًا (وأنك كنت تشرحها لمن حولك، على سبيل المثال).
ولفت التقرير، إلى أن "حلم الطيران غالبًا ما يكون ممتعًا جدًا، يوفر هذا الحلم شعورًا رائعًا بالحرية والتحرر. إنه التعبير عن رغبة الحالم في الهروب من حالة صعبة ومن صعوبات حياته اليومية التي تثقل كاهله. يمكن أن يشير حلم الطيران أيضًا إلى الرغبة في السفر".
التحليل النفسي
وفقًا لرائد التحليل النفسي سيغموند فرويد، يعكس حلم الطيران محاولة الحالم الهروب من مسؤولياته دون أن يراه أحد أو يكشفه.
في الواقع يوفر له الطيران السرعة والحرية في تحركاته، هذه هي أفضل طريقة للفرار مع الإفلات من العقاب.
وبالنسبة للمحلل النفسي كارل غوستاف يونغ، صاحب نظرية اللاشعور الجمعي، فإنّ الحلم بالطيران يترجم رغبة المرء في ترك جسده، إمّا لأنّ الحالم لا يحب جسده، أو لأنه يعتبره مرهقًا للغاية (أو حتى مؤلمًا، في حالة المرض على وجه الخصوص).
بالنسبة لمؤسس التحليل النفسي، فإنّ الطيران هو أيضًا ضمانة للحرية والاستقلال.
ماذا تفعل حيال هذا الحلم؟
يقول عالم النفس صموئيل ميرغي ومؤسس "الطيران رمز الحرية"، إنه "يجب أن يحاول الحالم أوّلاً أن يتذكر أكبر قدر ممكن من العناصر الموجودة في الحلم. بعض هذه العناصر من الممكن أن تكون قد تم كبتها دون وعي الحالم".
ويضيف: "يجب تفسير كل عنصر على عدة مستويات من وجهة نظر رمزية ووفقًا لتاريخه الشخصي".
إذا كنت قد حلمت بالطيران، ربما يجب أن تتساءل عن وجود محتمل للحالات التالية :
الرغبة في الهروب
وأضاف التقرير: "ربما حان الوقت للتساؤل عن بعض العناصر أو المواقف التي تتخلل حياتك اليومية والتي انتهى بها الأمر إلى إرهاقك؟ ربما يجب أن تتركها أو تذهب في إجازة لتصفية ذهنك".
وتابع: "يشجعك العقل الباطن على تقييم ما يثقل كاهلك، وما تشعر بالمسؤولية عنه. ربما لا يزال هناك وقت لإصلاح أخطائك، لكي تتحمل المسؤولية عن أفعالك وتؤمّن حاضرك ومستقبلك".
رفض جسمك
وربما تمنعك بعض العقد المرتبطة بالناحية الجمالية (وجود تشوهات خلقية) من الشعور بالسعادة، بحسب التقرير.
ولفت التقرير، إلى أن "عقلك الباطن يدفعك إلى إدراك هذه العقبة أمام السعادة، قد يكون من الجيد ممارسة الرياضة أو استشارة طبيب نفساني، لكن هذه الحاجة لتحرير نفسك من جسدك يمكن تفسيرها أيضًا بالألم الجسدي الذي أصبح من الصعب تحمله. في هذه الحالة لا تتردد في استشارة طبيب نفساني".
وبحسب عالم النفس صموئيل ميرغي، "تمثل عملية الطيران جزءًا من الأحلام المتكررة".
وخلص التقرير، إلى أنه "إذا رأيت هذا الحلم فقد يكون من المفيد لك التحدث إلى أخصائي علم النفس، وفي سياق تحليلك النفسي، سيحدد المحلل عناصر حياتك التي يمكن أن تفسر هذا الحلم".
ويُعتبر الحلم، في نظرية التحليل النفسي، عميلة طبيعية يُعبّر اللاوعي من خلالها عن نفسه، فاللاشعور يكشف لمن يحلله عن رغباته اللاواعية، وصراعاته الداخلية وقلقه العميق، وفقًا للتقرير.
