أكاذيب شعبية شائعة عن علم النفس
أكاذيب شعبية شائعة عن علم النفسأكاذيب شعبية شائعة عن علم النفس

أكاذيب شعبية شائعة عن علم النفس

لا شك في أن الأكاذيب والتابوهات تعد أخطر أعداء الحقيقة. وإذا ذهبت إلى المحلل النفسي، فسوف ينظرون إليك بالتأكيد بوجه تقول ملامحه "أنت مجنون"، وهذا بسبب نقص المعلومات والخرافات التي تحيط بعلم النفس.

وفي كثير من الأحيان، يتشبث الناس بـ "الكليشيهات"، ويتحدثون وهم يردّدون ما سمعوه من آبائهم أو أصدقائهم أو من وسائل الاتصال.

إننا نحكم بشكل غير عادل على أي شيء نجهله، أو نعتقد أنه من الأفضل استبعاده، والتفسيرات القائمة على بيانات جزئية ومبتورة لا تساعد كثيرا أيضا في معرفة الحقيقة.

كما كان الرئيس الأمريكي الأسبق جون ف. كينيدي، يقول: "يمنحنا الإيمانُ بالأساطير راحة في الرأي، لكن مع عدم الراحة في الفكر". علم النفس، حيث يوجد نقص في المعلومات ولا سيما التابوهات (المحظورات) لا يمكن أن تكون أقرب إلى هذا الواقع.

خرافة رسائل ما تحت الشعور

يقال في غالب الأحيان، إن الذين يذهبون لمراجعة واستشارة عالم نفس، مجانين، لكن الأساطير لا تتوقف عند هذا الحد.

وفي هذا الشأن، يقدّم لنا التقرير الذي نشره موقع "nospensees"، أمس الأربعاء، بعضا من هذه الأساطير، وينصح من كان مهتما أكثر بالموضوع الاطلاع على كتاب "الأساطير الخمسون العظيمة لعلم النفس الشعبي"، من تأليف: سكوت ليلينفيلد، وجون روسيو، وستيفن جاي لين، وباري بايرشتاين.

كما أنجزت مجلة "Real Clear Science Magazine"، نوعا من الملخصات لأكثر الأساطير والخرافات شيوعا التي تطال علم النفس اليوم.

وأوّل ملخص في هذه المجموعة عنوانه "الرسائل ما تحت الشعور وظيفية" (أي تؤدي وظيفتها)".

وتُستخدَم هذه الرسائل على نطاق واسع في الحملات التسويقية والإعلانية؛ لأنه يُعتقد أنها فعّالة بنسبة 100%.

ومن خلال وسائل الإعلام، يمكن تغيير تفكير وسلوك الأفراد. والحقيقة أنها لا تعمل بشكل مثالي. فقد أظهرت تجربة أجريت في كندا، أن زيادة عدد إعلانات "اتصل الآن" لا تؤدي إلى زيادة المبيعات عند المشاهدين.

أسطورة وباء التوحد

ونجد أيضا في الملخصات المذكورة أسطورة (خرافة)، وهي تستند إلى مرض يمكن أن يصيب أي شخص، ولكنه يظهر عادة في مرحلة الطفولة، ألا وهو "التوحد".

ويعتقد بعض الناس أن التوحد وباء؛ لأن المزيد والمزيد من الحالات صارت معروفة الآن. لكن الأمر ببساطة مرده إلى ما يتحقق في الوقت الحالي من تطور وتحسينات ودراسات جديدة في هذا المجال، إذ هي التي سمحت باكتشاف المرضى الذين يعانون من هذا المرض وإحصائهم، وهذا يعني أنه لا يوجد مصابون بالتوحد أكثر ممّا تروّج له دعاية الوباء، وكل ما في الأمر أنه قد تم معاينتهم وعدّهم ومعالجتهم أكثر من ذي قبل.

خرافة تجاذب الأضداد

وحسب المجلة، كم مرة سمعت أو قيل لك، إن "الأضداد تتفاعل وتتجاذب" عند حديثك عن العلاقة بين زوج وزوجته؟

وتجعلنا الروايات والأفلام والخيال الجماعي نعتقد أن الأمر كذلك. وأكثر من ذلك يقال عليك أن تكون مختلفا لتعيش في سعادة دائمة. ومع ذلك فإن الحياة الحقيقية ليست حكاية خرافية؛ فالأمور مختلفة تماما.

وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تتشابه شخصياتهم هم أكثر عرضة للوقوع في الحب من غيرهم. والشيء نفسه ينطبق أيضا على الصداقة.

خرافة جهاز كشف الكذب

وهناك خرافة أخرى حول علم النفس لها علاقة كبيرة بالسينما (أي الخيال)، وغالبًا ما تستخدم إجراءات الشرطة جهاز كشف الكذب، ويتم توصيل الشخص بسلسلة من الأسلاك لتحديد إن كان يقول الحقيقة، بناء على معدل ضربات قلبه. وعلى الرغم من بعض المعتقدات، فإن هذه الآلة ليست موثوقة وفعالة بنسبة 100%.

ولا يمكن أن يكون كشف بهذه الدقة من خلال الاعتماد على العلامات الفسيولوجية، خاصة إذا تعلق الأمر بشخص مدرب على الكذب، أو معتاد على عدم قول الحقيقة.

كما لا يمكن أن تكون مستويات الاكتشاف العادية شمولية؛ وهذا يعني أن سلوك الجلد، وإيقاع التنفس، ومعدل ضربات القلب، وتعرّق اليدين ليست هي نفسها عند الجميع، سواء كانوا كاذبين أو صادقين، ناهيك عن الأشخاص الذين لديهم القدرة الفائقة على خداع جهاز كشف الكذب المزعوم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com