بنكيران يهاجم تجريم زواج القاصرات في المغرب

هاجم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، المطالبين بتجريم تزويج القاصرات في المغرب، وتأكيده أن هذا المقترح "سيفاقم" العنوسة في البلاد؛ ما أثار جدلا واسعا في الوسط المغربي.

واستغل بنكيران، المهرجان الوطني الذي نظمه حزبه، يوم الأحد في الدار البيضاء حول إصلاح مدونة الأسرة، لانتقاد الداعمين لإصلاح هذا القانون الذي يهم الأسرة المغربية، قائلا: إن تجريم تزويج الفتيات الأقل من 18 سنة، سيفاقم العنوسة، وسيرفع من منسوب العلاقات الزوجية خارج إطار الزواج.

ودعا بنكيران مواجهة أي بنود "تخالف" المرجعية الإسلامية بـ"مسيرة شعبية مليونية"؛ وذلك ردا على مقترحات تقدم بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تشمل دعوة لمنع تزويج القاصرات وإلغاء تجريم الإجهاض وإصلاح منظومة الإرث.

واعتبر أن الجهات التي تدافع عن مثل هذه المقترحات وترغب في وضعها داخل مدونة الأسرة، تحاول فقط "هدم القيم الأخلاقية للمغاربة، والقضاء على مؤسسة الزواج، وترغب في ترسيخ معالم الغرب بالمجتمع المغربي".

صراع جديد

وأعادت تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إحياء "الصراع" بين التيار ذي المرجعية الإسلامية في المغرب وبين الخط الحداثي، حول قضايا المرأة والأسرة، على خلفية طرح قانون الأسرة المغربي للنقاش العام من أجل تعديله.

وبدعوة من العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أطلقت في سبتمبر الماضي مشاورات واسعة لإصلاح مدونة الأسرة، من أجل تجاوز "الاختلالات والسلبيات، التي أبانت عنها التجربة، ومراجعة بعض البنود التي تم الانحراف بها عن أهدافها".

وأكد عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مصطفى المريزيق، أن ما صرح به الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يعد "تهجما على مؤسسة وطنية محترمة داخل المغرب وفي المنتديات والمؤسسات والمنظمات الدولية".

وأضاف المريزيق، في رده على بنكيران، أن الأخير "هو الذي يهاجم المرجعية الإسلامية القائمة على احترام الاجتهاد والخلق والإبداع والابتكار، والتجديد الديني، والبحث عن القيم التي تصون كرامة المواطنات والمواطنين في حضن العيش المشترك لضمان الأمن والأمان والاستقرار".

وشدد عضو المجلس، أن "مشروع المذكرة التي تقدم بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، هي موجهة لكل المواطنات والمواطنين، ولا يمكن نعتها بعدم الانضباط إلى المرجعية الإسلامية".