تصاعد خطاب الكراهية ضد العرب في أوروبا بعد التضخم وأزمات الطاقة

تصاعد خطاب الكراهية ضد العرب في أوروبا بعد التضخم وأزمات الطاقة

يشتكي بعض اللاجئين العرب من التذمر والعنصرية التي يتعرضون لها في المدن الأوروبية

لم يستغرب العرب في أوروبا من تصاعد خطاب الكراهية ضدهم بعد الظروف الاقتصادية في بلدان القارة العجوز، إذا كان اللاجئون الأوكران نفسهم لاحظوا اختفاء تلك الاستجابة العاطفية القوية للأوروبيين تجاه نزوحهم بعد أزمات الطاقة والتضخم.

واشتكى بعض اللاجئين العرب مؤخرا من بعض التذمر والعنصرية التي يتعرضون لها في المدن الأوروبية، ولاحظوا ارتفاع وتيرتها في الأشهر الأخيرة، هي وما في باطنها من تحميلهم مسؤولية ما يجري بسبب تحمل دول القارة أعباءهم.

وتحمل في بعض الأحيان تلك الحوادث شكل غضب مكبوت ينعكس في التعامل أو بعض التذمر، وأحيانا تخرج من فم صاحبها بعبارات تعكس الاعتقاد الأوروبي بأن عبء اللاجئين أحد الأسباب الذي أوصل بلدان القارة إلى هذا الحد من الركود والتضخم.

لم نسلب أموالهم

وقال بهجت العربي (51 عاما) وهو فلسطيني يعيش في برلين: "لم تغب الاحتجاجات المناهضة للجوء واللاجئين عن المظاهرات التي خرجت في ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى، وكانت دائما تُدرج مع مطالب رفع الأجور وتحسين واقع الطاقة".

وأضاف العربي، الذي يعمل سائق حافلة في برلين: "الوضع الاقتصادي الصعب أخرج ما في جوف اللاجئين من كراهية وبغض تجاه اللاجئين، فمنذ السنوات الأولى لقدومنا إلى أوروبا، وهم دوما يرددون عبارات تتحدث عن أننا نسلب أموالهم ونعتاش على خيرات بلادهم".

شعر بهجت ببعض التمييز في المعاملة بعد اشتداد ظرف القارة الاقتصادي، حيث كان بعض الأوروبيين يبدون تعاطفهم معه ويسألونه عن بلده فلسطين وأهله في غزة دوما، أما اليوم فالوضع تغير.

وهنا قال: "في بنوك الطعام ومراكز التوظيف والأسواق دائما الأولوية للأوروبي وهذا حقهم، هذه بلادهم، لكن أن يصل الأمر إلى الشكوى والتذمر عند رؤيتنا فهذا المعيب، وهذا ما يتنافى مع شعاراتهم التي دوما يتحدثون بها على الإعلام".

الوضع الاقتصادي الصعب أخرج ما في جوف اللاجئين من كراهية وبغض تجاه اللاجئين، فمنذ السنوات الأولى لقدومنا إلى أوروبا، وهم دوما يرددون عبارات تتحدث عن أننا نسلب أموالهم ونعتاش على خيرات بلادهم
بهجت العربي، لاجئ فلسطيني في برلين
أخبار ذات صلة
"أينما وجد العرب حل الخراب".. عرب أوروبا يكرهون تاريخهم

بركان الغضب يثور وحممه تجرف اللاجئين

بحسب استطلاع لمؤسسة "YouGov"، فإن نسب الامتعاض الشعبي من الأوضاع الاقتصادية ترتفع بشكل متسارع في عدد من الدول الأوروبية.

وحلت بولندا في رأس التصنيف كأكثر البلاد تهديدا باندلاع اضطرابات اجتماعية، تلتها فرنسا في المرتبة الثانية بين دول الاتحاد، حيث يبدي 69% استعدادهم للتظاهر و65% للإضراب، ثم ألمانيا ثالثا بـ64% للتظاهر و44% للإضراب.

وقال مزين بو تغريب (41 عاما) وهو مغربي مقيم في فرنسا لـ"إرم نيوز": "إضافة لتأخر الإجراءات بشكل كبير وجعل إجراءات قبول اللاجئين أكثر صعوبة، تغير التعامل بعض الشيء في فرنسا، ومن كان يبتسم في وجه اللاجئ أصبح يمتعض ومن كان يهاجمه أصبح أكثر شراسة".

وأضاف بو تغريب وهو يتلقى التدريب المهني على حرفة الدهان: "لا نملك أي حق لتقديم الشكوى ضد أي من ممارسات العنصرية التي نتعرض لها، فهي غالبا ما تكون غير مباشرة، وفي بعض الأحيان نقدم لهم الأعذار، فبلادهم على صفيح ساخن جراء التضخم، لكن تحميل اللاجئين المسؤولية هو أمر غير مبرر وغير مقبول".

تغير التعامل بعض الشيء في فرنسا، ومَن كان يبتسم في وجه اللاجئ أصبح يمتعض ومَن كان يهاجمه أصبح أكثر شراسة
مزين بو تغريب، لاجئ مغربي في فرنسا
أخبار ذات صلة
آلاف الطلاب العرب عالقون في أوكرانيا وصعوبات تعترض إعادتهم إلى بلدانهم

المعاملة الجديدة طالت الأوكران أيضا

يروي بو تغريب قصة حصلت مع لاجئ أوكراني أمامه الأسبوع الماضي، عندما كان يريد استعمال الحمام العام والذي يفرض أجرا على من يريد استخدامه قدره 1 يورو، لكن الأوكران قامت الحكومة بإعفائهم منها.

وهنا قال: "تفاجأ الأوكراني بأن الموظفة تريده أن يدفع 1 يورو جراء استخدام الحمام، وعندما أشار لها نحو العبارة التي كتبت على الباب والتي تتضمن إعفاء الأوكران من الأجر، قالت له بإنه أصبح على الجميع أن يدفع".

وبحسب دراسة أجراها مركز سياسات الهجرة في المفوضية الأوروبية، تبين أن الأوروبيين يطالبون الحكومات بإظهار خطتهم لإدارة النزوح الجماعي وإلا فقد تتغير المواقف تجاه اللجوء الأوكراني.

كما حثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدول الأوروبية على استمرار تقديم الدعم وضمان حصول اللاجئين جميعهم على اختلاف أنواعهم على المساعدة الكافية والاندماج الاجتماعي والاقتصادي.

منذ أن أتيت إلى هولندا وقبلها كنت أسمع من أصدقائي أن الناس هنا نوعان، البعض يرحب والآخر يكره اللاجئين، لكن في الأشهر الأخيرة أصبحنا نشعر بتصاعد لهجة الكراهية ضدنا
أدهم برصا، لاجئ سوري في هولندا

تأخير إجراءات اللجوء.. مطلب شعبي

وقال أدهم برصا (30 عاما) وهو لاجئ سوري في هولندا: "منذ أن أتيت إلى هولندا وقبلها كنت أسمع من أصدقائي أن الناس هنا نوعان، البعض يرحب والآخر يكره اللاجئين، لكن في الأشهر الأخيرة أصبحنا نشعر بتصاعد لهجة الكراهية ضدنا".

وأضاف برصا المقيم في مخيم تير آبل في هولندا منتظرا إجراءات إقامته: "الإجراءات أصبح تتأخر كثيرا، وتتجاوز السنتين في بعض الأحيان، ولا يخفى على أحد أن هذا التأخيرة هو نتيجة العبء الكبير الذي لم تعد تستطيع هولندا احتماله".

يؤكد أدهم أن البلديات أصبحت تتأخر في فتح مخيمات جديدة للاجئين القادمين إلى البلاد بسبب الغضب الشعبي الذي ازداد بعد التضخم وأزمة الطاقة.

وهنا قال: "تحت الضغط الشعبي والمظاهرات، تتأخر البلديات في فتح المخيمات، وفي بعض الأحيان تفتح مخيما بطاقة صغيرة جدا، وهذا ما جعل الإجراءات تتأخر بشكل كبير".

وتابع الشاب: "الخدمات في المخيمات أصبحت سيئة جدا، نتيجة الظروف الاقتصادية، والمعاملة تغيرت كثيرا من قبل القائمين على الكامبات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com