الطب البديل..المريض والمعالِج في حالة وئام
الطب البديل..المريض والمعالِج في حالة وئامالطب البديل..المريض والمعالِج في حالة وئام

الطب البديل..المريض والمعالِج في حالة وئام

يأتي الطب البديل من أعماق العصور، ومن البلدان القصية. لقد ظلت طرقه دوما معروفة لأولئك الذين واصلوا ممارستها، على الرغم من أنها كثيراً ما فقدت مصداقيتها وحظوتها منذ أن بدأت العلوم الطبية المعتدة كثيرا بنفسها، تدين كل ما لا يمر تحت مراقبتها.

مع أن "الوصفات الطبية التقريبية" و"المشعوذين عديمي الذمة"، هو أمر تطلب فرض  الصرامة والحماية ضدهم.

ظهور طب غير تقليدي

منذ ثمانينات القرن الماضي خرجت مجالات الطب غير التقليدية من دائرة الملقَّنين (المطلعين) لتصل إلى جمهور أوسع أكثر فأكثر.

أخطاء طبية

قد يرجع أحد أسباب هذه الظاهرة إلى ظهور العديد من الأخطاء الطبية، واكتشاف أضرار العديد من العلاجات واللقاحات، وكذلك إلى ملاحظة أنه في العلوم الطبية السارية، يكتشف الأطباء الأعضاء والأمراض، ولكن نادراً ما يكتشفون الأشخاص المرضى أنفسهم.

لوبيات

ولا بد من ملاحظة أيضا فضيحة جماعات الضغط الصيدلانية، التي تحظر العلاجات البسيطة والفعالة؛ لأن هذا النوع من العلاجات، من الناحية الاقتصادية، متاح بسهولة، وبالتالي لا يمنح ربحًا ولا يأتي بالإعانات المخصصة للبحث.

الانفتاح

الانفتاح على العالم، من خلال وسائل الإعلام، ساهم في التعريف بأنه في بلدان أخرى، هناك تقنيات مختلفة أثبتت فعاليتها.

فهذه التقنيات التي يتم استبعادها في البداية لدوافع وأغراض طائفية نفعية، ما لبثت أن فرضت نفسها في الواقع، لدرجة أن بعض التقنيات فرضت نفسها إلى الحد الذي جعل بعضَها يدرَّس ويطور، بعد أن تم الاعتراف بها، وبعد أن صارت مدرجة ومدمجة في بعض التكوينات الطبية، مع الكثير من التحفظات.

تخصصات جديدة

وتشكل بعض هذه التقنيات تخصصات يمكن أن تفتح المجال لممارسة وظيفية بدوام كامل (التحليلات والأبحاث البيولوجية، والتقنيات اليدوية لتلقي العلاج، أو الاسترخاء، وتقنيات العلاج النفسي ...).

وهناك تقنيات أخرى مساعِدة، مخصصة لإثراء مهارات إضافية (علم القزحية، مورفو-سيكولوجية، العلاج بالألوان ...).

في مختلف المهن التي تشكل الأدوية البديلة، تشمل بعضها، كالعلاج الطبيعي، نهجا شاملا للمشاكل الصحية.

فالاتجاه العام لجميع المناهج المسماة بـ"الطب اللين"، "البديل"، أو "الطبيعي" انها لا تعزل أعراض المرض لمنحه إجابة مباشرة، ولكنها تنظر إلى الكائن برمته، وإلى تعقيدات الشخص، في تاريخه، ووراثته، وعاداته، وفي طريقة تواجده مع نفسه، ومع العالم والآخرين.

وفي هذا الاتجاه يفترض أن يكون المريض والمعالج في حالة من الوئام المتبادل.

طب يحترم قوانين الحياة

ولما لم يعد الأطباء في الكليات الأكثر انفتاحا، يُخفون حيرتهم أمام تفاعل البعد النفسي والعضوي، وأصبح فيه الإفراط غير المسؤول للمعالجة بالمضادات الحيوية يترك الهيئة الطبية قلقة وبلا حيلة أحيانا.

ولما اتضح عبر مختلف "مصالح الأعمال" أن العلماء قد وقعوا ضحايا لـ "معرفةٍ علمية" استحالت  "سلطة، تعتقد أنه يمكن تحقيق الشفاء عن طريق الحد من "أعراض"، ترك المجال مفتوحا لطبٍ أفضل احتراما لقوانين الحياة، على نحو ما كان يمارسه مؤسسوها القدماء.

فهذا الطب لا ينتظر سوى إثبات فاعليته.

سذاجة المرضى

وعلاوة على ذلك، فإن العديد من المرضى، كثيرا ما يعولون بسذاجة، على السلطة المطلقة للهيئة الطببية، فيستشيرون الأطباء في أدنى مشكلة صغيرة، ويعتقدون أن الوصفة الطبية التي كثيرا ما تكون دسمة سوف تعفيهم من التكفل الذاتي بصحتهم!

تأكد فاعلية التطبيب الذاتي

لكن الاتجاه نحو التطبيب الذاتي يتأكد مع ذلك، ولكن من دون أن يكون استشاريو الصحة مصادقاً عليهم رسيماً، وذلك من أجل التخفيف عن المرضى الذين يمكن علاجهم على نحو فعال بشكل مختلف.

حدود ونرجسية 

صار الأطباء يدركون أكثر فأكثر أنهم بسطاء، ويعترفون بحدود ما يتحكمون فيه من طرق العلاج.

فيما آخرون يستمرون في الاختباء وراء الأهمية النرجسية لمصطلحات لا تزيد بتناقضاتها، سوى تفاقم ضيق المريض وكآبته.

هناك مجال للاختيار، وللحصول على إجابات أخرى، يجب اليوم أن تُحمل هذه الخيارات على محمل الجد، وأن تُدرس، وأن يُعترف بها.

طريق بين المتاهات

إضفاء الطابع الرسمي لهذه العلاجات هو وحده الكفيل بأن يُمكّن الجميع من أن يجدوا طريقهم الواضح ما بين متاهات الإعلانات التجارية التي تشوش عقول المرضى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com