خدعة بالعين تساعدك على استرجاع الذكريات
اكتشف باحثون طريقة جديدة قد تساعد على تذكر الصور التي شاهدتها في الماضي بشكل أفضل، وذلك من خلال بعض حركات العين التي تساعد الأفراد على استرجاع الذكريات بوضوح بسبب آثارها على الدماغ.
وتُظهر الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، العلاقة بين حركات العين واسترجاع الذاكرة.
وقال الباحثون إنه عندما يحاول الناس تذكر أشياء معينة، فإنهم يحركون أعينهم إلى اتجاهات مماثلة للطريقة التي رأوها بها من قبل.
برادلي بوتشبام، كبير العلماء في مركز باكرست للأبحاث أوضح أنه "عندما نرى صورة أو وجها أو أي شيء آخر رأيناه بالفعل، تميل أعيننا إلى النظر لنفس المواقع الذي شاهدناه في المرة الأولى، ويقارن الدماغ الخصائص المهمة لما نراه بالصورة الذهنية في ذاكرتنا، ويحدد الاثنان نفس الصورة".
وطلب باحثون من مشاركين في الدراسة حفظ 30 صورة جديدة على الشاشة، ثم نظروا إلى سلسلة أخرى، شملت الصور المعروضة سابقا وصورا جديدة ولكن مماثلة لها. كما طلبوا من المشاركين فيما بعد أن يتذكروا الصور التي رأوها أثناء النظر إلى الشاشة فارغة.
لاحظ الباحثون بعد ذلك حركاتهم بالعين، ووجدوا أن الأشخاص الذين قاموا بحركات عين مشابهة للطريقة التي رأوا بها الصورة في البداية، كانت قدرتهم دقيقة للغاية في تحديد الصور التي سبق لهم مشاهدتها.
وقدم الباحثون نسخا غير كاملة أو "مشوّهة" من الصور لاختبار النتائج الأولية، والمثير للدهشة أنه حتى بعد النظر إلى الصور التي تدهورت بنسبة 80%، فقد تمكّن المشاركون من تذكر ما رأوه باستخدام حركات العين نفسها، وكان ما فعله المشاركون ظاهرة تسمى "إكمال النمط".
الباحثة جوردانا وين أوضحت أنه إذا رأينا شخصا بعيدا، أو إذا كان جزء من وجهه مخفيا، فسوف يقارن الدماغ الميزات المرئية للصورة الذهنية لتحديد ما إذا كنا نعرف ذلك الشخص.
وقال الباحثون إن دراستهم قد تساعد قريبا في تحسين طريقة تقييم الذاكرة، مضيفين أن الاختبارات التقليدية لتشخيص ضعف الذاكرة، مثل الخرف، تستخدم الطرق اللفظية على نطاق واسع.
وذكر بوتشباوم أن تتبع العين من شأنه أن يلغي الحاجة إلى مطالبة المرضى بالتذكر، مشيرا إلى أن الطريقة الجديدة تتضمن مراقبة حركات العين فقط للحصول على مزيد من المعلومات حول ذاكرتهم.
ويخطط الفريق إلى مواصلة الدراسة لفهم كيفية مساعدة حركات العين بشكل مباشر في استرجاع الذاكرة.
