سوريا.. أقدم القلاع التاريخية تعاود استقبال الزوار (صور)

عادت قلعة حلب التي تعد من أقدم وأكبر القلاع التاريخية في العالم لاستقبال الزوار من السياح العرب والأجانب، بعد عام من الإغلاق بسبب الأضرار التي لحقت بها إثر الزلزال المدمر الذي ضرب شمال سوريا في فبراير 2023.

وقالت وزارة الثقافة السورية في بيان، إن المرحلتين: الأولى والثانية من أعمال الترميم انتهتا، وأصبح بإمكان الزوار الدخول إلى القلعة بشكل آمن.

وأوضح مدير الآثار والمتاحف بحلب، الدكتور صخر علبي لـ"إرم نيوز"، إلى أن الأضرار التي طالت القلعة تركزت في المدخل الرئيس حيث البرج والجسر الموصل للقلعة، إضافة لتشققات داخلية بسيطة ومتوسطة، اضطرتنا لإغلاق هذا الصرح ريثما ينتهي الترميم، حفاظاً على السلامة العامة".

افتتاح القلعة

ويتوقع أن يؤدي افتتاح القلعة بعد فترة الإغلاق الطويلة، إلى تنشيط السياحة في حلب، نظراً لشهرتها الواسعة وإطلالتها المميزة على المدينة من أعلى التلة كأنها تتربع على العرش. ويضيف الدكتور علبي: "زيارة السياح للقلعة تعد محورية عند القدوم إلى حلب، إلى درجة أن بعضهم أجّل رحلته بانتظار انتهاء أعمال الترميم وإعادة افتتاح القلعة".

وخلال سنوات الحرب، تعرضت القلعة لبعض الأضرار لكنها نجت من الدمار لتعاود نشاطها بعد عام 2016 عندما سيطرت القوات الحكومية على المدينة، حيث بدأت المنطقة تشهد انتعاشاً سياحياً متدرجاً حقق مراحل متقدمة خلال العامين الماضيين.

وتقول وزارة السياحة في بياناتها إن عدد القادمين العرب والأجانب إلى سوريا بلغ ما يقارب 1.8 مليون في عام 2022، بنسبة نمو تصل إلى 141% مقارنة بعام 2021، وقد شكلت حلب وجهة السياح الرئيسة، نظراً لكثرة معالمها الشهيرة وفي مقدمتها القلعة.

قيمة تاريخية كبيرة

وتعتبر قلعة حلب، من أقدم وأكبر القلاع التاريخية في العالم، وتتركز على تلة طبيعية مرتفعة في قلب المدينة القديمة تمكنها من الإشراف على المناطق المحيطة. ويقول الدكتور علبي: "يعود تاريخ القلعة إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد تتالت عليها عصور حضارية متعددة وصولاً إلى الفترة الأيوبية".

وتؤكد معالم القلعة تاريخها الموغل في القدم، ففيها معبد لإله المطر والرعد "حدد"، كما ورد ذكرها في النصوص المسمارية المكتشفة بمدينة إيبلا وماري التاريخية. وقد سيطر عليها الآشوريون والبابليون قبل أن يحتلها الفرس بين 539- 333 قبل الميلاد.

ويضيف الدكتور علبي: "مرت على القلعة حضارات وعصور كثيرة، منها السلوقيون والرومان والبيزنطيون، كما وصلتها الفتوحات الإسلامية وما تعاقب بعدها من دول وصولاً إلى الانتداب الفرنسي ومن ثم الاستقلال".

ومن معالم القلعة الجسر المقنطر العابر للخندق، وبرج البوابة الأيوبية وقاعة العرش المملوكية والبئر الهلنستي والممرات تحت الأرض، والقصر الأيوبي والحمام. وحديثاً، شُيد على سطح القلعة عام 1980، مدرج يستوعب 3000 متفرج، فصارت تستقبل الحفلات الموسيقية والغنائية ومجمل الفعاليات الثقافية.

وتعتبر قلعة حلب من الرموز التي يعتز بها أهالي المنطقة والسوريون بشكل عام، فهي شعار لجامعة حلب يتصدر واجهتها الرئيسة، كما تعتمده المحافظة كرمز لها، إضافة إلى طباعة صورتها على العديد من القطع النقدية السورية.