نقابة الممرضين بلبنان: إسرائيل تستهدف في حربها المستشفيات والأطباء والممرضين والمسعفين
تبع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وخلّف عشرات الآلاف من الضحايا في البلدين، هزات ارتدادية كثيرة، أو زلازل لاحقة أدخلت الرعب في النفوس، في الوقت الذي تسري فيه مخاوف جدية حالياً بين السوريين من حدوث موجة مدّ تسونامي في المناطق الساحلية المتضررة أصلاً من الزلزال الكارثي الذي لم يرحم البشر ولا الحجر.
وترك موضوع تسونامي الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات، حيث تبرز الحاجة فعلياً وبشكل علمي "بعيداً عن أحاديث الشارع اليومية" إلى معرفة ما هي التسونامي، وما حقيقة حدوثها في سوريا؟ وما علاقة التسونامي بالزلزال؟ وما شروط حدوث التسونامي؟ وماذا لو حدثت تسونامي؟ إلى ماذا ستؤدي؟ وكيف نتجنبها؟ ولاسيما مع ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط مؤخراً.
ويقدم الدكتور رائد أحمد، مدير المركز الوطني السوري للزلازل، لـ"إرم نيوز"، إجابات عن كافة تلك التساؤلات، مؤكداً أن المركز يراقب بشكل حثيث مستوى سطح البحر قبالة السواحل السورية لمعرفة خطورة الوضع.
التسونامي هي أمواج المد البحرية الناجمة عن حدوث زلزال ما في عرض البحر أو المحيطات، وقد تؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى عدة سنتيمترات وتمتد إلى عشرات الأمتار.
اصطلاحاً، التسونامي يجب أن تحدث بوقوع الزلزال، ولا يمكن تسميتها "تسونامي"، في حالة عدم ارتباطها بحدوث الزلزال بطبيعة الحال.
-يجب أن يحدث الزلزال في قاع البحر أو قاع المحيط.
-يجب أن يكون قدر الزلزال أكبر من 6 درجات.
-يجب أن يحدث على فالق عكسي (كسر أو تشقق يقع في صخور القشرة الأرضية) يمكنه تحريك قاع البحر أو المحيط باتجاه شاقولي للأعلى والأسفل، وبالتالي يمكنه توليد موجة انضغاطية مائية إذا ما توفر حجم أو كتلة كافية من المياه.
-لا تُحدث الزلازل التي تقع على الفوالق ذات الإزاحة الجانبية موجة مد تسونامي.
هناك احتمال ضعيف جداً لحدوث تسونامي أمام السواحل السورية، لأن كافة الفوالق هي إزاحة جانبية.
وعملياً هناك احتمالية لحدوث التسونامي على القوس القبرصي (من المناطق النشطة زلزالياً)، لأنه قوس انضغاطي وعكسي يمكنه من توليد موجة تسونامي إما باتجاه السواحل السورية أو السواحل الغربية والجنوبية، ولكن هذه التسونامي لن تكون كما حدثت في سومطرة بإندونيسيا 2004 (200 ألف قتيل)، أو اليابان 2011 (18 ألف قتيل)، مع أضرار مادية باهظة في البلدين.
وعليه، موجة تسونامي، وإن حدثت، ستكون بعدة سنتيمترات وبضع أمتار فقط، وستكون ناجمة عن حدوث زلازل كبيرة بالقرب من جزيرة كريت اليونانية، على القوس القبرصي الداخلي، والقوس القبرصي القريب، علماً أنه (القريب) لا يمكنه توليد تلك الموجة الكبيرة.
كما أن كافة الزلازل التي حدثت في الآونة الأخيرة كانت في البرّ وعلى فوالق إزاحة جانبية، أي أنها لا تؤدي إلى حدوث موجة تسونامي، ولكنها قد تحدث خللاً مؤقتاً في سطح المياه، إلى أن يسود توازن من جديد.
عند حدوث التسونامي، ستكون لدينا فرصة من الزمن، وخاصة عندما تحدث في عرض البحر وبعيدة عن السواحل، أي لدينا فترة قريبة تُقدر على الأرجح بنصف ساعة إلى عدة ساعات، لذلك يمكن الإنذار المبكر عنها وإخلاء المدن الساحلية.
كما أن مراقبة سطح المياه سواء بالأقمار الصناعية أو بمحطات ثابتة في البحر تتيح لنا معرفة المدى الذي ستبلغه موجة مد تسونامي ومراقبة أي ارتفاع مفاجئ لأمواج البحر وارتباطها بحدوث زلزال كبير. ونحن، حالياً، نراقب مستوى سطح البحر قبالة السواحل السورية.