من مدينة مراكش
من مدينة مراكش Henryk Sadura

مدينة "سبعة رجال".. مراكش عاصمة البهجة في المغرب (صور)

تعتبر مراكش، ذات السحر الأخاذ، قبلة مشاهير الفن والسياسة والرياضة، فكل شيء في هذه المدينة الواقعة جنوبي المغرب، عند سفوح جبال الأطلس، يدل على عراقتها وتاريخها الطويل.

ولا يملك الزائر لهذه المدينة التي تستقطب السياح من كل بقاع الأرض، إلا أن يقف مشدودًا بكل جوارحه أمام مآثرها التاريخية المشيدة بإتقان منذ قرون طويلة، فلا يشعر إلا وتقوده خطوات رجليه صوب أبرز معالمها من قبيل: ساحة "جامع الفنا" و"مسجد الكتبية" و"قصر الباهية" و"قصر البديع" و"حدائق المنارة" وغيرها.

حدائق المنارة
حدائق المنارةمتداولة

وما يضفي على مراكش لمسة خاصة، حس الفكاهة والمرح الذي يشتهر به أهل المدينة دون غيرهم من المغاربة، لهذا تُلقب بـ "عاصمة البهجة".

كما تُعرف مراكش بلقب مدينة "سبعة رجال"، إذ تقول الروايات التاريخية، إن "سبعة رجال" هم سبعة من الفقهاء والقضاة والمتصوفين، دفنوا بمدينة مراكش في أزمنة متباينة، فأول الرجال ينتمي للعصر المرابطي، وآخرهم ينتمي لبداية العصر السعدي، كما أن لكل واحد ميزاته الفكرية.

هؤلاء الرجال السبعة؛ الذين اقترنوا باسم مراكش، هم: القاضي عياض، وأبو القاسم عبد الرحمن السهيلي، ويوسف بن علي الصنهاجي، وأبو العباس السبتي، ومحمد بن سليمان الجزولي، وعبد العزيز بن عبد الحق التباع، وعبد الله بن عجال الغزواني.

وتبرز مصادر تاريخية أن القواسم المشتركة التي تجمع بين رجالات مراكش السبعة، تتمثل في زهدهم بالدنيا وسعيهم لأعمال الخير، ونشرهم للعلم.

أخبار ذات صلة
قسنطينة.. مدينة "الجسور المعلقة" وعروس الشمال الجزائري (فيديو إرم)

عمق تاريخي

تورد مصادر تاريخية أن مراكش من المدن الإسلامية القليلة أصلية التأسيس؛ حيث لم تؤسس كمثيلاتها على أنقاض مدن رومانية أو فينيقية أو غيرها.

وتأسست مراكش عام 1062م على يد السلطان المرابطي يوسف ابن تاشفين، أول حاكم من سلالة المرابطين.

كانت المدينة عبارة عن معسكر بسيط للقوافل، وأصبحت مركزًا ثقافيًا وتجاريًا ودينيًا مهمًا في جميع أنحاء المغرب والأندلس وأفريقيا.

أسوار مراكش
أسوار مراكشمتداولة

بعد ذلك، سقطت مراكش في يد الدولة الموحدية التي حكمت شمال أفريقيا والأندلس بين عامي1121م و1269م، وقد أسسها محمد بن تومرت المصمودي.

وبلغت الدولة أوجها في عهد أبي يعقوب يوسف ابن عبد المؤمن بن علي الكومي (1163م - 1184م)، ثم أبي يوسف يعقوب المنصور (1184م - 1199م)، الذي عمل على النهوض بالدولة الموحدية والأندلس علميًا وثقافيًا.

وقال الكاتب مشتاق كاظم المياح في كتابه "مراكش خلال عصر الموحدين"، وهو عبارة عن دراسة للحياة الاجتماعية والاقتصادية بمراكش خلال فترات ازدهارها، إن "مراكش تحتل مكانة متميزة في تاريخ العرب والمسلمين، لأنها كانت عاصمة لدولتين متراميتي الأطراف، هما دولة المرابطين، ومن بعدها دولة الموحّدين، اللتان أبلتا بلاءً حسنًا في رفع راية الإسلام، وتحملتا عبء الدفاع عن ممتلكات المسلمين".

أسواق مراكش القديمة
أسواق مراكش القديمةمتداولة

بعد عقود من الازدهار، سقطت مراكش في يد المرينيين، ثم السعديين، لتنتهي إلى حكم العلويين منذ نهاية القرن السابع عشر وإلى يومنا هذا.

ونُحت اسم المدينة من الأصل الأمازيغي "أمركوش"، إذ يتكون اسمها من مقطعين، هما "أمر" بمعنى الحماية أو الحمى أو الحرم، أي مكان محاط بهالة من التقديس، و"أكوش" بمعنى الرب عند الأمازيغ الأقدمين، ليصبح المعنى الكامل هو "حمى الله"، أو المكان الذي تُرعى فيه عهود الله.

ووردت مراكش أيضًا في التراث التاريخي والعلمي والأدبي بعدة أسامي؛ منها "الحمراء" نسبة إلى ألوان مبانيها ومعالمها التاريخية، كما أنها حمراء التربة والأسوار.

معالم سياحية بعبق التاريخ

تزخر مراكش بمعالم أثرية متنوعة تأسر الألباب، فأجواء فنادقها التاريخية تستحضر حكايات ألف ليلة وليلة، كما أن مطبخ "المدينة الحمراء" مميز جدًا، ولا تجد مثله في باقي المدن.

ولهذه المدينة الضاربة في التاريخ أسوار يقدر طولها بنحو 9 كيلومترات، ولها أبواب عديدة، أبرزها "باب دكالة".

فندق المأمونية
فندق المأمونيةمتداولة

وتستهوي المدينة الحمراء مشاهير العالم في الفن والسياسة والرياضة، لقضاء العطل والأعياد والمناسبات، كما تمتاز بفنادقها الفخمة من قبيل "المأمونية"، الذي تجاوز صدى شهرته حدود المغرب.

واستقبل هذا الفضاء السياحي منذ إنشائه عام 1925 عددًا كبيرًا من المشاهير العالميين، ووصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرشل، هذا الفندق بـ"أحد أجمل الأماكن في العالم".

وفي مراكش عدة أسواق ومدارس أغلبها أسس في زمن الموحدين، كما تحتضن أزقتها التاريخية "رياضات" (منازل عتيقة)، بالإضافة إلى منتجعات ساحرة وملاهٍ ليلية.

ساحة جامع القنا
ساحة جامع القنامتداولة

ومن معالم المدينة الشهيرة ساحة "جامع الفنا" التي يحج إليها الزوار من داخل المغرب وخارجه، واعتبرتها منظمة  اليونسكو عام 1997 تراثًا شفويًا إنسانيًا، بالإضافة إلى حديقة "ماجوريل" التي احتفت مؤسستها قبل أسابيع بالذكرى المئوية لتشييدها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com