جسر باب القنطرة في قسنطينة
جسر باب القنطرة في قسنطينةWikimedia Commons

قسنطينة.. مدينة "الجسور المعلقة" وعروس الشمال الجزائري (فيديو إرم)

بين مدينة "الصخر العتيق"، و"الجسور المعلقة" تتنوع تسمية قسنطينة الواقعة في شمال شرق الجزائر، لكن الثابت هو حضارتها التاريخية الضاربة في الجذور ومؤهلاتها السياحية، فقد كان للروائية أحلام مستغانمي الفضل الكبير في التعريف بها.

تتميّز قسنطينة، التي توصف بـ"عروس الشمال الشرقي للجزائر"، بموقعها الجغرافي، ويناهز عدد سكانها المليون نسمة، حسب أرقام رسمية، وما يميزها كذلك، توفرها على عدة جسور للتنقل بين الضفة والأخرى في المدينة، حيث تضم أكثر من 8 جسور، بعضها دُمّر نتيجة غياب الترميم، وأخرى ما زالت موجودة إلى اليوم، لذا سميت بالجسور المعلقة، فيما يمر وادي الرمال على مدينة قسنطينة القديمة وتعلوه الجسور على ارتفاعات تفوق 200 متر.

تاريخيًا، احتلت مكانة مهمة في تاريخ البحر المتوسط، حيث كان يطلق عليها قديمًا اسم سيرتا عاصمة نوميديا من 300 قبل الميلاد إلى 46 قبل الميلاد، لتصبح تحت سيطرة الرومان بعد ذلك، لكن حصلت على اسمها الحالي منذ عام 313 قبل الميلاد؛ نسبةً إلى الإمبراطور قسطنطين العظيم.

وتتنوع المعالم والآثار في المدينة، منها المقابر التي تعود إلى الحقبة ما قبل الفينيقيين، ومقابر تعود إلى العهد الروماني، ومع إنشاء جسر باب القنطرة زمن الإمبراطور انتونين عند الفتح الإسلامي عاودت كدية العاتي مهدًا لها، لغاية التواجد الفرنسي الذي راح يقسمها إلى قسمين: القسم العلوي انطلاقا من نهج تونس إلى غاية منحدرات سفوح الكدية الغربية كان مخصصًا للأهالي، والجهة السفلية مخصصة للمعمرين.

أخبار ذات صلة
مدينة جبيل اللبنانية.. حكاية بيبلوس وعبق التاريخ (صور)

تطغى على قسنطينة الصبغة الثقافية والدينية منذ زمن، إذ تكرّس هذا المظهر بعد استقرار الإسلام فيها، حيث بناء المساجد، ونذكر منها الجامع الكبير الذي بني في عهد الدولة الزيرية سنة 503هـ، 1136م، وهو الذي شيّد على أنقاض المعبد الروماني الكائن في نهج العربي بن مهيدي حاليًا، وكذلك جامع سوق الغزل الذي أمر ببنائه الباي حسن، ليحوّله الاستعمار الفرنسي إلى كاتدرائية بعد احتلال مدينة قسنطينة مباشرة، وظل كذلك إلى أن عاد إلى أصله بعد الاستقلال.

وتتنوع التقاليد القسنطينية لتلفت الانتباه باللباس التقليدي النسائي المصنوع من المخمل السميك، بلون عنابي، ومزين بخيوط من الذهب، في القندورة أو الجبة، التي تغيّر اسمها لتصبح "جبة الفرغاني" مع بداية القرن العشرين، في إشارة إلى مصمم الأزياء الفرغاني الذي كرّس حياته لتطوير هذا الزي.

أما المطبخ القسنطيني فهو من أثرى الأطعمة في البلاد؛ إذ يزخر بعدة أطباق تتراوح بين المالح والحلو، أبرزها طاجين الحلو بشباح السفرة، وهو طبق مصنوع من الفواكه المجففة يضاف إليه اللوز المطحون والمعجون المشكل، واللحوم، وهو طبق حلو، إضافة إلى "الجاري بالشعيرية" في الصلصة البيضاء، و"الجاري الفريك" الشوربة المصنوعة من المجفف.

فيما تتنوع الحلويات القسنطينية، منها الجوزية والبقلاوة والغريبية وبورك الرنة والبراج ومقرود المقلة، وتتكون الحلوى من فواكه موسمية ومهلبية، مصنوعة من الحليب، وكريمة الأرز، والسكر وماء الورد، إضافة إلى الرفيس القسنطيني، والزلابية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com