من مسرحية "الواد سيد الشغال"
من مسرحية "الواد سيد الشغال"متداولة

لماذا تراجعت الكوميديا في مصر؟

شهدت الكوميديا في مصر تراجعا حادا على مستوى الكم والكيف، سواء في السينما أو المسرح، ما أثار تساؤلات عن الأسباب وراء هذا التراجع.

وتوجهت "إرم نيوز" بهذه الأسئلة إلى عدد من النقّاد والمخرجين، فتنوعت إجاباتهم واختلفت زوايا رؤاهم.

في البداية، يشير الناقد الفني الكبير طارق الشناوي إلى وجود "فراغ" هائل تركه صنّاع الضحك من جيل الكبار مثل عادل إمام، الذي لم يقدم عملا جديدا منذ 12 عاما، كما رحل عن عالمنا العملاق سمير غانم الذي كان قد توقف إلى حد ما عن تقديم الجديد هو الآخر قبل وفاته.

ورغم وجود أجيال متلاحقة، إلا أن نجومها سرعان ما ينطفئون بعد عدة مواسم ناجحة.

ويرى الشناوي أن الأزمة الحقيقية تتمثل حاليا وبشكل أساسي في غياب نجم كبير قادر على أن يسد هذا الفراغ ويصبح أيقونة ورمزا لجيل كامل، كما كان نجيب الريحاني رمزا لمرحلة زمنية، ثم فؤاد المهندس رمز تلاه، وعادل إمام رمز آخر.

ويفسر الشناوي تراجع بريق وتأثير نجوم الضحك إلى أن محمد هنيدي بدا في أفلامه الأخيرة، مثل ""برعي البريمو" و"نبيل الجميل أخصائي تجميل"، وكأنه لا يريد أن يغادر مرحلة عمرية سابقة في حياته، هي مرحلة الشباب، معتمدا على حالة قديمة لا تناسب العصر، كما أن محمد سعد كرر نفسه كثيرا وفشل في أن يغادر  شخصية " اللمبي" بشكل قوي. 

ويكاد يكون الموسم السينمائي الحالي الأسوأ من حيث إيرادات الأفلام الكوميدية، إذ لم تصمد أفلام مثل "كارت شحن" لمحمد ثروت، و"أنا وابن خالتي" لبيومي فؤاد وسيد رجب، طويلا  في دور العرض، بينما لم يحقق الفيلم الأحدث في هذا السياق "عادل مش عادل" لأحمد الفيشاوي الأرقام المنتظرة في شباك التذاكر، وهو ما سبق وتكرر مع "عصابة عظيمة" لإسعاد يونس، فأين يكمن الخلل، في الفنان الكوميدي أم السيناريو؟

أخبار ذات صلة
كيف تحول فيلم "الحريفة" إلى "مفاجأة" السينما المصرية؟

طرحنا السؤال على المخرج والناقد السينمائي د. أحمد عاطف، فأكد أن التجارب الكوميدية تعتمد غالبا في الوقت الراهن على مجرد "الإفيه" وبراعة الكوميديان في تفجير الضحك من خلال قدراته الشخصية بعيدا عن "كوميديا الموقف" أو مفارقات الحبكة الدرامية نفسها، وهي مؤهلات لا تكفي للنجاح على المدى البعيد، وسرعان ما سينصرف عنها الجمهور بعد عدة أعمال محدودة للغاية، وهو ما حدث على سبيل المثال في تجربة الفنان محمد سعد.

 ويلاحظ "عاطف" أنه حدثت قطيعة بين الأجيال الجديدة في صناعة الضحك وبين تراث الكوميديا المصرية العريق الضارب بجذوره في التاريخ، والذي كان يعبّر عن الواقع ويتخذ من النقد الاجتماعي والسخرية اللاذعة وسيلة لطرح رؤية هادفة، كما في شخصية "كشكش بيه" لنجيب الريحاني.

وتبدو الأزمة مكررة في مجال المسرح مع اختلاف التفاصيل، إذ يرى المخرج المسرحي يوسف منير مراد أن الانسياق وراء "الترند" والنكات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جعل كثيرا من صنّاع الإبداع المسرحي يفقدون البوصلة ظنا منهم أن هذا ما سيضمن تفاعل الجمهور.

ويضيف مراد أن اللهاث وراء "السوشيال" قد يمنحك تفاعلا مؤقتا وسريعا، لكن الأمر لن يدوم طويلا.

ويشدد الناقد والأكاديمي د.عبد الكريم الحجراوي على دور مواقع التواصل الاجتماعي في خلق أزمة بصناعة الكوميديا في مصر، ولكن من زاوية أخرى، قائلا: "وفّرت تلك المواقع بما تتضمنه من نكات وكوميكس ومقاطع مصورة أشكالا أخرى من الإنتاج الكوميدي تشبع حاجات الجمهور للضحك، وأصبح الشخص العادي هو صانع ومتلقي المحتوى الفكاهي، ويستطيع التفاعل معه بشكل مباشر دون الانتقال من مكانه".

ويضيف: "اتجه كثير من صنّاع الضحك في مصر إلى ملاحقة السوشيال ميديا، وكان الفشل حليفهم؛ لأن المفترض أن يحدث العكس".

أخبار ذات صلة
وزارة الثقافة لـ "إرم نيوز": تونس تتضامن مع الفلسطينيين عبر السينما

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com