السماع لا يعني الاستماع

السماع لا يعني الاستماع

كل واحد منا يريد أن يُسمَع صوته، وأن يُستمع إليه ويكون مفهومًا، يتمتع كل منا بخصوصية الرغبة في أن يُسمع صوته، ويُستمع إليه ويفهمه.

نشترط من الآخر دائمًا أن يكون لديه قدر كبير من الانفتاح والتفهم، ولكن الإنسان بشكل عام لديه ميل معيّن للتركيز فقط على ما يعرفه بالفعل.

وبالتالي فإننا نميل إلى إخفاء ما ليس جزءًا من مجال معتقداتنا، أو نفضل إعطاء أهمية للمعلومات التي تقوي أفكارنا أو آراءنا الموجودة بالفعل.

هناك فرق بين الاستماع والسمع. السمع هو عملية فيزيائية نتلقى من خلالها الأصوات، بينما الاستماع هو عملية نشطة لا تتضمن فقط تلقي الأصوات ولكن أيضًا فهم معناها

هذا الاتجاه يشترك فيه أكبر عدد من الأشخاص، لأنه بطبيعة الحال لا يمكننا أن ندمج جميع المعلومات التي تأتي إلينا من بيئتنا، وبالتالي فمن خلال التحيزات الانتقائية نفهم الواقع وبنفس الطريقة دائمًا.

نعتقد بالتالي أننا نفهم كل شيء عن الآخر، من خلال مرشحاتنا الذهنية، مما يعني أننا نفسر الواقع بطريقتنا الخاصة، أي الاستماع الانتقائي، فهكذا لا نسمع في الغالب إلا ما نريده/ يمكننا سماعه.

وهذه خصوصية تقودنا بعد ذلك إلى التواصل بصعوبة من خلال التلميحات أو سوء الفهم، أو سوء النوايا أو الإحباط أو حتى النزاعات، وهذا ما نسميه بالاستماع الانتقائي.

هناك فرق بين الاستماع والسمع. السمع هو عملية فيزيائية نتلقى من خلالها الأصوات، بينما الاستماع هو عملية نشطة لا تتضمن فقط تلقي الأصوات ولكن أيضًا فهم معناها.

أخبار ذات صلة
صحوة الذات لإدراك العوائق وتجاوزها

يمكن أن يكون السمع، وفقاً للتقرير الذي نشره موقع conscience-et-eveil-spirituel، لا إراديًا وسلبيًا، بينما الاستماع عمل واعٍ يتطلب اهتمامًا نشطًا. عندما نستمع إلى شخص ما نحاول فهم الرسالة التي يحاول إيصالها، بدلاً من مجرد سماع الكلمات التي يتحدث بها.

للاستماع بشكل فعال من المهم الانتباه إلى الشخص الذي يتحدث، والتركيز على كلماته وانفعالاته، وعدم تشتيت الانتباه بمحفزات أخرى. من المهم أيضًا إظهار التعاطف والتفهم تجاه الشخص الذي يتحدث، واحترام مشاعره ومنحه المساحة اللازمة للتعبير عن نفسه.

في النهاية يُعدّ الاستماع جزءًا أساسيًا من التواصل الفعال لبناء علاقات ذات دلالة. من خلال الاستماع بعناية للآخرين، نُظهر أننا نحترمهم ونقدّرهم، ويمكننا أن نفهم احتياجاتهم وانفعالاتهم ووجهات نظرهم بشكل أفضل.

تجنب مقاطعة الشخص الذي يتحدث، حتى إذا كنت لا توافق حديثه وآراءه أو كان لديك أفكار تريد أن تضيفها. انتظر حتى ينتهي الشخص من التحدث قبل أن تعطي وجهة نظرك

كيف تستمع جيداً لشخص ما؟

يعد الاستماع الجيد لشخص ما أمرًا ضروريًا للتواصل الفعال وللحفاظ على علاقات صحية. إليك بعض النصائح للاستماع جيدًا إلى شخص ما:

كن منتبهاً

استمع بفاعلية إلى الشخص الذي يتحدث. تخلص من المشتتات الذهنية وركّز على ما يقوله. أثبِت له أنك مهتم بحديثه، باستخدامك لغة الجسد المفتوحة والحفاظ على التواصل البصري.

تجنب مقاطعة الشخص الذي يتحدث، حتى إذا كنت لا توافق حديثه وآراءه أو كان لديك أفكار تريد أن تضيفها. انتظر حتى ينتهي الشخص من التحدث قبل أن تعطي وجهة نظرك.

اِطرح أسئلة

لكي تفهم بشكل أفضل ما يريد الشخص أن يقوله اطرح أسئلة مفتوحة تشجعه على تعميق أفكاره ومشاعره.

لخّص حديثه

لخص بإيجاز ما قاله الشخص للتو حتى تُظهر له أنك فهمته وتساعده على توضيح أفكاره أكثر.

كن متعاطفًا

حاول أن تفهم مشاعر الشخص الذي يتحدث، واجعله يشعر أنك تهتم بما يشعر به.

حافظ على هدوئك

إذا كنت لا تتفق مع الشخص فابقَ هادئًا ومحترمًا. تجنب ردود الفعل الانفعالية التي يمكن أن تقطع التواصل بينكما.

الاستماع الجيد لشخص ما ينطوي على الانتباه، وطرح الأسئلة، وتلخيص ما يقوله، والتعاطف معه.

باستخدام تقنيات الاستماع النشط هذه يمكنك أن تحسّن تواصلك وتفاعلك وتقوي علاقاتك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com