"أطلانتس".. أسطورة المدينة المفقودة من أفلاطون إلى الأقمار الصناعية
أشعلت الخيال الإنساني وحيرت العلماء ودار في فلك جاذبيتها الباحثون والخبراء لتصبح أحد أكثر الأساطير جاذبية وتشويقا على مر التاريخ.. إنها "أطلانتس"، المدينة المفقودة التي كلما حاول أحدهم فك شفرتها وجد نفسه يغرق أكثر في لغز كبير بلا ضفاف، فأين كانت تقع وما حقيقة وجودها ولماذا اختفت وما علاقتها بالحضارة المصرية القديمة؟
يعد الفيلسوف الإغريقي الشهير أفلاطون هو أول من تحدث بشكل تفصيلي وشامل عن تلك المدينة في مؤلفاته حيث وردت في فصلين من كتابه الشهير "المحاورات" وتناول فيه وجود مدينة لا مثيل لها على وجه الأرض عُرفت بالتقدم العلمي المذهل والثراء الفاحش نتيجة وفرة مواردها من الذهب والمعادن قبل أن تختفي فجأة من على خارطة العالم.
ونشأت المدينة على جزيرة بمحاذاة ساحل المحيط الأطلسي، أو البحر المتوسط، نتيجة زواج إله البحر في الأساطير اليونانية "بوسديون" من "كليتو" ابنة عائلة من السكان المحليين ونتج عن هذا الزواج ذرية صالحة من الأبناء حكمت بالعدل وجعلت القوة محكومة بالأخلاق الحميدة إلى أن حاد جيل جديد من حكام المدينة عن الطريق وجنح إلى البطش والتوسع والاحتلال فحلت عليه اللعنة.
وأورد أفلاطون تفاصيل حول شكل المدينة وكيف كانت عبارة عن جزيرة كبرى تتكون من جزر أصغر يربط بينها أنفاق ووديان ويسيّر الحياة فيها مجموعة من المهندسين المهرة كما تميزت بمبان رائعة وتصميمات فريدة من المعابد أخذت شكل الدوائر فضلا عن السهول التي أخذت المستطيلات وتربط بينها شبكات ري متطورة.
وذكر الفيلسوف الشهير أنه استند إلى ما رواه له جده من أنه حين زار مصر التقى هناك أحد الكهنة الذي حدثه عن تلك المدينة تفصيليا وأعطاه مخطوطة تضم كل شىء متعلق بها.
ويؤكد باحثون في علم المصريات أن هناك أكثر من بردية قديمة تتحدث عن تلك المدينة وكيف أن الفرعون أمر برحلات استكشافية لبيان حقيقتها منها بردية تسمى "بردية ماريس" ويبلغ طولها 45 مترا محفوظة بالمتحف البريطاني.
وبناء على صور الأقمار الصناعية وتقنيات البحث تحت الماء، يعتقد بعض العلماء أن "أطلانتس" ربما كان جزءا من الساحل الجنوبي لإسبانيا، حيث تم العثور على أطلال وبقايا تشبه إلى حد كبير ما جاء في رواية افلاطون.
ومنذ عام 2000، هناك رحلات استكشافية يقوم بها باحثون وعلماء أثبتوا وجود "حقول حرارية" داخل المحيط الأطلسي وتحديدا على بعد 20 كم من سلسلة المرتفعات ما يجعل أنه من المحتمل غرق مدينة في هذا الموضع الذي تختلف درجة الحرارة والحموضة فيه عن بقية البيئة البحرية المحيطة بشكل غير مفهوم.
ويذهب باحث ألماني مرموق هو مايكل هوبنر إلى أن المدينة كانت تقع ضمن الحدود الحالية للمغرب، بالقرب من مراكش، استنادا إلى أن فحص النصوص والآثار القديمة.
وهناك من يربط بين المدينة و بين "مثلث برمودا" الذي يقع ضمن المحيط الاطلسي بين بورتوريكو و جزر برمودا التابعة لبريطانيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة من عند ولاية فلوريدا.
وتتعدد نظريات أسباب اختفاء المدينة، إلا أن الأرجح هو أنها تعرضت للغرق نتيجة فيضان مدمر بينما هناك من يؤكد تعرضها لبركان أتى عليها فيما يذهب أصخاب التفسير الأسطوري إلى أن اختفاءها جاء عقابا من كبير الآلهة " زيوس" بحق " بوسديون" لأنه تزوج واحدة من البشر.
