"ستيلتو".. ماراثون درامي عن ثرثرات ومكائد "الجنس اللطيف"

"ستيلتو".. ماراثون درامي عن ثرثرات ومكائد "الجنس اللطيف"

أغلق صناع مسلسل "ستيلتو" أخيرًا القوس على الماراثون الدرامي، حيث عرف المشاهد لغز الجريمة في الحلقة الـ90 والأخيرة، بعد انتظار أشهر من العرض على منصة "شاهد" و"إم بي سي".

والمسلسل عبارة عن خلطة درامية، فهو نسخة عربية طبق الأصل من المسلسل التركي "جرائم صغيرة"، كتبت له السيناريو لبنى مشلح ومي حايك، وتولى إخراجه التركي إندر إيمير، وهو من بطولة ممثلين سوريين ولبنانيين مثل كاريس بشار، ديما قندلفت، ندى أبو فرحات، ريتا حرب، قيس الشيخ نجيب، بديع أبو شقرا، سامر المصري، كارلوس عازار ونور علي.

اقتباس "كوبي بيست"

وثمة أفلام ومسلسلات عربية كثيرة اقتبست من أعمال أجنبية، غير أن القائمين على مسلسل "ستيلتو" ضربوا بعرض الحائط كل شروط وقواعد الاقتباس، ومن أهمها تطويع حكاية العمل وقالبه البصري بما يتناسب مع طبيعة المجتمع العربي، لكن الاقتباس هنا جاء "كوبي بيست" دون بذل أدنى جهد في استحضار عناصر ومفردات ومشاهد محلية لإضفاء بعض المصداقية على أن أحداث العمل تجري في لبنان، كما هو مفترض.

مسلسل ستيلتو نسخة عربية طبق الأصل من المسلسل التركي "جرائم صغيرة"، وهو من سيناريو لبنى مشلح ومي حايك، وإخراج التركي إندر إيمير

وتم تصوير العمل في إسطنبول، وهذا أمر جائز ومتبع فنيًا، فالكثير من الأعمال الدرامية تصور في مكان مختلف عن المكان الحقيقي الذي تجري فيه الأحداث، غير أن صناع العمل عادة ما يلجؤون إلى بناء ديكورات ومناظر تحاكي بيئة العمل الأصلية، غير أن ستيلتو حافظ على كل شيء كما هو واقعيًا في إسطنبول، فوقع المشاهد في حيرة حيال هذا الإبهار البصري الذي لا ينطبق على الواقع السوري واللبناني.

الإبهار البصري

الإبهار البصري هو المفتاح الرئيس في مسلسل "ستيلتو"، فكل شيء منسق ومرتب ولا شيء يعكر صفاء المشهد، بدءًا من المجمع السكني الراقي (دريم هيلز كامباوند) الواقع على شاطئ البحر، تحفه خضرة الأشجار والمحاطة بحدائق تملؤها الورود، مرورًا بالديكورات الباهظة والأثاث الفخم والتصاميم الباذخة والسيارات الفارهة...، وزوايا التصوير والإضاءة والمونتاج، كل ذلك أظهر صورة أشبه بالفيديو كليب، دون أن يعكس الواقع الحقيقي في لبنان أو أي مجتمع عربي آخر يفترض أن المسلسل يخاطبه..

هذا الحرص على إبعاد أي شي يخدش جمالية الصورة، ينطبق كذلك على شخصيات العمل، خاصة النساء اللواتي يظهرن في غاية الأناقة، بأزياء أشبه بعارضات الأزياء، مع الحرص على أن يكون "الماكياج" حاضرًا وكاملًا دون أدنى خطأ، حتى وهن نائمات أو استيقظن للتو من النوم، وكذلك الحال بالنسبة لأبطال العمل الذين يظهرون بكامل أناقتهم في جميع الأوقات.

أخبار ذات صلة
مسلسل "ستيلتو".. هل نحن أمام "استعمار درامي"؟

والملاحظ كذلك هو حضور مفردات الثقافة الغربية في الحياة اليومية، فحلوى "التشيز كيك" يحل محل "رز بحليب"، و"البستيك" يحل محل الملوخية، وطبق "حراق باصبعو" يغدو شيئًا كلاسيكيًا من الماضي، كما أن "الخمر" حاضر على الموائد دون أي مبرر درامي، والحديث اليومي تخالطه الكثير من المفردات الإنجليزية، وهنا يضطر المشاهد إلى التساؤل: أين هو لبنان من كل هذه الحياة الأرستقراطية والرفاهية المشعة؟

الحكاية

بدورها، بدت حكاية العمل غارقة في الميلودراما والمبالغة، فهي عن الفتاة ألما (كاريس بشار) وصديقاتها اللواتي تآمرن عليها أيام الدراسة، ونصبن لها كمينًا كي تبدو أمام الجميع أنها على علاقة بأستاذ المدرسة خالد (بديع أبو شقرا).. بعد هذا التآمر تمر ألما بأزمة نفسية تحاول معها الانتحار قبل أن تشفى ووتتابع دراستها لتصبح طبيبة مشهورة.

بعد سنوات تلتقي ألما بهؤلاء الصديقات الشريرات، وهن فلك (ديما قندلفت) وجويل (ريتا حرب) ونايلة (ندى أبو فرحات)، لتبدأ فصول العمل الذي يتناول تفاصيل يومية صغيرة عن الحب والغيرة والكراهية والصداقات المزيفة والمكر ووضع الأقنعة... سهرات ودعوات في مجتمع مخملي يسوده الخداع وعدم الثقة وثرثرات لا تنتهي، فالصديقات الماكرات يحاولن تحطيم حياة صديقتهن مرة أخرى، ودائمًا تكون السيدة فلك هي صاحبة المكائد، والتي تختزن طاقة من الشر، غير مبررة، وتلقى حتفها في النهاية على يد ألما، ليكون "الانتقام" هو أحد أبرز مقولات "ستيلتو".

الإبهار البصري هو المفتاح الرئيس في مسلسل "ستيلتو".. وحكاية العمل بدت غارقة في الميلودراما والمبالغة

لا أحد في العمل مهموم بمصاعب الحياة، أو بهموم جانبية، فثمة سهرات ولقاءات حول موائد عامرة دائمًا، وثمة خطط للايقاع بالآخر دائمًا، وكأن النساء في العمل لا هم لهن سوى الأذى، وألما التي كانت تمثل الجانب الخير بين البطلات الأربع تتورط في النهاية في الانتقام بقتل فلك، وإن بشكل غير متعمد تمامًا، الأمر الذي دفع المحققين على تسجيل الواقعة بأنها حدثت دون قصد.

والمفارقة أن الطبيبة ألما الناجحة والجميلة تقع في غرام كريم (قيس الشيخ نجيب) زوج غريمتها فلك، وهو ما يتيح للمخرج تمرير مشاهد رومانسية وحالات غزل غير مقنعة، بل تبدو مصطنعة وفجة، ككل شيء في هذا العمل الذي رغم سذاجته وبطء ايقاعه، حظي بنسب مشاهدة عالية، بحسب تقارير إعلامية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com