الشاعر يونس بن نيران
الشاعر يونس بن نيرانفيسبوك

من هو الشاعر الليبي الراحل يونس بن نيران؟

"غادر نورس الأغنية الليبية وطنه مُرتحلًا بين أكثر من بلد، وترجم إحساسه العالي بالغربة".

بعد صراع طويل مع المرض توفي الشاعر الغنائي الليبي يونس بن نيران (مواليد سبها 1966) عن 58 عامًا، تاركًا وراءه أكثر من مئة وثلاثين عملًا غنائيًّا بين المسموع والمرئي، إلى جانب إنتاجاته الدرامية التي قدم من خلالها مسلسلاتٍ وأعمالًا حازت نجاحًا كبيرًا، وأيضًا له أربع مجموعات شعرية مميزة.

ويعتبر بن نيران واحدًا من رموز الثقافة والأغنية والفن في ليبيا، اشتهر باعتزازه بهويته الفنية والثقافية الفريدة، إذ كان ابن مدينة سبها صاحب رؤية متميزة وإبداع بنكهة خاصة، واستطاع أن ينقل شعريته إلى كل المجالات الأدبية والفنية التي اشتغل فيها، جاعلاً من رهافة الشاعر بوصلةً له في الكتابة وحتى في الإنتاج الفني، مع تأكيد الالتزام الوطني والهوى الليبي.

ومن قرأ مجموعاته الشعرية "خواطر عابرة، شجون وطن، روح الوطن، نبضات وطن" سيلمس محبته الخاصة لليبيا وطناً وتاريخاً وأمجاداً وشعباً، إذ إنه كان مسكوناً بها وتلاحقه أينما حط ركاب إبداعه، شعراً ونثراً وإخراجاً وإنتاجاً، ولعل تجربة تهجيره عنها بعد عام 2011 هي الأقسى في حياته، وجعلت مداده ينزف شوقاً إليها، تاركاً وراءه عدداً من المخطوطات التي تحتاج إلى من يتولى جمعها وترتيبها وإعدادها للنشر.

نجوم غنوا أشعاره

كان اشتغاله على الشعر الغنائي هو مجاله الإبداعي الأرحب، والأقرب إلى قلبه، وبنظرة بانورامية نرى أن له الكثير من الأغنيات التي لحنها كبار الملحنين الليبيين، من أمثال: نورالدين المهدي، خليفة الزليتني، محمد خميس، ناصف محمود، رمضان كازوز، الشريف محمد، محمد الصادق، نجوى محمد، سعيد الصويعي وحنان محمد.

أما من المطربين الذين غنوا أشعاره فهناك أصوات مبدعة تضم كلا من رمضان كازوز، عبير قاسم، وعد حسين، أسماء سالم، أسماء سليم، محمد الحوتي، سعيد لملوم، طارق محمد، ذكرى يونس، نجوى محمد، هنيدة علي، رمزي صوان، سامي محمود، أحمد السحيري وأيمن الزليتني.

ولم يقتصر غناء كلماته على مطربي ليبيا، بل تعداه إلى آخرين في المغرب العربي، إذ كتب ما يزيد على الـ65 أغنية عاطفية أدَّتها أصوات عظيمة من بينهم الموريتانية "منى منت دندني"، والجزائري "خالد محبوب"، والتونسية "منية عبدالعال"، والمغربيتان "مريم بنمير" و"دنيا لطفي".

كما عمل على إخراج أعمال غنائية منها سهرية "هلال العيد"، والجزء الثالث من برنامج المنوعات الرمضاني "يعطيك الصحة"، إلى جانب جلسة غنائية تم تصويرها في تونس الحمامات من إنتاج شركته التي أطلق عليها اسم "النورس".

شهادة بالحقوق

ورغم حصول بن نيران على الماجستير في القانون، فإنه لم يعمل في المحاماة، بل سخَّر شغفه الفني في إدارة شركته المختصة بالإنتاج الإعلامي والفني، إذ أنتج عبرها مجموعة مسلسلات منها "جمر السنين" الذي يروي جانباً من معاناة الليبيين أيام الاحتلال الإيطالي، وتم تصويره في الجبل الأخضر، من إخراج الأردني فايز دعيبس، وسيناريو وحوار مصطفى السعيطي، وتمثيل عدد من الفنانين الليبيين والعرب من بينهم فتحي بدر، سعد الجازوي، محمد سالم، ياسمين، طارق الشيخي، أسامة بركة، وفاء المغربي، عبدالرحمن عبدالمولى وغيرهم.

كما أنتجت شركة النوس سلسلتين وثائقيتين الأولى "سبها بين الأمس واليوم" والثانية "واحات الجفرة الخمس"، إلى جانب برنامج "سرت عاصمة الثقافة العربية" في يناير 2011، وبرنامج "درر التراث" و"تفاكيرهم"، وسلسلة "هذا اللي صاير".

نال بن نيران تكريمين عن أشعاره الغنائية، مرةً في مهرجان الأغنية الليبية الرابع سنة 2004 عن أغنية "الضرة" التي لحنها محمد خميس، وغنَّتها عبير قاسم، والآخر في مهرجان الرباط للأغنية العربية عن أغنية "العشرة" عام 2005.

وبعد أحداث عام 2011 غادر "نورس الأغنية الليبية" وطنه مُرتحلاً بين أكثر من بلد، وترجم إحساسه العالي بالغربة في عدد من أغانيه ومنها أغنية "الحمام الزاجل" التي لحنها رمضان كازوز وغنتها منية عبدالعال، وجاء في مقدمة نسختها المصورة إنه يهديها للشعب الليبي العظيم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com