بوستر فيلم "أنف وثلاث عيون"
بوستر فيلم "أنف وثلاث عيون"متداولة

"أنف وثلاث عيون".. رهافة المشاعر تنقذ موسم السينما من الافتعال

تشكل رهافة المشاعر والتوترات النفسية والصراع بين القلب والعقل، في إطار من الرومانسية والدفء، جوهر الرؤية الفنية في الفيلم المصري "أنف وثلاث عيون"، الذي يعرض حاليا دور السينما.

واعتمد صناع الشريط السينمائي، الذي أخرجه أمير رمسيس ووضع له السيناريو الحوار وائل حمدي، على لغة بصرية حميمة وكادرات منتقاة بعناية وحوارات قصيرة مكثفة تشبه مباراة "بنج بونج"، مع إعطاء مساحة كبيرة للموسيقى التصويرية والصمت والتعبير بلغة العيون.

ويحكي الفيلم قصة طبيب وجراح تجميل مشهور، جسد شخصيته ظافر عابدين، لكنه يعاني مما يشبه العقدة النفسية الدفينة التي تجعله لا يستمر في علاقة عاطفية حتى النهاية. إذ تخلى عن امرأتين من قبل والآن على وشك الوقوع في غرام فتاة تصغره بما يقرب من 25 عاما.

وبدا ظافر عابدين بالشعيرات البيضاء في ذقنه ونظرات الحيرة والضياع في عينيه موفقًا للغاية في تجسيد شخصية أربعيني مأزوم لديه كل أسباب السعادة لكنه لا يعرف لحظة هناء واحدة.

يأتي ذلك وسط موسم سينمائي مصري عنوانه العريض الكوميديا المفتعلة القائمة على "الاستظراف" و"التهريج"، فضلا عن الصخب الأجوف لأفلام ترفع لافتات زائفة للإثارة والتشويق.

يذكر أن "أنف وثلاثة عيون" مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس صدرت في جزأين عام 1964 يتمحور خطها الدرامي حول د. هاشم الحائر عاطفيا بين ثلاث نساء أو "ثلاث عيون" هنّ "أمينة" و"نجوى" و"رحاب" أو "روبا" اللاتي أفاض المؤلف في وصف العالم الخاص لكل واحدة منهن وخلفيات مأساتها الشخصية.

المعالجة السينمائية للرواية في نسختها الحالية واجهت أكثر من تحد، فكان عليها من ناحية القفز فوق عشرات الخطوط الدرامية في النص الأصلي كما كان عليها الاستعداد للمقارنة التي فرضت نفسها مع الفيلم المأخوذ عن الرواية وبنفس الاسم، إنتاج 1972، إخراج حسين كمال، وبطولة محمود ياسين وماجدة وميرفت أمين ونجلاء فتحي.

لم يكتف الفيلم الحالي باستبعاد الكثير من الخطوط الرئيسية في الرواية الأصلية بل أضاف خطوطا جديدة واستحدث شخصيات لم تكن موجودة أبرزها شخصية المعالجة النفسية، التي جسدت شخصيتها صبا مبارك، والتركيز على أزمة فارق السن مع "روبا" بحيث تتحول إلى بؤرة الصراع الأساسي في الحبكة الدرامية.

هناك مقولة شائعة للمخرج داوود عبدالسيد تشير إلى أنه "لابد من خيانة النص الأصلي حتى تُخلص له" بمعنى أنك كمخرج مطالب بالحفاظ فقط على "روح" النص الأدبي المأخوذ عنه العمل مع حرية واسعة في عمليات الحذف والإضافة فيما عدا ذلك، وهو ما بدا أن المخرج أمير رمسيس قد التزم به.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com