صوفيا فيرغارا
صوفيا فيرغارا نتفلكس

في مسلسل "غريسيلدا".. صوفيا فيرغارا هي القصة كلها

"الرجل الوحيد الذي كنت أخشاه على الإطلاق هو امرأة: غريسيلدا بلانكو"
بابلو اسكوبار

رغم أن قصة عرّابة الكوكايين الكولومبية "غريسيلدا بلانكو" تمت معالجتها سابقًا في السينما من خلال فيلم بجزأين للمخرج بيلي كوربن بعنوان "رعاة بقر الكوكايين" Cocaine Cowboys، فإن تناولها ضمن مسلسل من إنتاج نتفليكس ومن بطولة وإنتاج صوفيا فيرغارا يجعل من الموضوع أكثر بهجة ومتعة، بأنْ أصبحت هي لب الموضوع.

واستعرض العمل بحلقاته الست (كتابة كارلو بيرنارد، وأنغرد ايسكاجيدا، ودوغ ميرو) رحلة بلانكو من كولومبيا إلى ميامي، وتدرجها من تاجرة مخدرات عادية إلى عرابة في هذا المجال، إذ تطوَّرت الشخصية بأسلوبية درامية محكمة ومتوازنة مِن "سأفعل ذلك لبعض الوقت"، إلى "أريد أن أحكم العالم".

وتفتتح الحلقة الأولى بمقولة لبابلو إسكوبار أحد أباطرة المخدرات الأكثر شهرة "الرجل الوحيد الذي كنت أخشاه على الإطلاق هو امرأة: غريسيلدا بلانكو"، وهنا برز السؤال لدى كثيرين: كيف ستظهر صوفيا وما مقدار تبنِّيها للشخصية لتقنع المشاهدين بهذه الشخصية الاستثنائية؟ لكنها منذ المشهد الأول بدت كأنها سلخت جلد أدوارها الكوميدية التي اشتهرت بها، وخاصة في "عائلة حديثة" Modern Family، وتلبَّست غريسيلدا بكل حواسها، وبفهم كبير لما يدور في ذهنها.

غريزلدا- صوفيا فيرغارا
غريزلدا- صوفيا فيرغارا نتفلكس

واستطاعت صوفيا أن تجسد طموح امرأة وجبروتها وصعوبة تفكيرها، فهي بدأت أمًّا عزباء مهاجرة إلى ميامي مع ثلاثة أطفال ومن دون تعليم أو مهنة تساعدها على إعالتهم، فلجأت إلى بيع الماريجوانا، ولأنها امرأة في عالم الرجال بدأت بإثبات نفسها بجهد كبير، حتى تحولت إلى عقل إجرامي لا يرحم، وبات اسمها من أكثر الأسماء المرعبة في عالم المخدرات في السبعينيات والثمانينيات.

هذا الجانب الإنساني وميكانيزمات التحوُّل لدى غريسيلدا هو ما حاول المخرج آندريس بايز أن يؤكده في عمله، راصدًا أهم مراحل حياتها وكيف صنعت منها القوة وحشًا، وذلك منذ قتلها زوجها الأول، ثم انتقالها إلى ميامي والتعرف على زوجها الثاني ألبرتو برافو الذي أدخلها إلى الجانب المظلم من عالم المخدرات، ونتيجةً لميلها للعنف وجرأتها باتت بين ليلة وضحاها مديرةً للمشروع الإجرامي برمّته.

"الأرملة السوداء"

ومع اشتداد حروب المخدرات في ميامي، يوثق المسلسل كيف أصبحت بلانكو أكثر قسوة، وفق مشهديات آسرة تلعب فيها الإضاءة والموسيقى دورًا مميزًا، خاصةً في المشاهد الصادمة ذات التوتر الدرامي الكبير، من مثل عندما أطلقت النار على زوجها، لأنها اعتقدت أنه كان يسرق المال منها، كل ذلك أضاف إلى ألقابها لقب "الأرملة السوداء" بسبب سلوكها الوحشي، الذي قادها في أوائل الثمانينيات لأن تصبح واحدة من أغنى النساء وأكثرهن إثارة للخوف في العالم.

بوستر العمل
بوستر العمل IMDb

ويتابع المسلسل كيف نمت إمبراطورية بلانكو وآلية توظيفها للمهاجرين وتسخيرهم لخدمتها على مدار عقود، والأهم كيف استطاعت أن تسرح وتمرح طيلة عشرين عامًا دون أن يتم إلقاء القبض عليها، وذلك بسبب شوفينية رجال التحقيقات في ميامي، واعتقادهم أن مثل تلك الإمبراطورية لا تستطيع امرأة أن تقودها.

ولذلك نرى أن جون (جوليانا مارتينيز) محللة الاستخبارات في قسم شرطة ميامي هي من تمكَّنت من غريسلدا، لأنها تشبهها، فهما من منشأ لاتيني يشجع الذكورية، فمثلاً جميع زملاء مارتينيز من الرجال يستغلونها كمترجمة عن الإسبانية فقط، بينما هي تمتلك قدرات أكبر مما يتوقعونها، وهو ما أثبتته من خلال الإيقاع ببلانكو ومحاكمتها بتجارة الكوكايين وتصنيعه، إلى جانب ثلاث جرائم قتل من الدرجة الأولى.

تهميش الشخصيات

العمل صحيح أنه يركز على البطولة المطلقة لصوفيا فيرغارا، لكن المطب الأكبر الذي وقع فيه هو تهميشه بقية الشخصيات حولها، والنبرة الواحدة لتلك الشخصيات دون تصعيد لافت يوازن المشهد، بمن فيهم أبطال العمل ألبيرتو غيرا (داريو)، ومارتن رودريغيز (ريفي).. فأينما حلت فيرغارا نراها تلتهم الجميع؛ ما يجعل صوفيا مركز العمل الأوحد ونقطة قوته التي لا تدانيها قوة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com