الأعمال الفنية المشتركة في 2017 بين الضرورة والتسويق
الأعمال الفنية المشتركة في 2017 بين الضرورة والتسويقالأعمال الفنية المشتركة في 2017 بين الضرورة والتسويق

الأعمال الفنية المشتركة في 2017 بين الضرورة والتسويق

دفعت أزمة الإنتاج الدرامي السوري وصعوبات تسويق المسلسلات السورية إلى انتشار ظاهرة الأعمال المشتركة التي رآها البعض حلاً لمشكلات التسويق وتعثر الدراما السورية.

وإن كان المشاهد العربي اعتاد سابقاً على الأعمال المشتركة التي جمعت نجوماً من سوريا ولبنان ومصر والخليج العربي، غير أنه بات يرى نفسه اليوم أمام أعمال بعيدة عن واقعه، وطبيعة بيئته والمجتمع الذي يعيش فيه. هدفها فقط البحث عن طريقة ترويجية لمثل هذه الأعمال وحضور على بعض الشاشات.

خاصة مع غياب وجود ضرورة درامية لتعدد اللهجات في مسلسل ما، وابتعاد القصة تماماً عن الجمهور، ليبدو وكأن الهدف منها التشكيل في الصورة، بعيداً عن الهدف والقيمة التي تقدمها.

وما لاحظناه خلال الموسم المنصرم من هجوم وانتقادات طالت معظم هذه الأعمال من قبل الجمهور، وبعض الإعلاميين وحتى من قبل بعض الفنانين يدلّ على رفض المُشاهد لمثل هذه الأعمال التي تعتبر أنها سياحية تجارية أكثر ما تكون فنية.

غير مستقرة

أبرز الانتقادات التي حملها الجمهور وبعض المهتمين بالشأن الدرامي عن الأعمال المشتركة التي باتت وسيلة لبعض المنتجين هو غياب الهوية لهذه الأعمال، وضياع العمق الإنساني من خلال حبكة درامية لا تعتمد على الواقع، ولا تقترب منه في معظم مراحل العمل وبالتالي ابتعادها عن ملامسة المشاهد الذي تتوجه له.

ولربما اجتمعت العوامل عند بعض المنتجين العرب والسوريين الذين يبحثون عن التسويق والربح، وعند بعض الفنانين والفنيين السوريين الذي باتوا يعانون بسبب الأزمة السورية من ضعف بعض الأعمال، وصعوبات التسويق والانتشار، وقلة الأجور فباتوا يبحثون عن فرص مناسبة وملائمة من الناحيتين المادية والتسويقية من أجل الخوض في تجربة عمل مشترك يحقق لهم ما يرغبون به.

غير أن معظمهم لا يتوقف عند العمل وما يمكن أن يقدمه، ولا يبحث في خيارات الدور والشخصيات، وآلية التصوير وما يتضمنه النص وما يحمله من رسالة فنية أمام المغريات التي تقدمها شركات الإنتاج، مع المبالغ الكبيرة التي يتم رصدها لإنتاج مثل هذه الأعمال؛ الأمر الذي دفع بعدم استقرار هذه الأعمال على سير منطقي للأحداث وتسلسلها.

موسم 2017

برغم كل الانتقادات التي شهدتها أعمال الموسم الدرامي الفائت سيشهد العام المقبل مجموعة من الأعمال المشتركة منها ما انتهى تصويره ومنها ما زال قيد التصوير أو التحضير. إذ سيشهد مسلسل "الرابوص" تأليف سعيد الحناوي وإخراج إياد نحاس وإنتاج شركتي "زوى" و"النحاس" والذي تم تصويره في العاصمة السورية دمشق مشاركة لبعض الممثلين اللبنانين.

كما بدأت المخرجة رشا شربتجي تصوير مشاهد مسلسل "شوق" تأليف حازم سليمان وإنتاج شركة "إيمار الشام" في بيروت قبل أن تنتقل إلى دمشق كذلك بمشاركة سورية لبنانية. وقبل أيام بدأ كذلك المخرج هشام شربتجي تصوير مشاهد مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة" تأليف نور شيشكلي في لبنان.

وشهد مسلسل "حكم الهوى" إنتاج شركة "قبنض" مشاركة نجوم لبنانيين أيضاً.

وسيحمل مسلسل "شبابك" ومسلسل "كعب عالي" مشاركات لبنانية أيضاً.

وسيتولى المخرج السوري وائل أبو شعر إخراج المسلسل اللبناني "المحرومون". كما سيتولى المخرج السوري زهير قنوع إخراج مسلسل "أدهم بيك" إنتاج شركة "مروى غروب" اللبنانية. وبدأ المخرج السوري أسامة الحمد تصوير المسلسل اللبناني "فخامة الشك" في بيروت أيضاً. وتواردت أنباء عن استعداد المخرج السوري حاتم علي لإخراج المسلسل المصري "حجر جهنم" في الوقت الذي سيتولى فيه المخرج المثنى صبح إخراج المسلسل السعودي "العاصوف".

بالإضافة إلى هذه المشاركات سيكون الجمهور العربي على موعد مع مشاركات متفاوتة لنجوم سوريين في الدراما العربية كالدرما الخليجية والأردنية والمصرية واللبنانية ومنهم نسرين طافش التي أنهت تصوير دورها في مسلسل "العفراء والعقاب"، و"سحر فوزي" التي أنهت تصوير دورها في المسلسل المصري "السلطان والشاه"، إضافة إلى مشاركات أخرى يتم الحديث عنها للفنانة سوزان نجم الدين والفنانة سلاف فواخرجي في مصر.

ولا ندري إن كان صناع هذه الأعمال سيأخذون باعتبارهم أبرز الانتقادات التي تم توجيهها لهذه الأعمال وهي الضرورة الدرامية لتعدد الجنسيات واللهجات في العمل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com