راغب علامة يحيي حفلًا مجانيًا في أبوظبي.. تراجع أم تواضع؟
راغب علامة يحيي حفلًا مجانيًا في أبوظبي.. تراجع أم تواضع؟راغب علامة يحيي حفلًا مجانيًا في أبوظبي.. تراجع أم تواضع؟

راغب علامة يحيي حفلًا مجانيًا في أبوظبي.. تراجع أم تواضع؟

يسلط حفل مجاني مفتوح للجمهور أحياه الفنان اللبناني راغب علامة في أبوظبي في دولة الإمارات، الضوء على تغيرات يشهدها الوسط الفني وتثير تساؤلات حول الإقبال الجماهيري على فعاليات النجوم الكبار.

وافتتح علامة أسبوع الموضة بمركز "ياس مول" التجاري في أبوظبي الأسبوع الماضي وسط إقبال جماهيري ضعيف اقتصر في معظمه على متسوقي المول.

وعلى غرار راغب أحيا عدد من كبار نجوم الصف الأول حفلات مجانية مفتوحة للجمهور خلال الفترة الماضية مثل نانسي عجرم وحكيم وحمادة هلال وعبد الله الرويشد دون حضور جماهيري يذكر.

وتشير مثل هذه الحفلات غير الجماهيرية إلى تنازل الفنانين ومخاطرتهم بالسمعة مقابل زيادة الإيرادات المالية مع تراجع الإقبال على الحفلات التي كانت في السابق مصدر دخلهم الرئيس.

ويشهد الوسط الفني تغيرًا ملحوظًا بعد تراجع أعداد الحفلات التي كانت تٌقام كل عام في مصر والإمارات ولبنان والمغرب وغيرها من الدول في ليالي صاخبة تشهد إقبالاً جماهيريًا ضخمًا يدر أموالاً طائلة لكبار النجوم.

ويفتح هذا التراجع المجال لطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الفن تأثر سلبا بما يمر به الوطن العربي ككل من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، بل وتطورات تكنولوجية أيضا، أم تغير الذوق الفني للجمهور وأصبح لكل عصر أدواته ووسائله التي يعبر من خلالها الفنان ويصل إلى جمهوره.

ويقول الموسيقار المصري حلمي بكر لـ"إرم نيوز": "لا يوجد من وجهة نظري نجم كبير في هذا الجيل، ولا يوجد إبداع حقيقي، وهذا أثر على الحفلات، كما أن أجور النجوم المبالغ فيها، جعلت الجمهور يكتفي بتحويل أغانيهم إلى رنات موبايل، فالجمهور انصرف عن الحفلات، لأنه لم يجد النجم القادر على خلق ورسم حالة غنائية مختلفة وفريدة، فحفلات الغناء في العالم العربي مثل السينما، حيث كانت مصر تنتج أكثر من مئة فيلم سنويًا في الماضي، والآن لا يتخطى الإنتاج حاجز الخمسة أفلام، وهذا بالضبط هو حال سوق الحفلات الذي ينتعش في الصيف، ويختفي بالشتاء في الدول العربية".

ولعل مواقع التواصل الاجتماعي التي سيطرت مؤخرًا على حياة الناس اليومية كان لها دور كبير في ذلك، فقد أصبحت بمثابة البديل الافتراضي للعلاقات الاجتماعية ككل، وحتى في علاقة الجمهور بالفنانين المفضلين.

وتتيح الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي للجمهور متابعة الفنانين لحظة بلحظة، ما خلق –ربما- بديلا في العالم الافتراضي يغني عن مشقة الازدحام والوقوف لساعات طوال لحضور الحفلات الحية "اللايف".

ويؤكد هذا الكلام، الفنان مدحت صالح، وهو واحد من النجوم، الذين لا يحبون مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال لـ"إرم نيوز" إن ظهورها (مواقع التواصل) أسهم في تلاشي واختفاء جماليات كثيرة، وأن ظهور النجم بصورة دائمة في مواقع التواصل، جعل الجمهور يتشبع منه، ويراقبه ويتابع أخباره من خلال هذا العالم الافتراضي.

وأضاف أن الفنان أصبح يطلع جمهوره من خلال صفحته على "فيسبوك" على مراحل التحضير للأغنية بداية من كتابة الكلمات، وانتهاء بالشكل الأخير للأغنية، ولذا بات انتظار حفل للفنان أمرا مستحيلا، لأن الفنان متاح للجمهور طوال الوقت.

وفي ذات السياق، قال الموسيقار محمد علي سليمان: "مواقع التواصل وقرصنة الأغاني الجديدة فور طرحها، أبرز العوامل التي جعلت الكساد يضرب سوق الحفلات الغنائية، لأن اختفاء النجم عن الجمهور، يخلق حالة من الشغف، ويجعله يبحث عن أي حفل له، لكن استعانة النجوم بمواقع التواصل في طرح الأغاني والأخبار والصور، جعل الجمهور ينصرف عنهم، ويكتفى بمتابعتهم عبر العالم الافتراضي".

ولاشك أن الأحداث التي يمر بها الوطن العربي ككل خلال السنوات القليلة الماضية، لعبت أيضًا دورها في توجيه دفة اهتمام الجمهور إلى شؤون أخرى في الحياة، خاصة مع إجراءات التقشف التي بدأت العديد من الدول بالعالم العربي اتخاذها، وتدني أسعار النفط الذي انعكس بدوره على مستوى المعيشة للفرد خاصة في دول الخليج. والاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة تتغير على الدوام، إلا أن الفن أيضًا وجه هام، يبدو أنه مقبل على مزيد من التحولات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com