الشريان.. يخلع جلده ويسقط في فخّ الشهرة
تألق الإعلامي السعودي داود الشريان على مدى سنوات من خلال برنامجه "الثامنة" الذي يعرض على شاشة "أم بي سي" في تمام الساعة الثامنة.
واعتاد الشريان طرح القضايا المجتمعية الجريئة التي تهم المجتمع السعودي، ومواجهة المسؤولين والأفراد على حد سواء في القضايا الشائكة.
وتفرّد على مدى سنوات وتميز وحافظ برنامجه على نجاح استثنائي على خلاف العديد من البرامج التي تصعد وتخبو، كما أن مواضيعه البعيدة عن البهرجة الإعلامية والاستعراض جعلت له مكانة عالية لدى الجمهور.
ومع اقتراب رمضان، فاجأ داود جمهوره بإعلانه عن برنامج "الشريان" في الشهر الكريم، حين قرر اتخاذ خط مغاير لما اعتدنا عليه معه.
لكن الجمهور الذي توقع من الشريان أن يكون متميزًا ومتفردًا في رمضان، وكان تواقًا لمعرفة ما في جعبته، أصيب بالخيبة. حيث كان كل ما فعله، الإعلامي الكبير، هو أن يستنسخ برامج الفنانين ومشاهير الإعلام التي لا تعد ولا تحصى على الشاشات، وأن يجلس مثله مثل أي إعلامي أو فنان ليقابلهم، ويسألهم عن حالهم وأحوالهم.
ولم يختلف الشريان عن غيره في برنامجه هذا، فهو برنامج كغيره من البرامج سواء قدمه هو أم غيره لن يشكل هذا الأمر اختلافًا، طالما أن المضمون واحد ومتوافر بكثرة على جميع الشاشات وفي كل الأوقات.
في حين أنه كان من المنتظر أن تكون الشخصيات التي سيستضيفها الشريان ذات وزن يماثل مسيرته الإعلامية، وهذا لا يعني الانتقاص من حق الفنان أو غيره، والذي حتمًا سيجد العديد من البرامج لاستقباله، كما أن الجمهور يحفظ سيرة فنانيه ونجومه عن ظهر قلب، لكن كان الأجدى أن يسلّط الضوء على شخصيات أثرت في العلم والفلسفة والفكر والمجتمع، بحاجة لإعلامي بقامته كي يقدمها للناس.. بما يحفظ له تفرّده ووزنه الإعلامي، وبما يضمن للمشاهد الفائدة والمتعة التي اعتادها دائمًا من داود الشريان.
